بقلم : جرجس بشرى
أعلنت الإسبوع الماضي عن بدء تدشين حملة لملاحقة الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما دوليا ً بتهمة دعم الإرهاب في مصر والوطن العربي ، وتناقلت وسائل الإعلام خبر الحملة بمزيد من الإهتمام البالغ ، كما طالبني عدد من المصريين والقانونيين في الداخل والخارج بضرورة البدء في تنفيذ الحملة عمليا ً ، وهو ما سيتم قريبا ً إن شاء الله .
والسؤال هنا :
هل من الممكن ملاحقة الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما بتهمة دعم الإرهاب في مصر والعالم العربي ؟؟؟ وكيف ؟؟؟
والحق أقول أن الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما يعد واحدا ً من أبرز رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الداعمين لتيارات الإسلام السياسي متمثلا في جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية في مصر والوطن العربي ، لاستخدامهم في حرب بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية ضد البلدان العربية ، خاصة البلدان التي يطلق عليها مجازا ً "دول الربيع العربي " .
وتقوم إدارة أوباما بتقديم الدعم المادي والمسلح والإعلامي لهذه الجماعات وصولا ً لتحقيق مآربها في المنطقة ، ومن المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة اللوبي الصهيوني في الكونجرس ملتزمين التزاما كاملا ً بتحقيق بل وضمان أمن إسرائيل على المدى البعيد ، وتستخدم هذه الجماعات التي ضمنت ولائها الكامل لها لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي ، كما تستخدم الحركة الصهيو أمريكية هذه الجماعات لتحقيق وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس من قبل وهو مشروع قديم نشرت تسريبات عنه في الثمانينات من القرن الماضي ويكشف عن تقسيم العالم العربي ومصر إلى دويلات على أساس ديني ومذهبي وعرقي لإضعاف هذه الدول .
وقد أشار مشروع برنارد لويز إلى خريطة التقسيم وباسماء الدول المستهدفة ومنها مصر ، وقد بدأ فعليا تنفيذ هذا المشروع بالمضي قدما في تفتيت وتقسيم عدد من الدول العربية منها العراق وليبيا ، وغيرها وتتم الآن محاولات مستميتة من إدارة أوباما لتفتيت سوريا مذهبيا وطائفيا ، وكانت أهم وسائل إنفاذ هذا المخطط بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية لضرب الوحدة الوطنية في هذه الدول ، ثم العمل على قدم وساق لإسقاط جيوشها الوطنية ، عبر خلق جيوش من المرتزقة والجماعات الإرهابية وخاصة جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية لمحاربة الجيوش الوطنية في هذه الدول بخلق جيوش يطلق عليها الجيوش الحرة التي يكون ولائها الأول والأخير للحركات الصهيو أمريكية لمحاربة واسقاط الجيوش الوطنية ، وتقدم الولايات المتحدة وإسرائيل الدعم الكامل من المال والسلاح لهذه الجيوش الحرة لمحاربة الجيوش الوطنية واسقاطها.
وهناك محاولة قذرة من إدارة اوباما واللوبي الصهيوني في الكونجرس الامريكي لاسقاط الجيش الوطني المصري واستهداف قواتنا المسلحة ، ويستخدم أوباما جماعة الإخوان المسلمين وبعض الجماعات الجهادية في مصر لاسقاط هذا الجيش الذي يمثل اكبر عقبة أمام إدارة اوباما ودولة إسرائيل لاتمام مشروع الشرق الاوسط الكبير ، ولقد كان استهداف الجيش واضحا من قبل محمد مرسي وجماعة الإخوان بافتعال الأزمات والحوادث والشائعات التي تبرر للرئيس المعزول الإطاحة بقيادات كبرى في القوات المسلحة ، والمخابرات الحربية ، كان اولها حادث مقتل 16 جنديا على الحدود المصرية في رمضان الماضي وفي وقت الإفطار !! مرورا باختطاف الجنود المصريين ، وغيرها .
ولولا تدخل الشعب المصري في الوقت المناسب يوم 30 يونيو 2013 بثورة شعبية انصاع فيها جيش مصر لإرادة الشعب الذي طالب باسقاط الرئيس ومحاكمته بعد أن رأى أن الأمور تسير من سئ إلى أسوأ في عهد محمد مرسي ، وبعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وعزله ازدات الحرب ضراوة على الجيش المصري الذي افسد مخطط أوباما الداعم للجماعة ، كما اطاحت الثورة بمخخط الشرق الاوسط الكبير ومشروع الفوضى الخلاقة واحدث انقلابا غير مسبوق في سياسة إدارة اوباما وجعلها تتخبط ، بل وقلب لديها موازين القوى في المنطقة العربية بعد اسقاط الحليف الاستراتيجي والمنفذ الرئيسي لهذه المخططات وهم جماعة الإخوان وغيرهم من الجماعات الجهادية ، وهو ما دفع بالجماعة أن تذكر ان ما حدث في 30 يونيو انقلابا عسكريا ً وهو الامر الذي رددته إدارة اوباما ، التي ما زالت تتخبط في توصيف ما حدث في مصر 30 يونيو هل هو انقلاب ام ثورة شعبية .
كما كرست الآله الاعلامية الاخوانية المدعومة من الولايات المتحدة كل الجهد لايهام العالم بان ما حدث انقلابا عسكريا ، برغم اعتراف المانيا والاتحاد الاوروبي وروسيا ودول العالم بان ما حدث بمصر ثورة شعبية انصاع فيها الجيش لارادة المصريين ، ولقد كشفت الجماعة عن وجهها القبيح عندما حرضت على جيش مصر بعد ثورة 30 يونيو ووصفت الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بالخائن كما طالب عدد كبير من قيادات الجماعة الاستقواء بالخارج وخاصة امريكا على جيش مصر منهم محمد البلتاجي وجهاد الحداد ، كا اعلن البلتاجي ان العمليات الارهابية في سيناء لم تتوقف الإ بعد عودة محمد مرسي وهو ما يؤكد على ان هذه الجماعة وقياداتها ضد مصر وجيشها وما هي إلا عميلة لامريكا واسرائيل ، وما زالت ابواق قيادات الجماعة تستهدف جيش مصر تحت عطاء امريكي حتى بعد الثورة التي خرج فيها امس الجمعة قرابة 40 مليون مصري لتفويض الجيش لمقاومة الارهاب !!!
وما زالت الآلة الإعلامية الأمريكية تشوه الحقيقة ، في محاولة بائسة لانقاذ اوباما من تورطه في دعم وتمكين الجماعة من حكم مصر بالمال والتسليح ايضا والدعم الإعلامي ومن جيوب دافعي الضرائب الامريكان.
انني اطالب كل المصريين في مصر والوطن العربي بالانضمام معنا للحملة لاجل ملاحقة قانونية ودولية للرئيس الامريكي باراك حسين اوباما بتهمة دعم ورعاية جماعات إرهابية متمثلة في الاخوان والسلفيين والجماعات الجهادية في مصر والعالم العربي ، واقناع الشعب الامريكي بان دعم الارهاب لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة بل من الممكن ان يجعلها في مرمى الإرهاب ـ مهما كانت قوتها ــ كما ستقوم الحملة بتوثيق جرائم اوباما في العالم العربي خاصة دول ثورات الربيع العربي ومنها مصر لتقديم ملف موثق بهذه الجرائم بحق الاوطان والشعوب العربية ، ومطالبة الكونجرس الامريكي بتقديم اوباما للمساءلة في جرائم الدعم المادي للاخوان في مصر والعالم العربي لتمكينهم من الحكم وكذلك الدعم المقدم لتسليح الجيوش الحرة من المرتزقة لاسقاط الجيوش الوطنية في هذه الدول ، واطالب بحملة مصرية وعربية لرفض المعونة العسكرية والمالية التي تقدمها الولايات المتحدة لهذه الدول والتي تخضع ارادة هذه الشعوب لصناع القرار الامريكي ورفض الاعتماد الكامل على التسليح من الولايات المتحدة .