ينفرد "مبتدا" في هذه الحلقة بنشر النشاط السري للجنة العلاقات الخارجية أحد أقوى أركان جهاز مخابرات جماعة الإخوان المسلمين. تلك اللجنة التي حاولت جاهدة تقديم وتصدير صورة مغايرة لواقع ما حدث في مصر منذ 30 يونيو.

 

ويأتي هذا الانفراد في إطار سلسلة من الحلقات بدأناها بالحلقة الأولى تحت عنوان " عملية المريض الانجليزي لمخابرات الإخوان بأوروبا "، والتي كشفنا فيها تحرك جهاز مخابرات الإخوان في دول الاتحاد الأوروبي، وفي الحلقة الثانية تحت عنوان "خطة الحظيرة المغلقة لاحتلال القاهرة " كشفنا كيف تحرك الإخوان داخلياً استعداداً لما أطلقوا عليه "جمعة الفرقان" من خلال خطة لاحتلال شوارع القاهرة. وفي هذه الحلقة ننشر تفاصيل تقرير خاص.. حصل "مبتدا" على نسخة منه، وهو التقرير الذي قدمه وليد الحداد (مسئول لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة) إلى أحمد محمد فهمي وتيدي (القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وأحد أهم مساعدي خيرت الشاطر) ليقوم بدوره لشرح نتائج هذا التقرير بشكل سريع لأعضاء مكتب الإرشاد العام من أجل إصدار تعليمات وقرارات جديدة.

 

بعد تفاقم الأزمات، وحالة التراجع التي شهدتها جماعة الإخوان المسلمين.. تم عقد لقاء مشترك مصغر على مستوى القيادات بين لجنة العلاقات الخارجية بجماعة الإخوان المسلمين وبين نظيرتها بمجلس الشورى المنحل. وقد حصل "مبتدا" على الملاحظات التي سجلها أحمد وتيدي، وقدمها إلى مكتب الإرشاد العام للجماعة في 19 يوليو 2013، والني تضمنت عدد من الإجراءات الهامة، على غرار:

 

1 - تشكيل فريق عمل ثابت يضم ممثلين من أعضاء مجلس الشورى المنحل من اتجاهات سياسية مختلفة للتعامل مع الغرب، ويترأسها محمد علي بشر (عضو مكتب الإرشاد) وعمرو دراج (مسئول العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، ووزير التخطيط والتعاون الدولي).

 

2 – تركيز الخطاب الإعلامي للجماعة والحزب على قضايا أساسية: الدستور، وشرعية الرئيس، ومخاطر تداعيات عدم الاستقرار، ووجود حكومة أقلية انتقالية، والتأكيد على أن شرعية الشارع لا تلغي شرعية صندوق الانتخابات، والتمسك بالشرعية وعدم التنازل عنها، والتركيز على القيام بزيارات للدول الآسيوية، وتوجيه رسائل سياسية وإعلامية لمخاطبة الشعوب العربية والمصريين في الخارج.

 

3 – التصعيد التدريجي بمقاطعة منتجات الدول المؤيدة لعزل الرئيس محمد مرسي. واستمرار الحشود في المناطق الحساسة.. خاصة المناطق التي تتواجد فيها السفارات والمنظمات والهيئات والمنظمات الغربية والدولية. وإقامة تظاهرات أمام السفارات بشكل مكثف ومتكرر. 

4 – إعداد زيارة للمستشار وليد الشرابي (المتحدث الرسمي لحركة قضاة من أجل مصر) لزيارة الاتحاد الأوروبي.

5 – تعيين رضا فهمي (رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى المنحل) في لجنة العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين.

 

وقد تم تحديد عدة آليات لتتبعها لجنة العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان خلال الفترة القادمة، وذلك بالعمل من خلال مجموعتين في داخل مصر. المجموعة الأولى هي "مجموعة الإعلام الغربي" ويترأسها جهاد الحداد (المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين)، والذي يتولى بدوره مهمة التنسيق بين ممثلي جماعة الإخوان المسلمين في وسائل الإعلام، وتحديث مضمون الخطاب السياسي والإعلامي بشكل يومي. أما المجموعة الثانية فهي "مجموعة العلاقات الخارجية"، ويترأسها وليد الحداد (مسئول لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة)، ومهمته التنسيق مع مجموعات العلاقات الخارجية وتقسيم المهام. وتم التشديد على ان تعمل المجموعتين في تكامل لتشكيل ضغط على الهيئات والمؤسسات الخارجية والبرلمانية والعمالية والحقوقية الدولية. وذلك من عدة وسائل، هي: رسائل بريد إلكتروني يومية، واتصالات تليفونية، ومقابلات شخصية سواء داخل مصر أو خارجها بشرط إتباع الحرص والسرية. والتشديد على الاستجابة لكافة دعوات اللقاءات الرسمية وغير الرسمية العربية والأجنبية التي من المتوقع تواجدها في مصر خلال الفترة القادمة.

 

يرصد تقرير لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة كافة الاتصالات واللقاءات والرسائل التي قامت بها اللجنة خلال الفترة من 8 إلى 21 يوليو 2013. ويكشف التقرير العديد من الاتصالات المكثفة مع جهات دولية غربية. بالإضافة إلى بعض المهام التي سيتم تنفيذها خلال الفترة القادمة. وسوف نسرد هنا ما جاء بالتقرير لكل دولة على حدة.

 

-       قام أندرو لينز بنقل رسالة من البيت الأبيض للجنة العلاقات الخارجية.. تؤكد على انه ليس هناك إمكانية لعودة محمد مرسي إلى الحكم، وأنه لابد لهم أن ينخرطوا بشكل سريع في العملية السياسية الحالية.. لكي لا يتم (لفظهم) خارج نطاق الحياة السياسية المصرية.

-       يتضمن التقرير جملة مبهمة حول تلقي اللجنة اتصالاً من مكتب جون كيري (مساعد وزير الخارجية الأمريكي) في 12 يوليو 2013 بهدف ترتيب اتصال تليفوني لكيري مع 2 من الشخصيات القوية المؤثرة في الجماعة، ولم يحدد التقرير اسمهما ولم يشر إلى أي منهما.

 

-       قامت شخصية إخوانية تدعى مقبول علي بنقل رسالة من الخارجية البريطانية.. تؤكد على أن المملكة المتحدة لا ترى ما يحدث في مصر أنه انقلاباً عسكرياً، ولكنه إجراء يمس الديمقراطية. ونصحت الخارجية البريطانية الجماعة في الانخراط في العملية السياسية.

 

-      قامت مها عزام (المتخصصة في الإسلام السياسي بمعهد شاثام هاوس المعروف رسمياً باسم المعهد الملكي للشئون الدولية) في 18 يوليو 2013 بإجراء لقاء مع أحد أهم مساعدي ويليام هيج (وزير الخارجية البريطاني) حيث نقلت له استياء الجماعة من تصريحات ويليام هيج حينما قال أن هناك إستياءاً كبيراً من فشل  الحكومة التي لم تستطع أن ترضي المصريين، وأن فشل الحكومة جلب الملايين من المصريين إلى الشوارع مما دفع الجيش للتدخل. وقد اكد مها عزام له أن الاعتصامات والمظاهرات الإخوانية لن تهدأ، وربما يتطور الأمر إلى عصيان مدني. وقد اقترحت مها عزام على مساعد وزير الخارجية البريطاني حلولاً للأزمة لخصتها في استمرار مجلس الشورى، وتشكيل رئيس مجلس الشورى بصفته الرئيس الشرعي بعد الرئيس المعزول لحكومة جديدة تتحرك داخلياً ودولياً.

 

-      استطاع وليد الحداد بالتعاون مع جهاد الحداد ترتيب لقاءاً سرياً جداً في محيط رابعة العدوية بين كل من كريسبن بلانت (وزير سابق بحكومة ديفيد كاميرون وعضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان البريطاني) وبين: أسامة ياسين (الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة ووزير الشباب السابق) وجمال حشمت (عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة) ومحمد البلتاجي (القيادي بجماعة الإخوان). وتركز اللقاء على توضيح موقف الجماعة من الاعتصامات وضحايا الحرس الجمهوري، كما طالبوا مساندة بريطانيا في عودة شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي رغم الرسالة السابقة من الخارجية البريطانية التي تؤكد على أن ما حدث في مصر ليس انقلاباً عسكرياً.

 

-       قامت لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة باتصالات مكثفة مع كارلو سانفيليبو (نائب السفير الإيطالي بالقاهرة).. لترتيب لقاءات معه، فطلب مقابلة عصام العريان(نائب رئيس حزب الحرية والعدالة). غير أن لجنة العلاقات الخارجية اعتذرت عن ترتيب اللقاء نظراً لصعوبة الأوضاع. وفي 15 يوليو 2013 طلب البرلمان الإيطالي رسمياً من لجنة العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين ترتيب لقاء لوفد البرلمان الإيطالي الذي يضم كل من: رئيس العلاقات الخارجية بالبرلمان الإيطالي، ونائب رئيس العلاقات الخارجية بالبرلمان الإيطالي، ورئيس أحد الأحزاب اليسارية الإيطالية. وهو اللقاء الذي تم في 18 يوليو 2013 وشارك فيه أحمد فهمي (رئيس مجلس الشورى السابق) وعصام العريان ووليد الحداد. وقد شهد اليوم نفسه لقاءاً منفرداً بين محمد علي بشر (عضو مكتب الإرشاد العام للجماعة) مع ماوريتسيو مساري (السفير الإيطالي بالقاهرة).

 

-       عقدت اللجنة لقاءاً في 20 يوليو 2013  مع جهة ديبلوماسية سويدية، وقد مثل الجماعة في هذا اللقاء د. عمرو دراج.

 

-       عقدت لجنة العلاقات الخارجية لقاءاً مع ديبلوماسيين ألمان في 21 يوليو 2013، وقد مثل الجماعة في هذا اللقاء كل من: محمد علي بشر (عضو مكتب الإرشاد)، ومحمد سودان (عضو لجنة العلاقات الخارجية).

 

-       قام وفد من لجنة العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان يضم كل من: أحمد محمد فهمي وتيدي (القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وأحد أهم مساعدي خيرت الشاطر) وعلي فتح الباب (نائب زعيم الأغلبية بمجلس الشورى المنحل)، ومحمود عارف (القيادي الإخواني) بزيارة لجنوب إفريقيا حيث التقوا بالعديد من مسئولي وزارة الخارجية.

 

-       أكد تقرير لجنة العلاقات الخارجية أن سفر توران (كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط) ينتظر توجهات جماعة الإخوان وموقفها لدعمها في هذه الأزمة.

 

-       قام أعضاء من لجنة العلاقات الخارجية بإجراء لقاء مع الوفد الديبلوماسي التونسي المتواجد في مصر في 18 يوليو 2013، وذلك بعد لقاءين منفصلين بين الوفد التونسي وبين كل من: محمد حسنين هيكل وعبد المنعم أبو الفتوح. وقد أوضح الوفد التونسي أن هناك رفض تام لعودة الرئيس المعزول، ونصحوا الجماعة بالمشاركة في الانتخابات القادمة.

 

- قام عبد الموجود راحج درديري (عضو مجلس الشعب المنحل وعضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة)، وآخر يدعى وائل بزيارة لمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

 

- قام عمرو دراج (مسئول العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، ووزير التخطيط والتعاون الدولي) بإجراء لقاء مع برناردين ليون (منسق شئون الشرق الأوسط في الاتحاد الأوروبي) حيث تركز النقاش في حلول سريعة لإنقاذ الجماعة، ومدى إمكانية تطبيق نموذج موريتانيا من خلال سيناريوهات التهدئة التي تضمن الخروج الأمن للرئيس المعزول محمد مرسي وفريقه الرئاسي وقيادات مكتب إرشاد الجماعة، وبشكل موازي.. تشكيل لجنة وساطة من القوى الوطنية لها اليد العليا في إدارة البلاد، وتقديم ضمان تنفيذ سيناريو التهدئة.

 

-  قام هشام قنديل (رئيس الوزراء السابق) وعمرو دراج بعقد لقاء مع كاترين آشتون (الممثل الأعلى للاتحاد الاوروبي للشئون الخارجية والسياسات الأمنية)، وقد أصرا استناداً على موقف الجماعة على عودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى السلطة.. حفاظاً على صورة الاتحاد الأوروبي في مصر والبلاد الإسلامية. وقد ذكر تقرير لجنة العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان أن عمرو دراج فهم بوضوح أن الاتحاد الأوروبي لا يعتبر ما حدث في مصر انقلاباً عسكرياً. كما استنتج دراج من كلام آشتون أن التظاهر والحشد في الشارع يؤثر على الغرب بشكل كبير، ويريدون وقفه والانتهاء منه.

 

-  تكليف عبد الموجود درديري الموجود خارج مصر بمهام زيارة إلمانيا وبلجيكا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، والتنسيق لإعداد زيارات لعمرو دراج.

 

–  رسائل موجهة من عصام العريان إلى العديد من سفارات العالم (الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا وأفريقيا)، وقد استقبلت اللجنة ردود ديبلوماسية عامة من بعض الدول على غرار: فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والمجر وسنغافورة.

 

-  رسائل موجهة من أحمد فهمي (رئيس مجلس الشورى السابق) تحمل موقف مجلس الشورى المنحل في مصر من الأحداث. وقد وجهت هذه الرسائل إلى كل من: البرلمان الدولي، والبرلمان الأوروبي، والبرلمان الإفريقي، والبرلمان العربي، ومجلسي الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يتلق أحمد فهمي ردود واضحة.

-  أرسلت لجنة العلاقات الخارجية رسائل إلى العديد من المراكز البحثية العالمية المهمة، على غرار: Brookings – Carrnige – Forward Thinking – CSIS – Nupi – ETC

 

-       قامت لجنة العلاقات الخارجية لجماعة الإخوان بعمل اتصالات مكثفة مع مسئولي القسم السياسي والإعلامي في العديد من السفارات، منها: السويد، والنرويج، واليابان، وسنغافورة، والمجر، وسويسرا، وفرنسا.

اللقاءات الإعلامية:

– قنوات فضائية: CNN – BBC – JSC – TRT SKY News – CCTV – PBS – ABC – France 24 – Italy TV

– محطات إذاعية: أكثر من 50 لقاء إذاعي.

– جرائد عالمية: Los Angles Times – Gardian – Independent – News Week – Washington Post – NY Times

 

- لقاءات حوارية عبر سكايب مع قنوات تليفزيونية.

وقد شارك في هذه اللقاءات كل من: عمرو دراج، وجهاد الحداد، ووليد الحداد، ودينا زكريا، وآلاء مصطفى، وعبد الموجود درديري، وعصام العريان، ومحمد البلتاجي، وأسامة ياسين.