تعلمون أن المجتمع المصرى مجتمع تنتشر فيه الخرافة والأساطير مثله مثل مجتمعات كثيرة.. ونحن كمجتمع يؤمن بوجود «العفاريت» على الأقل فى عقله الجمعى وفى ثقافته وفى سلوكه اليومى سواء بالاستحسان عندما نصف فعلا ماهرا لإنجاز ما أنجزه شخص ما بـ«العفريت».. وهناك الجانب السيئ للكلمة عندما يرتبط الأمر بالقوى الغيبية والشريرة وهو المتمثل فى المثل القائل «اللى يخاف من العفريت يطلع له» والعفريت فى اللغة العربية يأتى من الجذر الثلاثى (ع - ف - ر) ويجمع على عفاريت أو عفارى ومعناه الخبيث - الماكر - الداهية - الداهى الخبيث - الشرير - الشديد القوى - المتشيطن.. وتستعمل الكلمة فى العربية المعاصرة بمعنى المبالغة سواء بالحركة أو بالدهاء والمكر بالإضافة إلى استعمالها للدلالة على العفريت بمعناه القصصى.
وعادة فى الريف عندما ترتجف «تتخض» سيدة ما وتعتقد أن من أرجفها هو «عفريت» فتقول «أشتاتا أشتوت» لكى تصرف العفريت مع إخراج صوت من بين الشفتين يشبه صوت مرور يد مبللة على سطح من الزجاج وبالبحث عن معنى «أشتاتا» فى اللغة العربية التى تصرف العفريت وجدنا أنها تعنى «مُـتـفرّقين على حَسَب أحْـوالِهمْ» أى تتمنى تفريق العفاريت حتى لا يؤذوها وإن كانت الكلمة فارسية الأصل، ولكنها لا تعنى مثلما تعنى لدينا نحن العرب فأصلها «أشتاد» وهو اسم الملاك الساهر على مصالح الناس فى اليوم السادس والعشرين من كل شهر شمسى، أما كلمة «أشتوت» فهى فارسية أيضاً وهو اسم اليوم الثانى من الأيام الخمسة التى تعتبر عيداً لدى الزرداشتين حسب معتقدهم.. وإذا طبقنا ذلك على الواقع السياسى الحالى لابد أن نطلب الملاك الحارس «أشتاد» أو كما يقول عوام الناس «أشتاتا» حتى نفرق العفاريت وتحديدا عفريتة واحدة وهى ليست بعفريتة ولكنها شيطانة جاءت من أوروبا اسمها كاترين وقولوا معى «أشتاتا أشتون» انصرفى ابتعدى ولكن بمنطق العفاريت والخزعبلات لابد لمن حضر العفريت أن يصرفه.. وخاصة أنهم سمحوا لها أن تأتى لزيارة الرئيس المعزول وهو متهم فى قضايا إذا ثبتت عليه فهو يواجه حكما بالإعدام.
جاءت أشتون لتنتهك السيادة المصرية والكرامة الوطنية من منطلق «المصالحة ونبذ العنف.. عن أى عنف تتكلم تلك الشمطاء العجوز، عن أى مصالحة مع من حمل السلاح فى وجه الوطن.. هل تعتقد السيدة العجوز أن الدم الأوروبى حرام والدم المصرى حلال؟».
يا أيتها الشمطاء الدم المصرى كله حرام.. وكل من تورط فى سفك تلك الدماء سيحاكم وأود أن أعيد على مسامعك هل يمكن أن تقبلى شخصيا اعتصاما مسلحا أسفل منزلك، وهل توافقين أن يمنعك أحد من الدخول لبيتك إلا بعد التفتيش ومعرفة ما تحملين من متعلقات شخصية، وأن تستباح حدائق منزلك وتستعمل للنوم ولدورات المياه».
هل نسيت أم تناسيت أن أفرادا من تنظيم «القاعدة» معتصمون فى واحد من أشرف ميدان بلادى وهو ميدان «النهضة» وترفع أعلامه فى بلدى.
يا سيدة أشتون لا تعودى إلى بلادى.. زيارتك غير مرغوب فيها، نصائحك لا قيمة لها، وأنا أنصحك أن تحتفظى بها لنفسك فمصر تسير على درب الحرية.
المختصر المفيد
جمعت أمرين ضاع الحزم بينهما.. تيه الملوك وأفعال المماليك
charlcairo@gmail.com
نقلا عن المصري اليوم