الأقباط متحدون - أحموسيسى
أخر تحديث ١١:٣٣ | الأحد ٤ اغسطس ٢٠١٣ | ٢٨ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٠٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أحموسيسى

الفريق عبد الفتاح السيسي
الفريق عبد الفتاح السيسي
بقلم: فاروق عطية 
في فترة مظلمة من تاريخ مصر القديم ابتُليت مصر بحكم أجنبي حيث حكمها الهكسوسحوالي 100 عام وهي فترة في حساب التاريخ قصيرة. الهِكسوس هم قبائل بدوية من أصول آسيوية دخلت مصر في حوالي عام 1650 ق.م. من الشرق في فترة ضعفها خلال نهاية حكم الدولة الوسطى (نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر).
 
سيطر المهاجرون والمستوطنون الآسيويون"الهكسوس" الذين يعيشون في منطقة شرق الدلتا في بلدة زوان على المنطقة وأجبروا الحكومة المركزية على التراجع إلى طيبة، حيث كان يعامل الفرعون كتابع ويدفع لهم الجزية، وعينوا حُكاما تابعين لهم على أقاليم الشمال ليحكموا تحت سيطرتهم. قلد الهكسوس نماذج الحكم والحكومة المصرية ونصّبوا أنفسهم فراعنة. ويستدل على أصولهم السامية من أسماء معبوداتهم مثل بعل وعانة وعشتروت. الأصل اللغوي لكلمة "هكسوس"مُحرّف عن الكلمة المصرية القديمة المركَّبة: "حقاو- خاسوت"، بمعنى: (حكام البلاد الأجنبية).احتلوا بداية بلاد الشام ومنها جاءوا إلى مصر. ولم تكن إقامتهم فيها هادئة، بل قوبلت بكثير من الثورات والمقاومة الشعبية. لم تضف فترة احتلال الهكسوس إلى التاريخ المصري شيئاً يذكر، فقد كانت فترة سلب ونهب وتخريب.
 
قدم الهكسوس لمصر بعض من التكنولوجيا الحربية التي كانت تستعملها الشعوب السامية من عربات تجرها الخيول والأقواس المركبة والفؤوس الخارقة والسيوف المنحنية. وكعادة الشعوب الصحراوية الهمجية هاجم الهكسوس أرض مصر بأعداد ضخمة، وقاموا بحرق المدن وتدمير المعابد وسبي النساء والأطفال. اتخذوا عاصمة لهم في شرق الدلتا أطلقوا عليها اسم "زوان" والتي كانت تعرف بأورايس( صا الحجر)، وتركزت مملكتهم بشكل أساسي في الدلتا ومصر الوسطي, أما مصر العليا (في جنوب مصر) (طيبة) وبلاد النوبة، فكانتا تخضعان لحكم ملك طيبة.
 
ومحرر مصر وطارد الهكسوس والآسيويين هو أحمس الأولمؤسس الأسرة الثامنة عشر-أعظم الأسر الحاكمة في مصر. حكم من 1550 ق.م. حتى 1525 ق.م. وهو ابن الملك سقنن رع تاعا الأول والملكة إياححُتب، وأخو الملك كامُس، آخر ملوك الأسرة السابعة عشر. في سن العاشرة تولى أحمس المُلك والذي يعنى اسمه وُلِد القمر أي:الهلال. حكم بعد وفاة والده ووفاة أخيه في الحرب ضد الهكسوس. وعند توليه الحكم اتخذ الاسم الملكي نب -بحتي-رع.كان سقنن رع أول من بدأ بمهاجمة الهكسوس لمحاربتهم وخروجهم من مصر وقتل في إحدى معاركه معهم ثم استكمل ابنهكامُس الحرب حتى طهر الصعيد منهم وممن يواليهم ثم أكمل أحمس طرهم خارج البلاد.
 
تولى احمس قيادة جيوشه فيالـتاسع عشر من عمره, واستخدم بعض الأسلحة الحديثة مثل العجلات الحربية وانضم إلى الجيش كثير من شعب طيبةوكانرفبق دربهالقائد المخضرم أحمُس بن إيانا الذى عاصر سقنن رع وحامُس وذهب بجيوشه إلى أواريسعاصمة الهكسوس وهزمهم هناك ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم في حصن شاروهين عام 1580 ق.م. وفتت شملهم هناك حتى استسلموا ولم يظهر الهكسوس بعدها في التاريخ.بعد طردهللهكسوس من مصر عاد أحمُس ليهاجم بلاد النوبة لاستردادها مرة أخرى إلى المملكة المصرية التي وصلت حدودها جنوبا إلى ما بعد بلاد كوش شمال السودان جنوب الشلال الثاني، عاد إلى البلاد عام 1571 واتجه للإصلاح الداخلي مما جعل المؤرخون يعدونه مؤسس الدولة الحديثة،وبعد انتهاء أحمس من حروبه لطرد الأعداء وتأمينه لحدود مصر وجه اهتمامه إلى الشئون الداخلية التي كانت متدنية خلال فترة احتلال الهكسوس، فأصلح نظام الضرائب وأعاد فتح الطرق التجارية وأصلح القنوات المائية ونظام الريّ.
 
كما قام بإعادة بناء المعابد التي تحطمت وأتخذ من طيبة عاصمة له، وكان آمون هو المعبود الرسمي في عصره.واستمر حكم أحمس مدة ربع قرن وتوفى وعمره تقريبا 35 عاما.تزوج أحمس من أحمس-نفرتاري التي أصبحت أول زوجة لآلةآمون وأنجبت له ثلاثة أبناء أحدهم هو خليفته أمنحُتبالأول، وقد توفى الأول والثاني في سن صغير، وأربعة بنات هن مريت آمون وسات آمون وإياححتب وست كامُس.يعتقد ان لأحمس مقبرتان أحدهما في أبيدوس وتتكون من معبد منحدر ومقبرة جنائزية وبقايا هرم اكتشفت عام 1899، وعُرف أنه هرمه عام 1902 ومعبد للهرم, والأخرى في طيبة وقد تعرضت للنهب بواسطة اللصوص.وقد اكتشفت مومياؤه عام 1881 في خبيئة الدير البحري مع مومياوات بعض من ملوك الأسر الثامنة عشر والتاسعة عشر والواحد والعشرون، وتم التعرف على مومياؤه في 9 يونية عام 1886 بواسطة جاستونماسبيرو، وكان طول المومياء 1.63 سم ولها وجه صغير نسبيا بالقياس مع حجم الصدر.
 
   وفى نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الحالي ابتليت مصر بفترة ضعف عارضة نتيجة الحكم الديكتاتوري القمعي وانتشار الفساد والاستغلال وسيطرة رجال الأعمال المنحرفون على الحكم والمحاولات الدؤوبة للتوريث مما مكن القوى الأجنبية متمثلة في الاستعمار الأمريكي متحالفا مع دول البترودولار (قطر والسعودية) مستخدمين التكنولوجيا الحديثة وثورة الاتصالات بتكوين مجموعات منحرفة حرضت على قيام ثورة مفتعلة في 25 يناير 2012 أطلقوا عليها ثورة اللوتس أو الربيع العربي والذي كان في حقيقته خريفا عربيا بكل المقاييس.
 
هذه النكسة الجديدة أدت لسيطرة الجماعة المحظورة على الحكم ومن ثم محاولاتهم السريعة لأخونة كل مرافق الدولة وإقصاء كل القوى اللبرالية والوطنية، إضافة لفشلهم الزريع وجهلهم الواضح وعدم قدرتهم على تسيير دولاب الحكم. فشل في كل الاتجاهات اقتصاديا وسياسيا، فشل في تسيير دفة الحكم داخليا وخارجيا مما وصل بنا إلى حافة الإفلاس الاقتصادي والانحدار في السياسة الدولية واستخفاف العالم بنا. عمّت البلاد الفوضى والتظاهرات المستمرة التي رافقها قتل العديد من الشباب الواعد شهداء بلا ذنب جنوه, وتوقفت عجلة الإنتاج , وعانى الشعب من انقطاع التيار الكهربائي وانعدام وجود الوقود. فكان لابد من تصحيح الوضع حتى تعود لنا مصر كما كانت حضارية مدنية رائدة. صرنا نحلم بعد هذه الفوضى العارمة بأن يمنّ الله علنا بأحمُس جديد يقود البلاد إلى الخلاص من حكم هكسوس العصر الحديث.
 
   وكأن التاريخ يعيد نفسه بنقس التفاصيل، فقد جاء الهكسوس من الشرق وأقاموا في شرق الدلتا(محافظة الشرقية), أيضا بدأت حركة الإخوان المسممة بقيادة الصهيوني المجهول الاسم والهوية والذي كلن في الأصل ساعاتي(مهنة إصلاح الساعات) كغيره من اليهود وأطلق على نفسه اسما إسلاميا (حسن) ولقبا مهنيا ماسونيا (البنا) وبدأ نشاطه شرقا من الإسماعيلية بتعضيد وتمويل من الاستعمار الإنجليزي.
 
والغريب أيضا أن معظم قادة الإخوان حاليا معظمهم من أصل فلسطيني (هكسوسى) نزحوا إلى مصر وعاشوا بمحافظة الشرقية (مرسى والعوا والغرياني وقنديل) وكأننا عدنا فعلا لعصر الهكسوس. وكما أشاع الهكسوس الفوضى والنهب والسلب والسبي بلا ضمير كذلك كان الحال مع هكسوس العصر الحديث. وكما تحالف الهكسوس مع أعداء البلاد كذلك فعل هكسوس العصر الحديث وباعوا أجزاء من تراب الوطن وقبضوا الثمن مقدما وتآمروا على جيش مصر الباسل. وكما هب شعب مصر قديما للدفاع عن تراب وطنهم متحالفين مع قائد جيشهم أحمس كذلك هب شباب مصر الحديثة بالتحدي والتمرد وتفويض قائد جيشهم البطل أحمس العصر والأوان عبد الفتاح السيسيوالذى نسميه الآن أحموسيسى.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع