الأقباط متحدون - الدمويون يحكمون
أخر تحديث ١٩:٠٠ | الاثنين ٥ اغسطس ٢٠١٣ | ٢٩ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٠٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الدمويون يحكمون

بقلم: مينا ملاك عازر
لا تندهش عزيزي القارئ، لما أكتبه في عنوان المقال فهي الحقيقة، فالدمويون لا يزالوا يحكمون ويفرضون أنفسهم على الكل، يضعون سلاحهم في رؤوسهم ويهددون بأنه لو اقترب منهم أحد لأطلقوا النار على أنفسهم، وسيرمون بلاهم على غيرهم، الدمويون يحكمون ويحتمون بمن صمتوا أيام مذبحة ماسبيرو، وفي كل مرة حُرِقت كنيسة، يستندون لاولائك الفجرة اللذين وضعو أحذية بأفواههم عند تلفيق التهم بكل شاب من شباب الثورة، وتحججوا يومها أن القانون يطبق، ولما طُبق القانون على الجاسوس الذي كان يحكم لم يعجبهم .
 
أولائك الصامتين عن محاولات حرق الكاتدرائية واقتحامها وقتل المسيحيين وسحل الشيعة يرفضون فض الاعتصام، ويحتجون بحقوق الإنسان التي كانوا ينسونها حال ما كان مرسي يدهسها تحت حذاءه، ويتناسون أنهم كانوا مسار شتم الدمويين المعتصمين وكانوا محل اتهامهم بأنهم الغرب الكافر الداعر المتآمر، ولكن الحقيقة الوحيدة التي كان يقولها مرسي، أن الغرب حقاً متآمر، ولكنه كان متآمر معه، ولما سقط مرسي أعلن عن تآمره بسفور بيِّن، يرفض أن يُحاكم رجلهم وأن يفض اعتصام خرفانهم اللذين ينفذون أهدافهم.
 
الدمويون يحكمون في حِمى المنظمات الحقوقية التي كانوا ينكرون عليهم حقهم في رقابة الانتخابات، وحقهم في دستور يرعى حقوق الإنسان، الدمويون ينهشون في أجسام معارضيهم الغلابة، ويعذبونهم عذاباً في أغلب الأحيان يفضي للموت لكن منظمات حقوق الإنسان تقف صامتة، وكأنها منبهرة بروعة تعذيب البلتاجي، وجمال تنكيل حجازي بالغلابة، تصمت المنظمات الحقوقية المصرية والعالمية عن انحطاط الدمويون المحتمون بالقوانين العالمية التي لا ينفذون منها شيء، ولم يكونوا ليحترموا منها قانوناً لو كانوا بالسلطة، يراهنون على بلاداً تعاير وتكيل بمكاييل عدة، تفض اعتصامات بلادها بمنتهي العنف كما فعلوا في وول إستريت بأمريكا، وكذلك في كل ربوع إنجلترا  وفي تقسيمي بتركيا وغيرها، ولكن لا تقبل أن يفض اعتصام رابعة والنهضة لأن المواثيق الدولية التي لا تحترمها هي وإن احترمتها لا تترك الفرصة لمصر أن تحترمها وتنفذها مع أولائك المعتصمين الدمويين المتسلحين بأحدث الأسلحة المدمرة والمخربة في الوطن والمُسددة للمعتصمين أنفسهم من قبل قادة الاعتصام.
 
يَفجُر الدمويون مرتكزين ومطمئنين إلى أن هناك غرب ساذج أو أحمق أو متآمر بحق كما اتهموه يحميهم ويترقب خطأ للدولة المصرية التي تريد أن تفرض سيطرتها على سيناء، ينكرون على مصر التدخل العنيف حيال الإرهابيين، ويوافقون ويصدقون على التدخل الفرنسي بمالي لإعادة شمال مالي لحظيرة الدولة المالية، ويكادوا يتدخلون في صف الإرهابيين لولا البقية الباقية من حمرة الخجل التي تكسي وجوههم، والتي لولاها لدعموا أولائك الدمويون، وإن كنت لا تصدقني ارجع لما قالته أشتون التي قالت أنها كانت قادمة لتقدم دعم مالي للإخوان لكنها عادت عنه لما رأت الحقيقة، ولولا ما رأته لكانت دعمتهم مالياً، ولا مانع من دعم بالسلاح.
 
وهكذا يا صديقي القارئ نحن أمام دمويون يحكمون جزء غالي من بلادنا سواء كان رابعة أو النهضة أو سيناء، وحكومة تعمل حساب الغرب والعالم أكثر من أن تعمل حساب لشعبها ولمن اختاروها وأوصلوها لسدة الحكم، وتتركهم فريسة لاعتصامات تقطع الطرق، وتمنع الناس من حقهم في الخروج والدخول لبيوتهم للتنزه وللذهاب لأعمالهم وكأن هذا كله ليس من حقوق الإنسان التي لا تهتم بها المنظمات الحقوقية التي لا تحمي الدمويين. الحكومة تقدر الغرب أكثر من أولائك اللذين اسقطوا الجاسوس ولا تقدرهم، ترتعش أيديها حال تُمسك بالسلاح، وتوجهه لأولائك الدمويون، وتنسى أن البلاد والعباد بحاجة لحكومة قوية تنفذ لهم رغباتهم دون الوضع في الحسبان نداءات الحقوقيين المتناسين كل أفعال المطرودين من الحكم المنافية لحقوق الإنسان.
 
 المختصر المفيد أيها الحكام الجدد كونوا على قدر المسؤولية، التي كلفتم بها من جماهير الشعب المصري، فهو الذي أوصلكم للحكم وليس الغرب، وإن كنتم لستم على قدرها فارحلوا يرحمكم الله.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter