أمرت نيابة قسم ثانى شبرا الخيمة، بحجز «أحمد. ى. ص» مدرس تحفيظ قرآن بالأزهر الشريف، وعضو بجماعة الإخوان و«محمد. إ» وشهرته «أبوفايد» إمام وخطيب بالأوقاف، و3 سائقين، المتهمين بتجميع الأطفال من مناطق شعبية بقرية أطفيح بالجيزة لنقلهم للمشاركة فى اعتصام رابعة العدوية بحجة شراء ملابس العيد لهم وتوزيع الزكاة عليهم، لحين ورود تحريات الأمن الوطنى والمباحث، واتهمتهم بالانضمام لجماعة محظورة قانونا «جماعة الإخوان المسلمين»، والاتجار بالأطفال وتعريض حياتهم للخطر.

 

شهود عيان: المتهمان الأول والثانى يصطحبان الأطفال يومياً لميدان رابعة منذ 10 أيام.. وضربا شخصاً بالشوم لتصويره الميكروباصات

وفجر عدد من الأطفال مفاجأة فى أقوالهم للنيابة، بعدما أكد بعضهم أنه ذهب لاعتصام رابعة أكثر من مرة، وأن الأشخاص الذين قاموا بتجميعهم من قراهم بالجيزة قالوا لهم إنهم سيعطون كل واحد منهم 100 جنيه ووجبة وسيقومون بشراء الملابس لهم.

 

كانت قوات الشرطة قد ألقت القبض على المتهمين الخمسة ومعهم الأطفال بعد تلقيها بلاغا من الأهالى بوجود عدد كبير من الأطفال بصحبة أشخاص منتمين لجماعة الإخوان المسلمين داخل سيارات ميكروباص بمنطقة بهتيم، وأن المتهمين يتفقون معهم على الذهاب لميدان رابعة العدوية.

وتمكنت الشرطة بمساعدة الأهالى من ضبط عدد 3 سيارات ميكروباص وبداخلها 71 طفلا من الذكور والإناث، تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات.

 

وكشفت التحريات وأقوال شهود العيان من أهالى المنطقة عن أن المتهم الأول مدرس تحفيظ القرآن والثانى الإمام والخطيب دائما الوجود بالمنطقة منذ 10 أيام، وأنه تلاحظ قيامهما باصطحاب الأطفال يوميا لميدان رابعة للمشاركة فى الاعتصام، كما أكد الأهالى أنه عندما قام أحد المواطنين بتصوير الميكروباصات وهى محملة بالأطفال تعدى عليه الشخصان بشومة.

 

وقال عدد من الأطفال فى التحقيقات التى استمرت للساعات الأولى من صباح أمس، إنهم ذهبوا لميدان رابعة العدوية وشاركوا فى الاعتصام هناك أكثر من مرة، فيما أكد بعضهم أنه جاء مع المتهمين للمرة الأولى بهدف شراء ملابس العيد فقط، وأنه لا يعرف أصلا معنى كلمة «اعتصام» ولا من هو مرسى وأنهم كانوا يركبون 5 ميكروباصات ومعظمهم من محافظة الجيزة، مشيرين إلى هرب ميكروباصين آخرين، مضيفين أن الشيخ «أحمد. ى» المتهم بتجميعهم طلب منهم الذهاب معه لشراء ملابس العيد لهم من منطقة شبرا الخيمة، وأن معظمهم يسكنون فى أطفيح بالجيزة، وقال لهم إنه سيعطى للطفل الكبير منهم 100 جنيه ووجبة، والصغير سوف يعطيه مبلغ 50 جنيهاً.

 

وأكدوا أنهم لم يأخذوا منه شيئاً سوى بعض الملابس قام بشرائها من المحل عندما وصلوا بـ5 سيارات ميكروباص لمنطقة شبرا الخيمة، فيما قال بعضهم إنهم عندما ذهبوا لمحل الملابس بشبرا الخيمة وجدوا شخصا بجوار المحل يخبرهم بأنه يقوم بتجهيز الطعام لهم، لكنهم سيتناولونه فور وصولهم لميدان رابعة العدوية، وأنهم لم يعلموا أن سبب وجودهم فى السيارات هو المشاركة فى الاعتصام، إنما أخبرهم الشيخ «أحمد» أنه سيشترى لهم ملابس العيد فقط. فى المقابل، انكر المتهمان «أحمد. ى. ص» مدرس، و«محمد. إ» وشهرته «أبوفايد» إمام وخطيب بالأوقاف، التهم الموجهة إليهما فى المحضر رقم 18184 جنح لسنة 2013.

 

وأكدا انهما يتبعان جمعية دينية بأطفيح وكانوا فى طريقهم لشراء ملابس العيد للأطفال من أموال الزكاة التى يتم جمعها بجمعية المحافظة على القرآن الكريم بأطفيح التابعين لها.

وقال المتهم «أحمد. ى» للنيابة إنه يقوم بتجميع الأطفال من قرية أطفيح بالجيزة ومدينة شبرا الخيمة لشراء ملابس العيد لهم وتوزيع زكاة الفطر عليهم وعلى ذويهم، مشيراً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التى يقوم فيها بأخذ أطفال فقراء لشراء ملابس لهم من أحد المحلات بشبرا الخيمة.

وأكد أن دوره يقتصر فقط على توصيل مجموعات الأطفال للمحل ولا يعلم ما إذا كان يتم إرسالهم بعد ذلك لميدان رابعة أو النهضة من عدمه.

 

الأهالى يحاولون اقتحام قسم ثانى شبرا احتجاجاً على قرار التحفظ على الأطفال.. والنيابة تتراجع وتسلمهم لأهاليهم

وأكد المتهم أنه يعمل مدرسا بالأزهر وطلب منه أحد المشايخ ويعمل نائبا لمدير جمعية المحافظة على القرآن، اصطحاب ما يقرب من 200 طفل داخل 5 سيارات ميكروباص تم تجميعهم من قرية أطفيح بالجيزة وشبرا الخيمة لشراء ملابس العيد من منطقة شبرا الخيمة، مشددا على أنه ليس له علاقة بالمعتصمين فى رابعة العدوية أو النهضة وأن دوره يقتصر على أخذ الأطفال وشراء ملابس العيد لهم، وقال إنه لا يعلم إذا كان سيتم توصيل هؤلاء الأطفال لميادين الاعتصام من عدمه.

 

وعن سبب ذهابه بالأطفال لشراء الملابس من شبرا الخيمة تحديدا رغم بعدها عن منطقة أطفيح بالجيزة، قال المتهم إنه لا يعلم سببا لذلك.

من جانبه، قال «عماد. ق» سائق إحدى السيارات التى كانت تقل الأطفال إن أحد الأشخاص جاء له عند موقف السيارات فى أطفيح وطلب منه الذهاب معه لاصطحاب عدد من الأطفال لشراء ملابس العيد لهم من شبرا الخيمة وأعطاه 250 جنيها أجرة الرحلة، وأضاف: لو كنت أعلم أن هؤلاء الأطفال سيذهبون بهم إلى اعتصام رابعة لكنت رفضت.

 

وتابع السائق: قدمنا إلى شبرا بمجموعة من الأطفال يوم الأربعاء الماضى وبعد أن انتهينا رجعنا للبلدة مرة ثانية، مؤكدا أن من طلب منه توصيلهم قال له إن هناك معاملات بينهم وبين هذا المحل لذا يأتون من الجيزة للشراء منه.

 

كما استمعت النيابة لأقوال الشهود على الواقعة، وقال وائل محمد إبراهيم، إن هذه ليست المرة الأولى التى تأتى ميكروباصات تحمل أطفالاً بصحبة عدد من الشيوخ الملتحين للشراء من هذا المحال، مشيراً إلى أنه منذ أربعة أيام شاهد عددا من السيارات بها أطفال كثيرون فى نفس المنطقة ولكن هذه المرة قرر الأهالى الإمساك بهم، وحاول المتهمون الهروب بالأطفال فور مشاهدتهم للشرطة، وبعضهم حاول الاحتماء بمسجد قريب بالمنطقة.

 

وأوضح أنه كانت هناك 5 سيارات ميكروباصات تقف أمام محل للملابس تقل ما يقرب من 200 طفل، وأن الأطفال أكدوا للأهالى أن المتهمين عرضوا عليهم 100 جنيه للذهاب لرابعة العدوية.

وهو ما أكده شهود عيان الواقعة كل من حكمت صلاح حسين محمد، بائعة خضار، وأشرف منطاوى رمضان محمد، بائع خضار، وقالا إن الأطفال أخبروهما بأنهم سيتوجهون لميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وبعضهم أخبرهما بأنهم ذهبوا يوم الأربعاء الماضى بالفعل.