الأقباط متحدون - الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول
أخر تحديث ٠٤:٥٩ | الثلاثاء ٦ اغسطس ٢٠١٣ | ٣٠ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢١٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول

الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول
الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول
سامح سليمان 
 
إن مشكلة المجتمعات العربيه بصفه عامه ومصرنا الحبيبه بصفه خاصه ليست فقط مع ذوى المناصب القياديه من أدناها إلى أعلاها ، ومع سيطرة رجال كل العصور وجيل تعدى الستينات والسبعينات والثمانينات ومازال متمسك بموقعه ولا يرغب فى أعطاء الفرصه لأى جيل أخر ، ولا حتى مع السياسيين برغم براجماتيتهم الواضحه للقاصى والدانى وسلوكياتهم المتقلبه والمتلونه والمخادعه حتى لأتباعهم ، وجهلهم السياسى الشديد والثقافى الأشد وأفتقارهم للقدره على أستشراف المستقبل وأبداع رؤى مرنه متطوره وصناعه مشروع حضارى ونهضوى متكامل ومحدد الملامح والأركان ، ولا حتى مع التيارات اليمينيه المنغلقه الرجعيه المتاجره بكل ما هو مثمن لدى قطاع كبير من الشعوب العربيه ذات الثقافه الوراثيه التلقينيه الضحله المسطحه لدى من يدعون بالمثقفين والأعلاميين والصحفيين وأصحاب الرأى ( وأعتقد أن ذلك قد تجلى بوضوح لدى العباقره الداعين لعصر الليمون من تسببوا لمصر فى قرحه كادت تودى بها ) والمتعلمين والأميه المنتشره بنسبه كبيره جداً .
 
ولكن المشكله الحقيقيه من وجهة نظرى تكمن بدرجه كبيره فى معاناة مختلف المؤسسات الحكوميه والخاصه من تفشى الشلليه والمحسوبيه وتفضيل ذوى القربه و أهل الثقه على أهل الموهبه والكفاءه خاصةً داخل الهيئات الثقافيه وسيطرة المأجورين والمرتزقه والجهلاء والمسطحين من عابدى التراث وصانعى الأوثان الفكريه والأيقونات والأبقار المقدسه من أصحاب الأسماء الشهيره ذات الشعبيه وقدرتهم على تكوين وصياغة البنيه المعرفيه للعقليه الجمعيه لمختلف قطاعات المجتمع بلا أستثناء.
 
ولدى أعتقاد قد يصل إلى حد اليقين بأن التيار اليمينى المتشدد المنغلق الساعى إلى السلطه منذ أمد بعيد والذى قد نجح فى التوغل داخل مختلف مفاصل الدوله وتولى زمام الأمور بعد أحداث يناير بعام تقريباً وحتى قيام ثورة 30 يونيو ، لو كان قد نجح فى توفير حاله من الأمان والرخاء الأقتصادى، لأكتسب شعبيه ولما كنا قد ثورنا عليه ولتغاضينا عن أفكاره وقيمه المسرطنه لتركيبه المجتمع المصرى وجوهره الفكرى والنفسى والأخلاقى .
 
إن الدافع للرفض والرغبه فى تغيير أو تسليم سلطة القياده لفرد أو لتيار من التيارات يجب أن لا يخرج عن نطاق الألتحاق بركاب الأمم والمجتمعات المتقدمه الناهضه تكنولوجياً وعلمياً وثقافياً وإنسانياً ( وهو الأهم ) ، والمحققه لدرجه جيده من الأمان والسلام الأجتماعى والنمو الأقتصادى المؤدى مع كل ما سبق إلى غرس وتعميق الشعور بالأنتماء وتحقيق الذات والقدره على تفعيل الوجود لدى كل فرد بغض النظر عن لونه أو جنسه أو أنتمائه أو عدم انتمائه الدينى أو طبقته الأجتماعيه و وضعه الأقتصادى أو توجهه الثقافى والسياسى .
 
إن المجتمع الألمانى فى القرن الماضى قد أختار ( أدولف هتلر ) وأفكاره الدمويه الأقصائيه النازيه _ التى لا تختلف كثيراً عن أفكار التيارات اليمينيه المنغلقه المتشدده الموجوده فى مجتمعاتنا العربيه وإن كانت النازيه أقل سوءً وخطراً لأنها غير ذات مرجعيه مقدسه _ أختياراً ديموقراطياً صندوقياً حراً نزيهاً بنسبة تصويت عاليه ، وأحبه الشعب الألمانى حباً قد يصل لدى البعض منهم إلى حد العباده وبذل النفس من أجله ورضخ له ودعمه لأستطاعته القضاء على البطاله وتحقيق قدر عال من القوه العسكريه والأزدهار الأقتصادى ( بخلاف سبب أخر شديد الأهميه وهو توافر قدر من الأستعداد النفسى والفكرى لقبول تلك الأيدلوجيه المدمره ) قد أدى هذا الأختيار والقبول بوجود مثل تلك الأفكار والسماح لها بالوجود السياسى والحزبى بل وأمتلاك السلطه إلى كارثه تمثلت فى نشوب حرب عالميه مدمره أودت بحياة الملايين وتسببت فى تدمير ألمانيا تدميراً لم تشهد له مثيل
 
إن أهم تغيير هو تغيير القاعده الفكريه للعقل ، إننا بحاجه إلى ثوره فكريه تلوى أعناقنا إلى الأمام وتقيمنا من رقدتنا ومن ركودنا وجمودنا وغيبوبتنا التى قد طالت كثيراً جداً حتى غرقنا إلى أذنينا فى بحار الغيبيات والخرافه واللامعقول واللاموجود .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter