الأقباط متحدون - تعدد وجوه الشيطان .. وتدمير الأوطان
أخر تحديث ٠١:٢١ | الاربعاء ٧ اغسطس ٢٠١٣ | ١ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢١١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

تعدد وجوه الشيطان .. وتدمير الأوطان

بقلم: سمير حبشي
يا إخوتى : عندما تفقد الإنسانية فى أى وطن أسمى معانيها ، فتصبح كالزورق الضائع في البحرِ في رحلة إلى المجهول ، التي لا تجنى من وراءها إلا الكوارث ، أو تختفى الإنسانية إلى أسفل القاع  ، ونرى الإنسان يعتنق الحياة بلا مبدأ متوجا بالنبل ، أو بلا هدف غيرقتل الخير فى قلوب الآخرين ، وتتستر الضمائر خلف قضبان الباطل ولاهثة خلفه وغير رادعة له ، وعندما تزحف عساكر الباطل محاولة غزو مملكة الحق .
 
وحينما يلبس الباطل حقًا ، وتُزين الرذيلة بثوب العفاف ، تعرفون وتتيقنون أن الشيطان هو حاكم المدينة ، والمسيطر على أولى الأمر فيها ، ويقف بكل زهو ليقول   : أنا الشيطان  والشيطان أنا ، أنا الذى ترجموننى وتلعنوننى فى كل الأديان ، وأستطيع بكل فخر أن أقول لكم الآن : بعد ملايين السنين ، إنى أنا النار قد إنتصرت على الإنسان ، وجلست على عرشى فى إرتياح ، وأتباعى من سلالة الإنسان يزدادون فى إضطراد ، بل ويسجدون لى عند كل صباح ، ويقدمون لى فروض الطاعة والولاء ، ويطلبون منى أنا السماح ،  لقد علمتهم كيف يقتلون ، ويسرقون ويرتشون ويكذبون  ، ويلقون ضمائرهم فى أقرب سلة للمهملات  ،  ويبقون فى الحياة بلا قلبِ ، بلا ضمير، علمتهم كيف يتجردون من إنسانيتهم ، ويعيشون فى الأرض كالحيوانات ، علمتهم كيف يبيعون أوطانهم ودينهم ،  ويتاجرون بكل ما هو منسوب للسماء .. 
 
هنا يا إخوتى سيصرخ فى وجهى كل من سيقرأ هذه الكلمات ويقول لى : أنت تتكلم عن الإخوان المسلمين إخوان الشيطان .. أقول نعم وبكل تأكيد ، بل يوجد للشيطان جنود من البشر أكثر من الشيطان كفرا و عنادا .. ووجوه الشيطان متعددة ومختلفة مع وجود خلفائه حلفاء الشيطان ، - الإخوان المسلمين - ، فكل جماعات التطرف والإرهاب فى العالم ، قد خرجت من عباءة الإخوان ، ولنرى مسميات كثيرة مثل "جمعية التعارف الإسلامية ، الجمعية الخيرية الإسلامية ، جمعية مصر للثقافة والحوار ، جمعية الشبان المسلمين  ،  الجمعية الشرعية  ، جماعة أنصار السنة ، جمعية الدعوة الإسلامية ، حزب الوسط الإسلامى ، السلفية الجهادية ، ثم جبهة النصرة في سوريا ، " .
 
وهؤلاء بعض أوجه الشيطان الإسلامى الكثيرة التى تتعبد فى محراب الشيطان الأكبر- سيد قطب - الذى يشكل عمق إيمانهم بهذا المفهوم .. «لقد آن الأوان لأن يقدم إنسان مسلم رأسه ثمناً لإعلان وجود حركة إسلامية ، وتنظيم غير مصرح به قام لإقامة النظام الإسلامي ،  أياً كانت الوسائل التي سيستخدمها لذلك» ..  والفتوى السلفية القائلة بأن من حق الإمام ( أى الحاكم السلفى الوهابى ) أن يقتل ثلث الرعية لاصلاح الثلثين ، وتحت هذا المفهوم الإجرامى  تعمل كل هذه المنظمات ، كل يلعب دوره المرسوم له ، حتى يصلون إلى مبتغاهم ، من السيطرة على الأوطان ، وإنشاء الخلافة الإسلامية ، التى يحلمون بها أن تحكم العالم فى يوم من الأيام .. 
 
وكي نقرأ الأحداث التى نتجت عن هذا الفكر الإجرامى سنحتاج الى نظارات من نوع خاص توفر لنا القدرة على النظر خلال الضباب الذي سببه الإعلام الإسلامى الغاش ، والذى يستعمل كل أوجه الكذب ، وأصبح المايسترو الذى برع فى لعب آية التقية .. فالتاريخ يسجل المئات من جرائمهم والتى لا مكان لها هنا فى هذا المقال ولكن سأسرد بعضا منها -  محاولة إغتيال زعيم الأمة سعد باشا زغلول . إغتيال رئيس وزراء مصر أحمد باشا ماهر .إغتيال رئيس وزراء مصر محمود فهمى باشا النقراشى . محاولة إغتيال رئيس وزراء مصر إسماعيل باشا سرى . محاولة إغتيال رئيس وزراء مصر إسماعيل باشا صدقى . إغتيال الوزير محمود باشا عثمان . إغتيال الوزير بطرس باشا غالى . محاولات متكررة وفاشلة لإغتيال زعيم الوفد مصطفى باشا النحاس . حريق القاهرة فى الخمسينيات . محاولة قتل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى حادث المنشية .  حريق الأوبرا . إغتيال الأديب والمفكر السياسى فرج فودة . محاولة إغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ .  
 
سلسلة إنفجارات الأتوبيسات السياحية أمام المتحف المصرى . إنفجارات شرم الشيخ .  إنفجارات خان الخليلى .  إقتحام السجون وتهريب قيادات الإخوان ومن بينهم مرشح الرئاسة محمد مرسى .وهذا قليل من الكثير فى تاريخهم الأسود .وكاليد اليمنى للشيطان ، يختفون وراء أدوار إجتماعية وإنسانية وخدمية عديدة ، لقطاعات واسعة من الجماهير خاصة الفقير منها ، وتُنشئ لذلك المشاريع وفق الأهداف والوسائل الإسلامية ، والتى يخططون لها على المدى البعيد .. ولأن الشيطان تلاميذه فى كل البلدان ، كان أحد تلاميذه النجباء هم الأمريكان ، الذين يسيطرون على معظم السياسات ومنها الإتحاد الأوروبى .. ولأن التشابه والتواؤم بين الأمريكان والإخوان ، كانت الخطة الشيطانية لهم ، هى إستخدام التيار الإسلامى ، ممثلا فى أكبر منظماته وهى الإخوان ، فى تشكيل حزام دينى إسلامى حول الصين وروسيا ، كما أيضا يستطيعون إستخدامه فى ضرب القوى الليبرالية ، التى تطالب بحقوق بلادهم .
 
وفى تقسيم المنطقة إلى دويلات يسهل السيطرة عليها .. ولكن الله الذى بارك مصر بقدميه وهو طفلا ، لم يرض لهذا المخطط أن يتم ، فيمينه صنعت قوة فى قلوب أبناء مصر ، وخرجوا قلبا واحدا محطمين مخطط الشيطان وتلميذه النجيب الأمريكان ، ولتقف مصر بتحد شامخة من بين جميع الأوطان .. فما يحدث الآن على مصر من حرب مكشوفة على ثورة الشعب المصرى ،وتسميتها بالإنقلاب العسكرى ،  في ظل الإجرام الواضح للإخوان من قتل واغتيال ، واستهداف مناطق شعبية ، يعكس الهدف الواضح لدى هذه القوى الظلامية ، من إحداث صراع طائفي يكون الخاسر فيه هو هذا الشعب المسحوق ٠ومن الطبيعي و المنطقي أن الأمريكان ودول الإتحاد الأوروبى ، يحاولون بشتى الطرق لوى عنق الحقائق ، للوصول إلى بدائل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، من مخططهم الشيطانى ، فنراهم يسعون لاستقطاب البعض ، ويلوحون لهم بالمعونات الاقتصادية ، وللبعض الأخر بالضغوط السياسية ، وللبعض بالتحرش وافتعال ما يؤثر على مكاسب الثورات.
 
يا إخوتى : لقد مر على مصر عام ، كان اكثر الأعوام اضطرابا ، ومرحلة أكثر تدهورا ، وبالاحساس العميق بفاجعة ضياع الوطن ، حيث كان التعامل مع النصب والإجرام كروح شاهدة للاحداث ، وهي تعصف بكل شيء ، فأصبحت مصر بلد مُثخن بالشيوخ  ، وتجار الدين والسموم الفكرية والعقائدية والممنوعات . وعرف شعب مصرأن الإخوان المسلمين لا يحملون الخير لمصر كما يدَعون ، بل في كل خطوة من خطواتهم ، ولمحة من تاريخهم ، يظهر لنا فساد مآربهم وسواد مخططاتهم ، التي لا تبغي إلا مصالحهم ، والوصول إلى سدة الحكم لإشباع شهواتهم .. وكان صعبا جدا على نفس الشعب المصرى ، وقاسيا  أن يكتشفَ متأخراً أنه من الصباح إلى المساء ، ولمدة عامٍ كامل ، كان يصنعُ الماضي ، والمستقبلُ لم يعد له.
 
 لقد تذمرنا على إله الكون ، وغضبنا كل الغضب ، يوم أن إعتلى مرسى سدة الحكم ، ونحن بتفكيرنا الإنسانى الضعيف لا نعلم مشيئة الله ، الذى بارك مصر ، ويمينه القوية حتى يوم الثلاثين من يونيو ، الذى أصبح تاريخا أعاد كتابة التاريخ .. فشكرا لك يا ملك الملوك ورب الأرباب ، وساحق الشيطان تحت قدميك ، وخالق الكون ومُسيَره بحكمتك ، التى يخفيها عنا ضعفنا البشرى . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter