الخميس ٨ اغسطس ٢٠١٣ -
٥٢:
٠٢ م +02:00 EET
بقلم: مدحت ناجي حافظ
عزيزى القارئ،عرفنا فيما سبق معنى التوافق؛وهو تحقيق جو من التفاهم والتناغم والاُلفة،وأدركنا الهدف منه؛وهو تحقيق الاحترام والثقة والتَقـَـبُّل مع الآخر...وكانت أول خمس ملاحظات من المهم جداً مراعاتها لتحقيق التوافق هى؛الوضع (وقوفاً أو جلوساً)،والمستوى (ارتفاعاً أو انخفاضاً)،والإتجاه (رؤية أو إلتفاتاً)،والحركات (عامة وخاصة)،والمفردات ( تجاوباً وتفهماً)...وبالتأكيد مَنْ طبق تلك الملاحظات ،وجد تجاوباً مختلفاً ومتميزاً مع الآخرين ،أما مَنْ لم يطبقها بعد،فندعوه لتطبيقها ليتذوق أثرها فى الآخرين....وها نحن الآن نضيف ملاحظات جديدة قيمة بالإضافة لل (الوضع والمستوى والإتجاه والحركات والمفردات ) وهى:
ح.الكلمات،(المناسبة)،
ونقصد بها الكلمات التى تناسب المرحلة النضجية للشخص الذى نتحدث معه،فلو علمت عزيزى القارئ أن الانسان يمر بثمانى مراحل للنضوج ؛وهى سنتا المهد للمولود حديثاً،وتُسمى مرحلة الثقة،ومرحلة ما قبل المدرسة الإبتدائية ؛(الحضانة)،وتُسمى مرحلة الإستقلال،ومرحلة إبتدائى وتُسمى مرحلة الإنجاز،ومرحلة إعدادى وتُسمى مرحلة تسليم الايمان (لأى دين)،ومرحلة ثانوى وتُسمى مرحلة الذات،ومرحلة الجامعة وتُسمى مرحلة الصداقة الوثيقة،والمرحلة من 20 سنة تقريباً إلى 40 سنة وتُسمى مرحلة العطاء والخصوبة،ثم المرحلة من 40 سنة إلى ما شاء الله وتُسمى مرحلة التجربة والخبرة.
عزيزى القارئ،هل أدركت لماذا ذكرنا الثمانى مراحل مع سمة كل مرحلة،ببساطة شديدة فإنه بمجرد إدراكنا لسمة كل مرحلة ،هذا يحدد لنا ما هى أفضل الكلمات التى نستخدمها مع ذلك الشخص وبالتالى أستطيع تحقيق التوافق معه،وكيف ذلك؟
دعونا نأخذ مثالاً للتوضيح،فعندما أتعامل مع رضيع عمره سنة ونصف،وهى مرحلة الثقة كما سبق وأشرنا لذلك،فكيف أحقق التوافق معه؟أستطيع تحقيق التوافق عندما أمنحه الثقة،وكيف ذلك؟بالطبع،من خلال لمسه،وإحتضانه،و.... هذا عن الرضيع،وماذا عن المرحلة الثامنة؛وهى مرحلة التجربة والخبرة،كيف أحقق التوافق معها؟
دعونا نأخذ مثالاً آخراً للتوضيح،تصور أن رجلاً مُسِنـَّاً يتحدث معى ويقول:{لقد تقدمت فى العمر،وأنا فى نهاية أيامى}. فماذا أقول له؟هل اقول{كله بينتهى،وكله فانى،وإحنا مش هناخد عمرنا وعمر غيرنا،وما الى ذلك من كلمات غير إيجابية...}؟بالطبع لن أقول مثل هذه العبارات،إنما أقول:{ربنا يعطيك الصحة وطول العمر،دا إحنا بنستفيد من تجاربك وخبراتك فى الحياة لما يواحهنا أى تحدى،وما الى ذلك من كلمات مناسبة تتعلق بفهم سمة المرحلة،وما قيل عن الرضيع والمُسِن يقال عن باقى مراحل النضوج الإنسانى...وتستمر سيمفونية التناغم أيضاً عندما نلاحظ ونراعى.
خ.النظام التمثيلى
فكل من نتحدث معه،له نظامه التمثيلى الخاص به والغالب عليه،ويظهر (على سبيل المثال) فى كلماته،فتجد صاحب النظام التمثيلى البصرى،يقول:{رأيت،رؤيتى...}،وصاحب النظام التمثيلى السمعى يقول:{سمعت،رن فى اذنى...}،وصاحب النظام التمثيلى الحسى يقول:{حسيت،شعرت،...}،وهنا ،عزيزى القارئ،يأتى دورك المبدع فى تحقيق التوافق والتناغم من خلال التحدث مع الآخر بحسب نظامه التمثيلى،وتستخدم معه الكلمات التى تتوافق مع نظامه ويرتاح هو لسماعها،لأنها تشبع إتجاه هام داخله،وهذا بكل تأكيد مفيد جداً سواء على المستوى الشخصى أو المستوى المهنى.
تصوروا معى،فتى وفتاه مخطوبان حديثاً،وإذ بالفتاه تقول لخطيبها ما أجمل لون هذا البط الذى يسبح فى البحيرة! فإذ الخطيب ينطلق ضاحكاً قائلاً: {أنا لسة واكل بط امبارح}،تُرى عزيزى القارئ،ماذا سيكون رد فعل الفتاه؟!سأترك لك توقع النتيجة النهائية لمصير لتلك الخطوبة،وأسمعك،عزيزى القارئ،تقول:كان على الخطيب أن يقول:فعلاً لونه رائع أو شئ من هذا القبيل،ويكون بذلك حقق التناغم والتآلف معها،وهذا هو أهمية تحقيق التوافق مع الآخرين.
إذاً،لنتمتع بتحقيق التوافق مع الآخرين من خلال:
الوضع،والمستوى،والإتجاه،والحركات،والمفردات،والكلمات،والنظام التمثيلى،ولتوافقنا بقية...