الأقباط متحدون - الشعب حاضر.. وهم فى جهل مُعرِضون
أخر تحديث ٠٧:٢٦ | الجمعة ٩ اغسطس ٢٠١٣ | ٣ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢١٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الشعب حاضر.. وهم فى جهل مُعرِضون

مدحت بشاي
مدحت بشاي

بقلم : مدحت بشاي
عشرات الأسئلة وعلامات الاستفهام يطرحها المواطن المصرى بقلق وريبة وتوجس، وفى المقابل، فإن النظام والحكومة والإخوان لم يدركوا بعد- للأسف- مدى حضوره العبقرى والحضارى والإنسانى فى المشهد الوطنى العام، إما عن عبط أو استعباط أو لأمر تآمرى، أو لأنهم فى النهاية لم يعرفوه، ولم يدركوا ماهية علاقته المتجذرة بالأرض والوطن، ولم يتابعوا ما حدث فى الفترة الأخيرة من أحداث دعمت من أمر تثويره وتسييسه، بل دفعه فى النهاية ليقول لمواطنه على كرسى السلطان «كش ملك» أكثر من مرة..

وفى كل مرة يُلقى المواطن اللاعب بقطعة الملك خارج رقعة الشطرنج، ويقفز فرحاً بانتصاره، يواجه بمن يبدأ بتهوين أمر انتصاره، والقول بأنه كان يتحرك طوال المباراة بأوامر شطرنجية شيطانية مخادعة للوصول إلى انتصار لصالح قوى من خارج كل مربعات الرقعة، ثم يغيرون له كل القطع أعضاء جيش الملك، بل الملك نفسه، وتتغير تكتيكات الدفاع والهجوم ومنطلقات الخصم الفكرية، ويظل شعبنا العظيم حاضراً مُحبطاً لأوهامهم السلطوية الجاهلة.

وحول آخر تلك الأسئلة، يسأل المواطن المصرى عن حقيقة ما جاء فى شريط مرئى يتداول نشره بشكل هائل على صفحات التواصل الاجتماعى، ويحمل عنوان « يانهار إسود لو الكلام ده حقيقه..!».. أما فحوى الشريط، فهى باختصار.. فى جامعة تل أبيب كان الاجتماع الثانى، حضره مندوبون عن الأمن القومى الأمريكى والموساد الإسرائيلى والقوات البريطانية فى قبرص والمسؤولة عن نقل السلاح إلى مصر، وأيضاً وزارة الدفاع الفرنسية المسؤولة عن التدريب فى سيناء.. وأعلن الحضور عن تخوفهم من تلك الحالة التى تتجسد فيها وحدة المصالح بين الجيش والمخابرات والأحزاب الرئيسية، ولكنهم أشاروا إلى نجاح نسبى للإخوان فى تدبير أحداث شغب فى القاهرة، وتسليم السلاح المرسل إليهم لمعسكرات رابعة العدوية والنهضة..

 وجاء أيضاً فى نص محتوى الشريط أن نقاط الضعف التى يمكن استثمارها تكمن فى ميل الفريق السيسى للعب دور عبدالناصر، وتأييد الكنائس للقيادات الجديدة، وخوف الشرطة من التطهير.. ويستطرد المعلق أنه وبحضور بندر بن سلطان، فإنه قد تقرر تكثيف نقل السلاح وتخزينه فى المدن على غرار ما يحدث فى حلب ودمشق، وكذلك ضرورة الحفاظ على حالة الأزمة حيث لا اتفاق ولا اقتتال، بينما يتم العمل على تكثيف عدد المبادرات من كل أنحاء الدنيا لشغل الإدارة المصرية بها والاتفاق على إطلاق قمر صناعى فوق القاهرة بشعاع واسع للمراقبة، ومضاعفة الضغط على القوات المسلحة لاختبار قدرتها على الحسم، والحفاظ على قيادات الإخوان والتفاوض على إخراجهم من البلاد، وتصعيد أزمة العلاقة مع الأقباط وضرب كنائسهم لتسهيل التدخل بقصد التوسط بين الطوائف، وتكليف إخوان من العسكريين لتسهيل وحماية عمليات دخول السلاح من السودان وليبيا والأردن، ولو حدث اكتشاف الجيش لواحدة من تلك العمليات، فهى فرصة لتوسيع رقعة الاشتباك.. هذا وقد أعرب الحضور عن امتنانهم لنجاح دبلوماسية الغرب فى كشف عجز الإدارة المصرية فى حسم أى موقف.. «انتهى الاقتباس من الشريط ».

نعم، تعيش الإدارة المصرية حالة عجز وفشل وتناقض فى التصريحات والمواقف.. مثال بسيط عندما تم نفى ذهاب وفد إلى الإخوانى عظيم الشأن فى محبسه، بينما جهات رسمية أخرى قد أكدت الخبر، لأن لدينا مستشارا إعلاميا وآخر سياسيا لم يمارسا العمل السياسى أبداً، إنما هما من أهل التنظير الحنجورى ومثال آخر، فقد صرح مصطفى حجازى المستشار السياسى: «إننا قد سمحنا بتلك الزيارات، ولم يفرض علينا شىء، ومن منطلق رغبة الدولة الشديدة فى ضبط النفس وحقن الدماء، سمحنا لبعض الوفود الدولية لكى تسمع بأذنيها ما نقل لها من آخرين وأعطينا وقتا كافيا لهذه الجهود»، وفى المقابل وعلى النقيض أكد أحمد المسلمانى المستشار الإعلامى أن الضغوط الأجنبية تجاوزت كل الأعراف الدولية، وأن مصر قادرة على حماية الثورة والدولة.

ويظل شعبنا حاضراً وهم عنه مُعرضون، وأعرض عليكم تعليق قارئة رائعة على فحوى الشريط عندما عرضت أمره على صفحتى الفسبوكية، وأرى أن رؤيتها تفوق من أصعدوهم لكراسى الاستشارة، فلم يدركوا خطورة ما يقولون.. كتبت القارئة السياسية «همس العتاب».. «كل ما جاء فى الشريط هو بالفعل حاصل، ونراه بعيوننا كل يوم، ولكن السؤال: هل حكومتنا وأصحاب القرار فيها لا يعلمون بمثل هذه المخططات؟ إن لم يعلموا، فهى مصيبة، وإن كانوا على علم، فهى كارثة.. مطلوب إعلان أن الشأن المصرى شأن سيادى، ولا نسمح بتدخل أجنبى، سواء بالوساطة أو بالضغوط.. يُمنع منعا باتاً السماح بزيارة المتهمين بالإرهاب والترويع وأن تكون محاكماتهم علنية.. قيام قوات الجيش والشرطة بفض اعتصام جماعة الإرهاب فى معسكراتهم مهما كان الثمن، حفاظا على الأمن القومى، وأخيراً اعتبار جماعة الإخوان جماعة محظورة سياسيا.. لأنها تتبع تنظيم دولى سرى يهدف لتفكيك الدولة المصرية».. انتهت صرخة «همس».

medhatbe@gmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع