بقلم : ماجد ميشيل عزيز
آتي الأسبوع الماضي الذي ولد فيه قداسه البابا القديس كيرلس السادس و أيضا قداسه البابا شنودة الثالث و قد أسعدنا المجمع المقدس للكنيسة القبطية في السابق منذ أسابيع بقرار عبارة عن مفاجئه سعيدة و هو إعلان البابا كيرلس السادس و الارشيدياكون حبيب جرجس قديسين.
في حاله قداسه البابا كيرلس السادس خصوصا نجد ان هذا الأب الجليل ينطبق عليه لقب قديس تمام الانطباق فالبابا كيرلس السادس قديس بشهادة عشرات الآلاف أو ربما الملايين ممن عاصرو ه بل و و من لم يعاصروه.
و ترك أثرا عميقا في حياتهم بل العجيب ان نطاق محبيه يتسع بالآلاف عاما بعد عام فرغم انه تنيح من أكثر من اثنين و أربعين عاما إلا أن صوره تملا بيوت الا قباط و تزداد عاما بعد عام بل و صار مشهورا حتي بين الأخوة المسيحيين العرب من عراقيين و شوام انه البابا الذي ما زال يعمل حتي بعد نياحته .
انعم الله علي قداسه البابا كيرلس بمواهب روحيه مذهله حتي قبل ان يصير بطريركا فقد كانت له موهبة النبؤه و إخراج الشياطين و شفاء المرضي بقوه الصلاه :
ورغم انه كان موهوبا في ألكتابه حيث كان يصدر مجله ميناء الخلاص حين كان راهبا الا انه ليس له كتابا واحدا و لكن رغم ذلك صدرت عنه بعد نياحته عشرات او مئات الكتب تتناول حياته والآيات التي صنعها الله علي يديه و رغم انه كان موهوبا في الوعظ أيضا حتي ان البابا يؤانس حينما سمع احدي عظاته عندما كان طالبا في الاكليريكية أراد أن يرسمه أسقفا فهرب منه الي احد الأديرة في سوهاج إلا انه لم يكن يكثر من الوعظ فقد كان راهبا عتيق الطراز مثل الآباء الأوائل في بريه شيهيت ممن يحبون الخفاء و عدم الظهور نهائيا و ان يصيروا مجهولين لدي أهل العالم لا يضعون أسماءهم علي كتب حتي انه كان لا يخرج من مكان وحدته الا للضرورة القصوى فقد ترهب أولا في دير البراموس ثم توحد في مغاره بقرب الدير ثم توحد في طاحونه الهواء في المقطم ثم اضطرته الظروف مجبرا الي ترك الطاحونة فبني كنيسة.
مارمينا في مصر القديمة و في كل هذا لم يكن يبارح مكان وحدته إلا لضرورة مثل عمليه جراحيه في احدي .المرات و الذي ذكاه لمنصب الاب البطريرك دون ان يعلم هو القائمقام في ذلك الوقت الأنبا اثناسيوس و قد اخبره بعد التذكية فكان رده بتواضع حقيقي وإحساس بعدم الاستحقاق من إنا الدودة الحقيرة لا تطلع لهذه المهمة الخطيرة.
و كان القديس حياته هي الصلاة فقد كان يداوم علي عمل قداس يوميا و هو طبعا شيء شاق خصوصا حينما تقدم به العمر و قد حسب له قداسه البابا شنوده عدد القداسات التي صلاها فوجدها خمسه و ثلاثون ألف قداس .تقريبا هذا فضلا عن التسبحة التي كان يحبها كثير أو رغم انشغاله بالصلاة حينما كان راهبا و عندما صار بابا زادت عليه المشغوليات الإدارية إلا انه كان لا يرد سائلا و لا مريضا و لا متألما فقد كان يريح الجميع وأي شخص يستطيع ان يقابله في اي وقت سواء كان فقير او غني او رجل او أمراه او طفل .
و كان البابا القديس إصلاحيا من الطراز الأول فقد ادخل لأول مره الي الرهبنة رهبانا جامعيين عندما كان راهبا و رئيسا لدير الأنبا صموئيل رغم أن بعض القيادات عارضته بل أن بعض تلاميذه تم ترشيحهم للبطريركية بينما هو منكرا لذاته يحيا مع صلواته لم يفكر في مناصب كماانه رسم أسقفين عامين عظيمين احدهما للبحث العلمي و الأخر للتعليم من محبته للعلم و كانت تلك أفكار جديدة أول من طبقها كما رسم أسقفا للخدمات ألعامه ..و من انجازاته بناء الكاتدرائية الجديدة في العباسية و إصلاح و ترميم الكاتدرائية القديمة و بناء دير مارمينا و ازدهار الرهبنة و الأديرة في عهده بعد ان اضمحلت و كم من شاب و شابه تأثروا بشخصيه وتقواه قد تركوا الدنيا و التحقوا بالدير بل أن من عمق تقواه ان ثلاثة من تلاميذه قد ترهبنوا وأيضا من انجازاته إصلاح ماليات الكنيسة التي أفسدها المجلس الملي.
وأعاده جسد القديس مارمرقس من ايطاليا و قراره بعوده الرهبان الي الأديرة بعد ان كان كثيرا منهم يتجول في العالم مما يضره و يضر الأديرة و يعثر أهل العالم ...كما اهتم بإقامة القداسات في جميع الكنائس و كان يذهب بنفسه في جولات في القاهرة و المحافظات لتفقد الصلاة في الكنائس في الصباح الباكر كما منع اقامه صلوات الاكليل في المنازل حرصا علي قدسيه الصلاة ...و رغم إصلاحاته الكثيرة التي لا نستطيع حصرها في اثني عشر عاما مباركه للأسف كان يناصبه المجلس الملي العداء و يتهمه بعدم الإصلاح عن طريق جريدته أليوميه لكن عندما تم إغلاق تلك الجريدة حزن كثيرا و لم يهدا باله حتي سعي في تعيين العمال الذين فقدوا وظائفهم ..أما المجلس الملي الذي ناصبه العداء فظل ينعته طوال سبع بالمجلس المفلس حتي أفلس فعلا و تم حله ...و من علامات رضاء السماء عن عهده ظهور سيدتنا كلنا العذراء مريم لأكثر من ثلاث سنوات علي قباب كنيسة الزيتون في معجزه مبهره لم تشهدها أمه أخري من الأمم فهو البابا الذي أوصل السماء بالأرض بالصلاة عندما حفز شعبه علي الاهتمام بها .