بقلم: د. خالد منتصر | الأحد ١١ اغسطس ٢٠١٣ -
٤٧:
١٠ ص +02:00 EET
د. خالد منتصر
قالوا قديماً «الناس على دين ملوكهم»، ونقول حديثاً «الناس على دين نجومهم»، والشعوب على دين ومقاس نجوم شباكهم!، وعندما يصبح نجم شباك ما بعد ثورة 30 يونيو الممثل محمد رمضان فإن لى الحق الكامل والمشروع فى أن أندهش وأتحسر، عندما يحقق محمد رمضان أعلى إيراد يومى فى تاريخ السينما المصرية منذ زمن عزيزة أمير ويوسف وهبى حتى زمن محمد سعد وأحمد حلمى، إذن نحن أمام ظاهرة لها دلالة ويجب دراستها على مهل وبمنتهى التأنى، عندما يحصد شباك التذاكر 3 ملايين و200 ألف جنيه أول أيام عيد الفطر المبارك لفيلم «قلب الأسد».
إذن نحن أمام مزاج مصرى مختل وذوق مصرى معتل، سيقول البعض ارتفاع أثمان التذاكر وعدد دور السينما الذى زاد عن زمان، سيرد البعض أيضاً أنه عيد والعيد ليس مقياساً، المهم أن محمد رمضان هو الأول والمكتسح رغم كل التبريرات، ليس لدى أدنى اعتراض على الفنان محمد رمضان كشخص، وليست لدى أدنى مشكلة فى أن يدخل عالم التمثيل، ولكن المشكلة فى تشبيهه بأحمد زكى وتتويجه على عرش النجومية، التى لها مقاييس وشروط ومعايير محددة لا يملك «رمضان» للأسف منها أى شىء.
الفنان خاصة النجم جهاز إرسال واستقبال وكاريزما وحالة من التجسيد والتقمص والقدرة على صناعة الحلم وعجينة جنون فنى متجاوز لكل المياه الإقليمية للسائد والمتداول والمعروف، وعينان هما نافذتا روح تشعان ألقاً ومغناطيسية وحياة وحيوية وقوة وشجناً، كان الفنان الجميل أحمد زكى يمتلك كل هذه الخصائص والصفات، شبه الملامح لا يمنح مبرراً ولا يختم باسبوراً للدخول إلى قلب الجمهور، الأحياء العشوائية ليس بالضرورة أن يعبر عنها فن عشوائى، الواقعية ليست أن أنقل الوقائع بكل قبحها وفجاجتها، ولكن أن أنقل الواقع بعصا الفن السحرية.
أن يصبح محمد رمضان نجم المرحلة فنياً يعنى عندى أن الثورة طالت القشرة ولم تنفذ إلى النواة بعد، النجم بوصلة إحساس ورادار مشاعر ومنارة توجيه، ومحمد رمضان مظلوم، وضع فى حجم أكبر من حجمه ولبس بدلة ليست على مقاسه، ظلمه من استخدمه واستغل شبهه الظاهرى بغول التمثيل أحمد زكى لركوب الموجة وعمل سبوبة سينمائية، عندما تزاحم ضباط الداخلية على التصوير إلى جانب عبده موتة قرأت الأمر باستخفاف، ولكن عندما تزاحم شباب بكل هذا الكم على شباك تذاكر «قلب الأسد» انتبهت إلى أنه لا بد من تحليل الأمر بمنتهى الجدية.
نقلا عن موقع خالد منتصر
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع