الأحد ١٨ اغسطس ٢٠١٣ -
٥٦:
٠٧ ص +02:00 EET
بقلم: يوسف سيدهم
\أخيرا تحركت الدولة المصرية لتنفيذ تفويض الشعب لها في 26 يوليو الماضي بالقضاء علي إرهاب الإخوان المسلمين... تحركت الأجهزة الأمنية بقدر ملحوظ من الحكمة وضبط النفس لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في رسالة واضحة قوية تقول: نفد صبر هذا الشعب إزاء العبث بمقدراته وتهديد كيان الدولة
أخيرا تحركت الدولة المصرية لتنفيذ تفويض الشعب لها في 26 يوليو الماضي بالقضاء علي إرهاب الإخوان المسلمين... تحركت الأجهزة الأمنية بقدر ملحوظ من الحكمة وضبط النفس لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في رسالة واضحة قوية تقول: نفد صبر هذا الشعب إزاء العبث بمقدراته وتهديد كيان الدولة واستباحة هيبتها... استيقظ المصريون صباح الأربعاء الماضي علي أخبار بدء فض الاعتصامين فتملكتهم مشاعر الارتياح بعد أن ناموا الليلة السابقة تستبد بهم مشاعر الإحباط والحيرة -وربما الغضب- إزاء ما اعتبروه تلكؤ السلطة في حسم الانفلات الإرهابي للإخوان المسلمين وأنصارهم الذي امتد زهاء الشهر والنصف عقب إطاحة المصريين بالرئيس محمد مرسي... وقف المصريون محتبسة أنفاسهم يتابعون أحداث فض الاعتصامين مذاعة علي الهواء مباشرة وقلوبهم مع أجهزتهم الأمنية من أكبر ضابط إلي أصغر جندي وقفوا جميعا بكل شهامة وشجاعة وكرامة ينفذون خطة الاقتحام وفض الاعتصام فاتحين صدورهم لرصاص الغدر المصوب نحوهم من دعاة الشر وقناصتهم الذين أبوا الرحيل إلا بعد تمزيق آخر الخيوط التي تربطهم بمصر الأم, مصر الوطن, مصر الشعب.
ما تزال آخر إرهاصات ولدغات الشر توجه إلي صدور المصريين في حلقة بغيضة لن ينساها التاريخ قبل رحيل جماعة الإخوان بلا رجعة... تلك الجماعة التي وضعت أطماعها ومآربها في كفة والشعب المصري في الكفة المقابلة وراهنت علي مكتسباتها علي حساب هذا الشعب فكتبت بنفسها الختام المأساوي لتاريخها الذي تجاوز الثمانين عاما في مصر... الآن يا مصر جاء الفرج وبإذن الله ستخرجين منتصرة رافعة الرأس مهما تألمت أو فقدت بعضا من أعز وأشرف أبنائك في تلك المواجهة مع الإرهاب اللعين.
صحيح أنه لم تخل جراح المواجهة من ضريبة مؤلمة دفعها الأقباط في الاعتداءات الهمجية التي تعرضوا لها وتعرضت لها كنائسهم, لكن ليس هذا وقت العويل علي كنائس حرقت أو أخري تهدمت, لأننا نعرف أن الهدف من ذلك عقاب الأقباط علي وقفتهم الوطنية مع إخوتهم المسلمين للذود عن مصر وإنقاذها مما تعرضت له من اختطاف, والأهم الآن ألا ينجح أحد في شق الصف الوطني الرائع الذي نجح الإخوان باقتدار في خلقه بين المصريين وجعلهم يقفون وقفة رجل واحد ذودا عن بلدهم وهويتهم... المهم الآن الحفاظ علي هذه الوحدة الوطنية والحرص علي نصرة مصر الوطن... الدستور... البرلمان... الرئيس... وبعد ذلك لا تقلقوا أبدا علي الكنائس التي سيعيد بناءها المسلمون والمسيحيون معا.