الأقباط متحدون - التقسيم التقسيم يا أمريكا التقسيم
أخر تحديث ١٠:٣١ | الأحد ١٨ اغسطس ٢٠١٣ | ١٢ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

التقسيم التقسيم يا أمريكا التقسيم

اوباما
اوباما

بقلم شريف منصور

حالة الانقسام التي يغذيها النظام الأمريكي و تابعيه من بعض دول حزب الناتو في منطقة الشرق الأوسط خطة جهنمية.
ما يرمي إليه حزب الناتو هو خلق منطقة الشرق الأوسط منطقة منزوعة الجيوش. 
فكيف ولماذا و متي ؟
ابسط قواعد اللعبة التي باتت واضحة وضوح الشمس أن الشعوب المقسمة لن يسمح لها حزب الناتو ان يكون لديها جيوش قوية . فما حاجة تلك الدول لجيوش ؟
عند تقسيم سوريا كما خطط الفرنسيين لها منذ عقود طويلة و فشلت لن تسمح القوي العالمية بأن يكون احد الأقسام اقوي من الأقسام الاخري فيسلحون الجميع بأسلحة تكفي أن يحفظوا أمنهم الداخلي ومن  من بعضهم البعض.  ولكن نوعية لا تسمح بمهاجمة دولة إسرائيل. فما حاجة تلك الدويلات لجيش بعد  أن ساعدتهم  الدولة العبرية في تثبيت الإسلام السياسي فيها . فهل يصح ان يهاجم الإسلام السياسي دولة إسرائيل التي سمحت لهم باعتلاء السلطة في سوريا ؟ الاجابه لا تحتاج إلي تفكير عميق . و أن كانت قوات الجيش السوري صامدة إلي ألان فهي صامدة لان الشعب السوري يدعم الجيش السوري كما هو الحال في مصر.
مصر في لحظة من اللحظات كان تسليحها مهم جدا للوقوف امام نزوات جيرانها من الدول العربية و بالطبع  ماعدا إسرائيل لان إسرائيل ليس لها أي نية ان تهاجم مصر بأي حال من الأحوال بعد أن أبرمت معاهدة السلام معها . فيكفيها الحزام الأمني الطبيعي بينها وبين مصر. فجزيرة شبه سيناء منزوعة السلاح و تواجد وحدات الجيش المصري مقننه و محدودة و حتى التسليح المسلح به هذه الوحدات محدود جدا.
فأن عرف السبب بطل العجب ، لماذا يتزعم الغرب الحملة ضد الجيش المصري وهو الذي خرج بناء علي طلب الشعب المصري في صورة لم يشهدها العالم من قبل . السبب ان الأمريكان أصبحوا غير واثقين أن الجيش المصري سيلتزم بما التزم به مبارك طيلة 30 عام و تعهد به الأخوان بعد أن صرفت عليهم أمريكا المليارات . و لان الاحداث مازالت ساخنة نستطيع ان نستجمع بعض الدلائل علي تذبذب امريكا و الغرب . فبعد ان فشلوا في ان يضعوا الجيش المصري في جيوبهم الخلفية كما فعلوا مع الاخوان . صدرت أول بادرة قلق عندما أوقفت أمريكا شحن الطائرات لمصر. حتى قبل فض الاعتصامات بالقوة كما يدعي رئيس أمريكا المزيف. فهذا يثبت لنا ان أمريكا لم تحتوي الجيش المصري او بالأصح غالبية الشعب المصري. بدليل ان الشعب المصري برمته أصبح يكره السياسة و الساسة الأمريكيين كراهية علانية.  بدليل أن الاخوان و السلفيين لم ينددوا بأمريكا أو بصديقتها الحميمة إسرائيل طيلة السنتين الماضيين. و حتى بعد فض الاعتصام لم نسمع من الأخوان أي هجوم حاد كما في أي وضع طبيعي يلومون أمريكا وإسرائيل الي تمخض احد قادة الأخوان بكلمتين فارغين من وراء القلب متهما أمريكا ليس بالتخطيط الإطاحة بهم ولكن لأنهم لم ينفذوا ما وعدوهم به عن طريق الشمطاء آن وودز باترسون في حماية الأخوان. مما اضطر الرئيس العويل باراك حسين اوباما ان يذكر في خطابه أنه ليس منحازا لأي فصيل بدليل ان الجانبين يتهموا امريكا بالتسبب فيما يحدث في مصر. وكم ضحكت عندما سمعت هذه الجملة في الخطاب. فهذه الجملة تحاول أن تضخم ذرة نقد الأخوان للأمريكان حتى يظهر الفاشل باراك ابن الحاج حسين اوباما أنه برئ من المخطط السابق شرحه. لماذا ألغت أمريكا شحن الطائرات ؟ ليس لان الطائرات الأربعة سيقلبون ميزان القوة بين مصر و إسرائيل فهذه الطائرات نقطة في المحيط لما تملكه إسرائيل . ولكن السبب هو إرسال إشارة عنيفة وشديدة اللهجة للجيش المصري ومعه الحكومة الانتقالية أننا لن ندعمكم بأي حال من الأحوال. وتذكروا قصة الطائرات كانت قبل فض الاعتصام. فهل كفت أمريكا عن دعم الأخوان و الإسلام السياسي بنفس القدر الذي عنفت به الحكومة الانتقالية ؟ لا بالطبع بل كانت حيزبون أمريكا في مصر أن وودز باترسون تجتمع بقيادات الأخوان المسلمين حتى عشية فض الاعتصام. بل ذهبت بنفسها إلي رابعة العدوية لكي تطمئن بنفسها المعتصمين و تشجعهم في الاستمرار علي الاعتصام. بل طلبت منهم أن يخلقوا حكومة موازية للحكومة الانتقالية و ان يجتمع أعضاء مجلس الشورى المنحل في رابعة العدوية. فهل هذه التصرفات هي تصرفات حيادية ؟ وهل الاجتماع بقيادات الأخوان و مناقشة أمور السياسة في مصر وكيفية كسب الجولة ضد إرادة الملايين من الشعب المصري التي خرجت تطالب بالتغيير أو هذا ما يوازي 22 مليون توقيع جمعتهم حركة تمرد السلمية للقيام بتعديلات سياسية جذرية تمنع أخونة الدولة بطريقة تجعل مصر دولة هزيلة وضعيفة اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا.
وقفزت دول الخليج قفزة عملاقة لكي تنقذ مصر من هذا المخطط القذر تحسبا لمستقبل مظلم ينتظرها.  لان هذا المخطط أن نجح لن يتوقف عند مصر وسوريا. لماذا حضر ملك الأردن فورا ولماذا اجتمعت جامعة الدول العربية لكي تؤيد مصر. و كانت اكبر لطمه علي وجه الفاشل باراك حسين اوباما ان المملكة العربية السعودية طلبت صراحة من روسيا أن تسلح مصر بكل ما تحتاج من سلاح. وهنا اسقط في يد باراك الفاشل.  وان كنت شبه متأكد أن باراك هو مجرد دمية في يد صناع السياسة الأمريكية إلا أنه سيكون كبش الفداء الذي ستخرج به أمريكا من وصمة عارها السياسة التي سيتحدث عنها التاريخ لقرون طويلة. إنني أرجح أن أوباما لن يتركه السياسيين الأمريكان ليخرب لهم مخططهم اكثر من هذا و الأيام بيننا. و ستأتي هيلاي رادم كلينتون لتكمل المسيرة .
 


 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع