الأقباط متحدون - ما لم يقله الدكتور حجازي
أخر تحديث ٠٠:٠٥ | الاثنين ١٩ اغسطس ٢٠١٣ | ١٣ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ما لم يقله الدكتور حجازي

 بقلم : مينا ملاك عازر

انبهاري بطلاقة إنجليزية الدكتور مصطفى حجازي، مستشار الرئيس عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، وإعجابي بثقافته العالية يزيدان كلما أتذكر ركاكة إنجليزية الجاسوس المعزول مرسي، فرغم أن كليهما حاصل على الدكتوراة من أمريكا على حسب زعم الإخوان عن مرسي إلا أن الفرق كبير، وبالتأكيد ليست إنجليزية مرسي هي التي أسقطته وإنما صلف وغباء وغرور شخصه وجماعته.

على أي حال، لا تستوقفني إنجليزية الدكتور حجازي الطليقة، ولا أدبه الجم، فهو الطبيعي من إنسان متعلم مثله وعلى درجته العلمية، المسألة تعود إلى أن مرسي قد شوه هذه المسائل والثوابت إلى أن أعادها لوضعها السليم الدكتور حجازي الذي أعتب عليه أنه لم يذكر المراسلين الغربيين بما فعلته الدول الغربية في المعتصمين السلميين لديها، كألمانيا في المعتصمين أمام بنك فرانكفورت، وإنجلترا في معتصمي لندن، وما قاله كاميرون أنه لا يهمه حقوق الإنسان المهم بلده، وما فعلته أمريكا نفسها في معتصمي وول إستريت، وجنوب أفريقيا بعمال المناجم المعتصمين، وتركيا بمعتصمي تقسيم، هذا ما أعتقد أنه فات الدكتور حجازي، ناهيك عن أنه نسى كارتاً كان به يستطيع أن يقلب الترابيزة على الفرنسيين ومراسل le monde" " الذي أنكر رؤيته لمقابر جماعية تحت منصة رابعة إذ لم يقل الدكتور حجازي للفرنسيين، أنهم هم من واجهوا شغب الأفارقة والجزائريين بكل عنف وشدة، أننا على دربكم سائرون، بل أننا لم نستعن بجيوش أجنبية لضرب الجماعات الإرهابية المتطرفة في بلادنا، كما فعلت مالي، وكان الجيش المستعان به هو الجيش الفرنسي ذاته، ويومها لم نسمع شجباً لأي من الدول الغربية، كما أن الدكتور حجازي الذي سُأل عن لماذا يصمت الغرب اليوم على حرق الكنائس؟ لم يسألهم عن أين كانوا وقت أن كان المجلس العسكري يدهس المصريين تحت البيادات، وتحت جنازير الدبابات في ماسبيرو ومحمد محمود، وبورسعيد وقت أن كان مرسي يشهد بأم عينيه مذبحة بورسعيد الثانية، والاتحادية الأولى والثانية، كل الدول المعترضة عما يحدث للإخوان لم نسمع لها صوتاً في كل الأحداث الجلل التي مرت بها البلاد من قبل، والتي تفوقت آلاف المرات عما فُعِل بالإخوان المسلحين، وإن كان الفرق الوحيد أن وقتها من فُعلت به الأحداث الدموية لم يستقوي بالغرب كما فعل الإخوان، لأن مصرياً واحداً لم يدر بخلده أن يكون خائناً وقتها، كما لم يحاول واحداً أن يتاجر بدماء أصدقائه مع أن الأحداث كانت حقاً دموية، وليست مختلقة ومصطبغة بالدم، كما يفعل الإخوان.

ما أكتبه مذكراً به الدكتور حجازي، ليس عتاباً له، ولا إظهاراً لتقصير قصره، وإنما محاولة لتكامل الجميع للقضاء على فتنة الإخوان، ودحض كذبهم بتعاون كل من يستطيع التعاون لإحراج أولائك منعدمي الدماء، سواء الوكالات المؤيدة أو الإخوان سافكي الدماء، ما لم يقله الدكتور حجازي كان سيزيد من قوة موقفنا، وعدم قوله لم يضعفه، فالدكتور حجازي كان رائعاً بارعاً في إدارته للمؤتمر ولاختياره لكلماته، أعطى صورة عن دولة متفتحة هادئة غير مرتبكة، وأعطاناس الأمل في أن القائمين على البلاد قد أحسنوالاختيار، ناهيك عن سوء اختيارهم واختيار الكثيرين في شخص خان البلد باستقالته، وبهذه المناسبة أقول أن رُب ضارة نافعة، فلولا انسحاب الغير مأسوف عليه، لما ظهر لنا الدكتور حجازي مطمئناً على القادم ليس بكلامه فحسب، وإنما بحسن منطقه وشفافيته.

المختصر المفيد لم يختار مرسي الدكتور حجازي أو من على شاكلته ليعملوا معه لأن أمثال مرسي وأمثال الدكتور حجازي دونت ميكس.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter