الأقباط متحدون - احرقوا الكنيسة سنصلى فى الجامع..
أخر تحديث ١٥:٥٧ | الاثنين ١٩ اغسطس ٢٠١٣ | ١٣ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

احرقوا الكنيسة سنصلى فى الجامع..

بقلم منير بشاى
انكشفت الأقنعة وظهر الأخوان على حقيقتهم الدموية التخريبية.... من المعروف ان الاخوان كانوا منذ تأسيسهم فى سنة 1928 يخططون لحكم مصر، ولكن عندما جاءتهم الفرصة بعد انتظار اكثر من 80 عاما ، لم يعرفوا كيف يحسنوا استخدامها.  لم يحاولوا انجاز ولو الحد الأدنى من واجبهم كحكام لتوفير الخدمات الاساسية للشعب المصرى.  وبغباء شديد ركّزوا على تحقيق اهدافهم هم تاركين احوال الوطن والمواطنين تتردى، وبذلك نجحوا فى استعداء جميع فصائل المجتمع المصرى ضدهم الذى أدى فى النهاية الى خروج عشرات الملايين الى الشوارع والميادين مطالبين سحب الثقة منهم واستبعادهم عن السلطة. 
 

 ومرة اخرى بعد ان وجد الاخوان السلطة تسحب من تحتهم لم يتصرفوا بذكاء بالجلوس مع الذات ودراسة أخطائهم والاعتراف بها ثم التخطيط لاعادة بناء ثقة الناس بهم واسترداد ما فقدوه.  بدلا من ذلك لجأوا الى العنف باقتحام مراكز البوليس وتدمير مؤسسات الدولة وحرق ونهب البيوت والمتاجر، وحرق الكنائس وبيوت الخدمة المسيحية.  وبذلك اظهروا للشعب المصرى طبيعتهم الدموية ونجحوا فى ان يوحدوا كل الشعب على كراهيتهم وأضاعوا اى امكانية لقبولهم.
 

التعصب والعنف ليس غريبا على جماعة اختارت علمها ليعبّر عن الدموية ومعاداة الآخر.  فهو يشتمل على سيفين متقاطعين وتحتهما كلمة "واعدّوا" التى هى جزءا من سورة الانفال التى تقول "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".  وجاء شعارهم ليعبّر عن اسلوبهم "الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا" ومن يتبنى ثقافة الموت التى تجعله يتمنى الموت لن يجد غضاضة فى قتل الآخر، خاصة اذا كان ممن يعتبرونه من الكافرين.
 

قائمة ارهابهم الدموى يصعب حصرها فى مقال.  وهى تشتمل، على سبيل المثال وليس الحصر، اغتيال رئيس الوزراء أحمد ماهر ورئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى والوزير محمود عثمان والمفكر فرج فودة والشيخ حسين الدهبى والرئيس انور السادات ورئيس مجلس الشعب رفعت المحجوب.  ومحاولة قتل الزعيم سعد زغلول ورئيس الوزراء اسماعيل صدقى والرئيس جمال عبد الناصر والروائى العالمى الحاصل على جائزة نوبل نجيب محفوظ.   أعمالهم التخريبية عديدة ومنها حرق القاهرة فى يناير 1952، ومذبحة الاقصر التى قتل فيها 90 سائحا، وتفجير فندق اوروبا بشارع الهرم الذى قتل فيه 74 سائحا.
 

أما استهدافهم للاقباط فلا يحتاج الى دليل مثل ما حدث فى التسعينات عندما اصدر قائدهم الروحى الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن فتواه الشهيرة بجواز سرقة وقتل الصياغ الأقباط لتمويل الاعمال الارهابية للجماعات الاسلامية.  هذا بالاضافة الى سلسلة الهجمات ضد الاقباط التى بدأت بالخانكة فى 1972 وامتدت الى الزاوية الحمرا سنة 1981 ثم امبابة وقرية دميانة وكفر دميانة وعين شمس وسمالوط ومنشية ناصر وطما وطهطا وقنا وصنبو والكشح.  وفى أواخر عهد مبارك حدثت عدة اعتداءات اخطرها العمرانية وكنيسة القديسين بالاسكندرية. 
 

 استمرت الاعتداءات حتى بعد عزل مبارك، واثناء حكم الأخوان.  وبعد ان تم استبعاد الاخوان عاد الاخوان الى هوايتهم المفضلة وهى ضرب الاقباط.  ففى مجرد يومين بعد فض اعتصام رابعة والنهضة تم حرق وتدمير 32 كنيسة والتدمير الجزئى ل 19 كنيسة وحرق 5 مدارس و7 منشأت تابعة للكنائس وحرق وتدمير منازل للاقباط وصيدليات وفنادق يقدر عددها ب 190.  هذا مع ان الاقباط لا ناقة لهم ولا جمل فى الصراع القائم بينهم وبين السلطة.

ولكن من الناحية الايجابية هناك بعض النقاط المضيئة فنحن نعلم ان هؤلاء لابد ان يكونوا أقلية، لأنهم لو كانوا أكثرية لكان الدمار اكثر من هذا بكثير خاصة فى الأماكن التى ليس فيها تواجد امنى قوى..  ونعلم انه كما كان هناك المخربون فقد كان هناك ايضا من الأخوة المسلمين من ساعدوا الأقباط على حماية كنائسهم وعملوا سلاسل بشرية تمنع اقتحامها.  وكل التقدير للفريق أول عبد الفتاح السيسى الذى وعد باعادة بناء وترميم الكنائس المتهدمة على حساب القوات المسلحة. وايضا كل الاحترام للازهر الشريف على بيانه الذى يعتبر الاخوان جماعة خارجة عن الملة.
 

واذا كان الهدف من حرق الكنائس هو اشعال فتنة طائفية، أو حفز الأقباط للاستقواء بالخارج، فان الأقباط لن يصبحوا أداة يستخدمها الاخوان ضد مصر.  فقد تقبلوا الضربات فى صبر وضبط للنفس وتركوا الأمر فى يد الله.  وقد عبر عن ذلك الأنبا ميخائل مطران اسيوط حين قال "ان حرق الكنائس وصورة الدخان المنبعث منها هى مثل الشورية التى تصعد ببخور صلواتنا الى الله".
 

وفى النهاية حتى وان حرقوا الكنائس فانه لا يستطيع انسان ان يحرق الكنيسة الحقيقية فهى فى المعتقدالمسيحي اكبر من مجرد الحوائط والمقاعد والسجاجيد، هى المؤمنين، وقلوبهم هى هيكل الله.  وفى تعبير مشابه يقول المفكر الكبير زكى نجيب محمود "انا المسجد وأنا الساجد".  والأزمات لا تحطم هذا الشعب العريق، بل تزيده صلابة وتفرز افضل ما فيه.  ومن أجمل ما قيل خلال الأزمة الراهنة "احرقوا الكنيسة سنصلى فى الجامع، احرقوا الكنيسة والجامع سنصلى معا فى الشارع" .
 

.Mounir.bishay@sbcglobal.net


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter