الأقباط متحدون - رسالة هامة إلى أقباط العالم
أخر تحديث ١٩:٠٥ | الاثنين ١٩ اغسطس ٢٠١٣ | ١٣ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

رسالة هامة إلى أقباط العالم

أرشيفية - دموع أقباط مصر في أحد الأحداث الطائفية
أرشيفية - دموع أقباط مصر في أحد الأحداث الطائفية
بقلم: مجدي نجيب وهبة
** قد يكون الوضع الأن إختلف كثيرا ، رغم شراسة الهجوم على الأقباط والكنائس والأديرة وحرقها .. وتدمير منازلهم وسلب متاجرهم ومع ذلك لاحظنا أن هناك صمت رهيب من كل أقباط العالم فى أمريكا والدول الغربية ..
 
** بالأمس كنا نصرخ  إنقذوا مصر ، وإنقذوا لأقباط وكتبنا مقال بعنوان "لا عزاء لوطن يقتل ويطرد أبناءه" فى 15 فبراير 2012 .. ويمر قرابة ثلاثة أعوام بعد نكسة 25 يناير .. وعام ونصف على كتابة ذلك المقال .. ليتحقق كل ما ذكرناه ..
 
** والأن تحرق الكنائس بعد القبض على هذا المجرم الإرهابى محمد مرسى العياط .. المدعم أمريكيا .. ورغم أن الجناة معروفون والمحرض هى أمريكا والإتحاد الأوربى وفرنسا .. إلا أن الصمت زاد كثيرا ، رغم الإعلان عن المؤامرة علانية .. وأتساءل ، ما معنى هذا الصمت المريب لأقباط المهجر ؟ .. أين كميل حليم رجل الأعمال .. أين مجدى خليل الناشط السياسى .. أين كل هؤلاء الذين صدعونا ، والأن إختفت وجوه كثيرة ..
 
** ليتنا نعرف موقفهم الأن مما يفعله أوباما ضد أقباط مصر ومسلميها .. ولذلك فلم يكن غريبا علينا أن نعيد نشر المقال الذى كتبناه منذ عام ونصف .. لنؤكد أن موقف الأقباط كان مهللا لنكسة 25 يناير 2011 .. وعندما إتضحت الأمور بأنها مؤامرة وبعد ثورة 30 يونيو صمت الجميع وأصبحوا فى موقف المتفرج على ما يحدث فى مصر ...
 
لا عزاء لوطن يقتل ويطرد أبناءه
** أكتب هذا المقال .. وأنا أتساءل ، لماذا يستاء الأقباط من الأحداث الجارية؟!! .. لماذا يصرخ البعض عندما رأوا أقاربهم يطردون ، ويهجرون ، وتحرق منازلهم ، وتنهب محلاتهم؟!! .. ألم تكن هذه هى الثورة التى دافعتم عنها ، ووضعتم أيديكم فى أيادى من لطخت بدماء الأقباط .. بل أن هناك من زعم براءة "الإخوان" من دم أبناء الوطن ، ومن الأقباط .. كبراءة الذئب من دم إبن يعقوب ..
 
** ألم تكن ردودكم .. عندما بدأنا نكتب ونصرخ أن تحكموا عقولكم .. فالأيام القادمة أسوأ مما يتصورها الإنسان .. أطلقنا ناقوس التحذير فى أكثر من مقال بعد حدوث أكثر من واقعة كانت كفيلة بالكشف عن الأحداث القادمة .. وأن ما حدث هو من تدابير الإخوان المسلمين ، تساندهم "واشنطن" ... ولكن للأسف أغلق الجميع عيونهم ، وسدوا أذانهم .. وسار كل فى طريق .. وإنطلق كل منهم يبحث عن فرصة للشو الإعلامى .. وحتى نذكركم برؤيتنا لكل هذه الأحداث .. إليكم بعض الرسائل السابقة : ..
** فى 2 فبراير 2011 .. كتبنا "نداء إلى أقباط المهجر وأقباط العالم" .. ناشدنا فيه الجميع بالوقوف بجوار مصر .. أقباطا ومسلمين .. فقد شعرت أن هناك مؤامرة تدبر لإسقاط الدولة ، وليس إسقاط مبارك .. كان يأتينا الرد الصادم ، فقد إنطلقت الأصوات والحناجر بعيدة عن مقالنا ، بل مؤيدة لكل مظاهر الأحداث الجارية ..
 
** فى 4 فبراير 2011 .. مقال أخر بعنوان "إلى المغيبين والشماتين" .. ذكرنا فيه أن البعض لم يستوعب نداءنا ، وعدنا وكررنا ، أن الوضع مخيف .. مخيف .. وأن المظاهرات الشبابية والمطالب الثورية أخذت منعطف إخوانى خطير .. وطالبنا من الجميع أن يستمعوا لصوت العقل والضمير .. وأن يضعوا أمامهم مصلحة الوطن فوق كل إعتبار .. كتبنا وقلنا أننا لا ندافع عن مبارك ، ولا نظامه .. ولكننا ندافع عن تراب هذا الوطن .. ومع ذلك إستمر الهجوم والسخرية من مقالاتنا .. وإستمرت الأفراح والليالى الملاح بأمريكا ، وعواصم الدول الغربية ، متجاهلين الأحداث والرؤية الثاقبة لما يدار ويحاك فى مصر ..
** ذكرنا أن هناك مؤامرة كبرى تحاك ضد مصر .. تقوم بإستبدال الحدود السياسية بالحدود الدينية ، بمباركة أمريكا .. إنها حدود يتم رسمها بالدماء .. والجثث لا تنتهى إلا بمزيد من القتلى والضحايا ..
** حذرنا من الفوضى التى خربت كل مؤسسات الدولة ، وإنهيار الإقتصاد المصرى .. وتأتى الأصوات لتقول "إننا فى ثورة" .. لقد إختلفت مع الجميع .. فأنا كنت لا أرى فى الأفق سوى البوم ونعيق الخراب ، والإخوان وأعوانهم ..
** لقد حذرت من خروج سكان الكهوف ، والجبال ، وعودتهم إلى مصر .. وهو ما ينذر بإنهيار الدولة ، بعد أن وصل إلى أرض الوطن جماعات "طالبان" ، ليكونوا نذير شؤم يحل على مصر .. ولم يسمعنا أحد ، كانت الأصوات تتجه إلى التحرير ، ولم يشغل الجميع إلا سقوط مبارك ، ولم يدروا بما يخطط لمصر على الجانب الأخر ...
 
** فى 12 إبريل 2011 .. حذرنا من سعى الجماعات الإسلامية ، لنشر شرطة "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" .. ولم يفهم الجميع ذلك ، حتى صدموا بنفس الأفكار التى حذرنا منها ، وقد بدأت تنتشر على المواقع الإلكترونية منذ بضعة أيام ..
 
** حذرنا من محاولة السلفيين لجرجرة الوطن إلى حروب طائفية ، بالإعتداء على الأقباط والكنائس ، وإحداث حالة هياج وفوضى بالشارع المصرى ، وهو بداية أحداث العراق التى إندلعت بدموية .. عندما إنطلق الشيعة يقتلون السنة .. بعد أن رفعوا شعار "إقتل .. إحرق .. بالروح بالدم نفديك يا إمام" ... وعندما إنطلق الإثنين يحرقون كنائس المسيحيين ، ويطردونهم من بيوتهم .. أليس هذا ما يحدث الأن فى مصر .. وقد حدث فى "ملوى" بمحافظة المنيا .. و"العامرية" بالأسكندرية ..
 
** فى 29 إبريل 2011 .. إندلعت أحداث طائفية ، وهجوم الغوغاء على أحد منازل الأقباط فى منطقة الزاوية الحمراء .. بزعم إعتداء قبطى على طفلة مسلمة ، وحكم على أهل الأسرة دفع مبلغ 25 ألف جنيه تعويضا عن التشهير بإسم البنت .. وطردوهم من المنزل ، وأعلنوا عن بيع المنزل .. وللأسف إن من دبر لهذه القصة هو من قام بشراء المنزل ... وصمت الجميع ولم يتحرك أحد ، وتركوا هذه الأسرة تواجه مصيرها .. ولم تتدخل الكنيسة ، ولم نرى أى محاميين حقوقيين من أصحاب المؤتمرات الخارجية ، وأصحاب البيزنس والشو الإعلامى يقفون بجوار هذه الأسرة التى خربتها شائعات مغرضة أو للدفاع عنها .. وبلعت الأسرة الطعم ، ودفعت الثمن .. فقد إنشغل الجميع ، وإعتبروا أن ما حدث هو حادث فردى .. وقد تناسى الجميع هذه الواقعة ..
 
** خرج السلفيين من مسجد "الفتح" .. بعد تهديد الكنيسة لتسليمهم أختهم "كاميليا" .. وزحفوا حتى الكاتدرائية ، وقاموا بتوجيه السباب لقداسة البابا ، والبصق على صورته ، وتكسير الصليب ، والدوس عليه بالأحذية .. وذلك أمام الجميع ، وأمام الكاتدرائية .. ولم تقف الكنيسة ضد هؤلاء السفلة ، بل أغلقت أبوابها ، وصمت الجميع .. وأغلق كل الأباء الكهنة تليفوناتهم المحمولة ، ورفضوا الرد على أى متصل ..
 
** فى 10 مايو 2011 .. ومع تصاعد وتيرة الأحداث أرسلت نداء أخر إلى أقباط مصر فى العالم .. حذرت فيه بخطورة الوضع ، ودعوتهم لنضع أيدينا فى أيدى بعض ، ووجهت الرسالة إلى كل كنائس العالم أن يلتفوا حول كلمة واحدة ، وأن يصدروا بيانا بإسم كل الكنائس فى العالم للتنديد بتلك الأحداث ، وأولها أحداث كنيسة القديسين ، وصولا إلى هدم كنيسة صول ، ثم الإعتداء على كنائس إمبابة ، إلى هدم كنيسة المريناب .. وقلت بالنص "يا أحبائى .. هذا هو وقتكم .. لا تمكثوا فى منازلكم ، فمصر تحتاج إليكم .. مصر تحترق .. الأمر متروك لكم .. تكاتفوا لإنقاذ مصر .. فهذا سوف يحسب لكم فى التاريخ" .. ولكن رفض الجميع سماع تحذيراتنا .. وظل الجميع صامتون .. بل ظلوا يتراقصون ..
 
** فى 14 مايو 2011 .. عقد مؤتمر هزيل لبعض أقباط المهجر .. حضره رجل أعمال .. وبعد أن توسمت فيهم عمل الخير .. خرج المؤتمر بقرارات هزيلة ، وخدعت فيهم كما خدع فيهم الكثيرين .. ولم يكن المؤتمر سوى محاولة إستعراض عضلات ، والبحث عن القنوات الإعلامية للظهور الإعلامى ، والإعلان عن أرصدتهم فى بنوك أمريكا ، والإعلان عن أنفسهم .. بل قال معظمهم "أنهم لم يكونوا يجرؤن الحضور إلى مصر إلا بعد ثورة 25 يناير" ...
 
 
**وفى أثناء عقد هذا المؤتمر فى أحد الفنادق الفاخرة "سميراميس" .. كانت هناك على بعد أمتار قليلة ، وقفة إحتجاجية للأقباط فى ماسبيرو .. أطفال ، وشباب ، وشيوخ ، وسيدات ، وفتيات .. وقفوا على قلب رجل واحد يهتفون ضد الإرهاب ، ويطالبون بالقصاص ممن هدموا الكنائس ، وقتلوا الأقباط ..
 
** فى 12 مايو 2011 .. وفى سابقة أولى من نوعها .. خرج علينا اللواء "حسن الروينى" .. قائد المنطقة المركزية العسكرية ،.. فى أحد الإتصالات الهاتفية على قناة فضائية .. وقال "إن كل شعب مصر وكل المسلمين سلفيين" .. ومع تقديري ربما للمعنى الذى يقصده سيادة اللواء ، إلا أنه عاد ورفض إتهام الجماعات السلفية بالهجوم على كنائس إمبابة .. وبرر هذا الهجوم من مجموعة من البلطجية ..
 
** فى نفس الوقت خرجت علينا صحيفة "الأخبار" بعنوان رئيسى ، ليؤكد أن مرتكبى أحداث إمبابة هم فلول النظام السابق ؟!! .. وصمت الأقباط .. ولم نرى أى إحتجاجات من المنظمات الحقوقية ، أو الإعلام المصرى ، أو القنوات الفضائية الخاصة ، أو الإعلام المسيحى ...
 
** عندما إندلعت الأحداث المخزية فى محافظة قنا .. عقب تعيين محافظ "قبطى" .. وقاموا بعض السلفيين والجماعات الإسلامية ، برفع لافتات مسيئة للكنيسة والأقباط ، كما قاموا بقطع الطريق البرى ، وأتلفوا خطوط السكك الحديدية ، أكثر من 13 يوم .. خرج علينا شيخ الأزهر ، الدكتور "أحمد الطيب" ببيان صرح فيه أنه على أتم إستعداد لتقديم إستقالته فورا ، لو حكم سلفى واحد .. أو تمت ملاحقته أمنيا .. ومع ذلك صمت مرة أخرى الجميع ، وظلوا مغيبين ، وتمت الإستجابة لمطالب السلفيين ، وألغى تعيين محافظ "قبطى" ، بمحافظة قنا ..
 
** فى 19 مايو 2011 .. تعرض أقباط عين شمس لهجوم من الجماعات السلفية ، والبلطجية ، وصبية الشوارع ، للهجوم على مبنى كنيسة العذراء مريم بعين شمس الغربية ، بالأسلحة النارية ، وزجاجات المولوتوف ، والقذف بالحجارة ، وإستخدام الأسلحة البيضاء ، لمنعهم من الصلاة أو فتح الكنيسة .. وناشدنا قداسة البابا بإصدار قرار فورى بعد تصاعد كل هذه الأحداث بإغلاق جميع الكنائس فى مصر ، وأثيوبيا ، والحبشة ، وكل الكنائس فى العالم التى تخضع للكنيسة الأم .. لإرغام الدولة والمسئولين على إحترام الكنائس ، وعودة الهيبة لرجل الدين المسيحى ، والأقباط .. ومنع تكرار مثل هذه الحوادث الإجرامية .. ولكن للأسف لم يحدث شئ من هذا القبيل ، وكأننا نؤذن فى مالطة .. حتى أبسط الإيمان ، فلم يصدر أى بيانات تدين هذه الأحداث ، بل دفن الجميع رؤوسهم فى الرمال بإعتبارها أحداث فردية ، سيتم الوصول لحلول ترضي كافة الأطراف .. وكان صمت الكنيسة هو إعطاء الضوء الأخضر للإستمرار فى هذه الفوضى الممنهجة ..
 
** والأن .. مر على إنقلاب الإخوان على النظام السابق ، فى مصر .. قرابة عام وأكثر .. فماذا جنى الأقباط؟!!! ... لقد جنوا مزيدا من الإضطهادات ، وطردوا من منازلهم ، وتم الإستيلاء على أموالهم .. بل وقتلهم .. وتدبير القصص ضدهم .. وإستغلال الفيلم الهندى بعد أن يقوموا بإختطاف الفتيات .. يعودوا ويدعون أن الكنيسة أعادتهم وحبستهم ، ويتم الهجوم على الكنيسة وحرقها ، ويقوموا بالإعتداء على منازل الأقباط ، لسرقتهم ، وحرق هذه المنازل بإستخدام الصبية وأولاد الشوارع ، بعد أن يتم شحنهم عقب صلاة الجمعة ... وكل هذه ألاعيب جماعة الإخوان الذين سيطروا على مجلس الشعب ، وجماعة السلفيين ...
 
** إذن ، فماذا ينتظر الأقباط؟!! .. ولماذا تبكون على الذين طردوا من منازلهم ، وسرقت أموالهم ، وأحرقت منازلهم ؟!! .. ألم تكونوا أول المشاركين فيما وصل إليه الأقباط فى مصر ؟!! .. وما هو السيناريو القادم ؟!! .. وما هى القصة القادمة؟!! .. ومن هو الذى يأتى الدور عليه ؟!! .. وما إسم القرية أو المدينة القادمة ؟!! .. وعلى أى كنيسة سيقع الإختيار لهدمها وحرقها ، والإستيلاء على أماكن الأقباط بعد طردهم ونهبهم ؟!! .. هل مازلتم تتغنون بـ 25 يناير .. ألا تخجلون من أنفسكم .. هل الثورة تعنى وصول الإخوان إلى الحكم .. وإستيلاءهم على الدولة ، مع تراخى عجيب وغريب من الجيش المصرى ، وإستسلامه لهذه الفئة التى لم تحاكم على أى جرائم إرتكبوها فى حق المجتمع أكثر من 80 عاما ... هل تسمعون؟!! .. وياترى .. ما هى دوافعكم الأن ، وتبريراتكم للأحداث الجارية ؟!!!! ........

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع