الأقباط متحدون - إنتهاء أسطورة الإسلامي المعتدل
أخر تحديث ٠٩:٣٠ | الثلاثاء ٢٠ اغسطس ٢٠١٣ | ١٤ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

إنتهاء أسطورة الإسلامي المعتدل

بقلم : مؤمن سلام
تحالفت الولايات المتحدة مع الإسلام السياسي من أجل محاصرة الشيوعية وهدم الاتحاد السوفيتي. وبعد أن تم لها المراد في أفغانستان، وجدت أمامها مارد ضخم مسلح ومدرب على يد القوات الأمريكية وبعض القوات العربية والإسلامية. وبالفعل لم يتأخر الإسلام السياسي في الانقلاب على حلفاء الأمس أمريكا والدول العربية والإسلامية التي دعمته بالمال والسلاح، وبدأت موجة الإرهاب في التسعينات في مصر والسعودية واليمن والدول الأفريقية ضد المصالح الأمريكية، وكانت الذروة في 9 سبتمبر 2001.

وكان على أمريكا أن تتحرك للقضاء على الإرهاب الذي صنعته بأيديها. هنا تم طرح فكرة الإسلامي المعتدل والإسلامي المتطرف. الإسلامي المعتدل وفقا لهذه الرؤية، إسلامي لا يستخدم العنف، يقبل بالعمل السياسي، يؤمن بالديمقراطية وتداول السلطة، يحترم المرأة، يؤمن بالمواطنة، لا يعادى المصالح الأمريكية. فقامت الخطة على التحالف مع الإسلاميين المعتدلين للقضاء على الإسلاميين المتطرفين.

في هذا الوقت بدأت جماعة الإخوان المسلمين تسوق نفسها باعتبارها تمثل الإسلام الوسطي المعتدل، وتعلن نبذها للعنف بالرغم من أنها لم تتبرأ يوما من جرائمها الإرهابية منذ الأربعينات وحتى الستينات. كما أنها لم تدين في يوم من الأيام العمليات الإرهابية لتنظيم الجهاد أو الجماعة الإسلامية بل كانت تطلق على خالد الإسلامبولي لقب "الشهيد" ولم يحدث في يوم أن أدانت عمليات القاعدة، وكانت تعتبر أسامة بن لادن أحد الأبطال المجاهدين. كذلك أخذت تعلن إيمانها بالديمقراطية وبالحريات والمواطنة وقبولها بتداول السلطة، في عملية أقرب إلى تقديم أوراق اعتمادها للإدارة الأمريكية. والحقيقة يجب أن أشير هنا إلى أن العلاقات الإخوانية الأمريكية لم تبدأ كما يعتقد البعض بواسطة سعد الدين إبراهيم، فالعلاقات بين أمريكا والتنظيم الإخواني قديمة قدم التنظيم نفسه ومن أراد أن يبحث في هذه العلاقات أقول له ابحث عن سعيد رمضان زوج بنت حسن البنا وعميل المخابرات الأمريكية والبريطانية والسويسرية. أعتقد أن الاجتماعات التى تمت بوساطة سعد الدين إبراهيم، كان لوضع اللمسات الأخيرة وأخذ الضمانات للبدء في تنفيذ خطة استيلاء الإخوان على الحكم في الشرق الأوسط.
وقد صدق النظام السابق في مصر أكذوبة الإسلاميين المعتدلين وبدأ في إطلاق العنان لجماعة الإخوان على أمل القضاء على جماعات الإرهاب المسلح، وبعد القضاء على الموجه الإرهابية في التسعينات، وجد نظام مبارك الإخوان وقد توحشوا، وبدلا من أن يطلق الحرية للأحزاب والقوى المدنية لمواجهتهم فكريا وسياسيا، قرر إطلاق العنان لفصيل ثالث من فصائل الإسلام السياسي وهو السلفية. ولم يصدق كل ما كنا نصرخ به أنه لا يوجد إسلامي معتدل وأخر متطرف، فكلهم سواء، هدفهم واحد وطريقهم واحد حتى وان اختلفت الوسائل. فكان ما كان في 25 يناير، ووجدنا فصائل الإسلام السياسي تتقافز على كراسي السلطة وتسيطر على مصر أقدم دولة وأقدم أمة في التاريخ، استعدادا لإعادتها لعصور المماليك المظلمة.

ولأن مصر محروسة منذ أيام الفراعين العظام، فقد سلط الله على الإخوان غبائهم وجهلهم فانطلقوا بخطوات هستيرية لأخونة مصر ومحاولة السيطرة على كل مفاصل الدولة وقبلها كان تركيز كل السلطات في يد مندوبهم في قصر الرئاسة مرسي العياط، وسعيهم لإقصاء كل من ليس منهم. كان هذا الغباء والجهل هو المنقذ لمصر، فقد أفاق المصريين ليكتشفوا الخدعة الكبرى أن هؤلاء لا يمتون بصلة للدين أو للسياسية. فأفعالهم لا تمت لأي دين أو أخلاق بأي صلة، كما أن الخراب الاقتصادي الذي حل بالبلد كان خير دليل على أنهم لا يملكون أي مشروع سياسي أو اقتصادي. فكان أن خرجت الأمة المصرية في أكبر تجمع بشري في تاريخ الأمم لتأمر قواتها المسلحة بعزل العياط وعصابته عن الحكم، وتعيد الأمر لصاحبة الأمر وصاحبة السيادة ومصدر كل السلطات، الأمة المصرية.
وهنا تسقط الأقنعة ويثبت ما كنا نحاول إثباته للجميع، ظهرت الحقيقة ساطعة سطوع الشمس، إنهم جميعا إرهابيون. ليطلقوا على أنفسهم ما شاءوا من أسماء، إخوان مسلمين، جماعة إسلامية، جهاد، سلفية، سلفية جهاديه، وسط، مصر القوية، كلهم تجمعهم ثقافة الدم والنار، كلهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا تداول السلطة، كلهم يكرهون كل من هو غير مسلم وغير سني وغير وهابي، كلهم يحتقرون المرأة، كلهم لا يعترفون بالحرية، كلهم لا يؤمنون بالوطن.
أخيرا سقطت أسطورة الإسلامي المعتدل.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter