الأقباط متحدون - مغفلون أم متآمرون
أخر تحديث ٠٣:٢٩ | الاربعاء ٢١ اغسطس ٢٠١٣ | ١٥ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مغفلون أم متآمرون

 بقلم : مينا ملاك عازر

أظنك عزيزي القارئ، تتذكر ذلك المشهد الشهير، ومرسي ينظر لساعته أثناء المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع ميركل المستشارة الألمانية، كلنا يومها عبنا عليه فعلته، وقلنا أن هذا أمر لا يتفق مع صحيح البروتوكول، ولكن ها الأيام تثبت لنا أن مرسي كان على حق، فهناك ناس كده تهملهم تلاقيهم يجروا وراك بالمشوار، وأكثر من يؤيدونك. وهو ما يحدث الآن، فتلاقي ميركل أكثر الرافضين لما يحدث في مصر من ثورة على الإرهابيين الحكام السابقين للبلاد والجاسوس الذي اهملها، وقال- بنظرته للساعة- لكل العالم أن وجودها معه تقيل عليه، تخيلوا ميركل تتخذ كل هذه المواقف لدعم مرسي وأنصاره، وتوقف المساعدات لمصر، وتقوم الدنيا وما تقعدهاش عشان خاطر واحد أهانها.
 
طب تفتكر حضرتك ما فعله مرسي من فعل فاضح في الأمم المتحدة أثناء جلوسه بجوار رئيسة الأرجنتين، أكيد حضرتك فاكره، لكن تلاقي رئيسة الأرجنتين ناسياه، والان تدين ما يحدث له ولأنصاره، بصراحة الوضع بقى مسخرة ناس تتهان فتلاقيهم يجروا وراك، ويدافعوا عنك، زي بالظبط مرسي إللي أهانته قطر حين لم يستقبله أميرها، وروسيا حين لم يستقبله رئيسها، فتلاقيه هو كمان ماشي وراهم ومش قادر يرفع عينه فيهم، مرسي وميركل وغيرهم من رؤساء الدول اللذين أهانهم مرسي صنف واحد من الناس، حين تدي له على دماغه تلاقيه ماشي زي الفل معاك، صنف تحتار تعتبره مغفل أم متآمر؟! هل ينسون لمرسي ما فعله في حقهم؟ هل يتغافلون عما يفعله أنصاره بالكنائس وبالعُزل من الناس والشباب؟ هل لا يرون الحرائق التي تضرم هنا وهناك؟ أم أنهم يرون ولكنهم متآمرون معه ويساندون إرهابه وإرهاب أنصاره؟!!
 
صديقي القارئ، كوارث مرسي أيام كان بالحكم كثيرة، وأفعاله وأخطاءه البروتوكولية كانت كفيلة أن تزعزع ثقة العالم به، ويسقط من أنظار رؤساء العالم، وتجعلهم يشفقون على المصريين من رئيس مثل هذا، لكنهم الان تراهم يتمادون في دعمهم له، وكأنهم مغفلون أو متأمرون معه على خراب مصر وتدميرها، ويتغاضون عما فعله لا لشيء إلا لأنه ينفذ مصالحهم، لم يدعموه مالياً في وقت وجوده في الحكم، ويدعموه الان ليعود، يدافعون عن حملة السلاح من أنصاره حين يقتلون اشقائهم في الوطن، وينسون أن هناك ما يعرف بالدفاع الشرعي عن النفس وأن ما يقوم به الجيش والشرطة من مقاومة للمسلحيين السلميين لا يندرج إلا تحت وصف الدفاع الشرعي عن النفس والوطن.
 
أخيراً عزيزى القارئ، لم يتبقى لنا سوى القليل من الكلمات لأكتبه لك في هذا المقال الذي أحاول أن أعرف منك، هل أولائك الداعمون لمرسي مغفلون أم متآمرون؟ ولو كنت لم تصل للحقيقة للآن، فاسأل كل مصري يعيش في الخارج  لم ينظم مظاهرة احتجاجية أو لم ينزل في مظاهرة احتجاجية، ضد ممارسات البلد التي يعيش فيها ضد بلاده، وقل له انزل واحتج على  البلد التي تعيش الان فيها  لدعمها  للإرهاب الذي يحاربونه حال ما حل ببلادهم، انزل ذكرهم أن التخلص من الدمويين والإرهابيين والجواسيس يفتح مجال أفضل للتعامل باحترام، وقد يكون فيه أكثر منفعة لكم ولمصر، وإن لم تقبلوا فلكم منا تحية، وبرضه سنقاتل الإرهاب الذي يهاجمنا ويكبدنا خسائر بشرية، ولكنه يزيدنا إصرار على هزيمته، والقيام ببلادنا من عثرتها.
المختصر المفيد مصر أم الدنيا ولو كره الكارهين.

 

 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter