الأقباط متحدون - العالم ومصر
أخر تحديث ٠٢:٣١ | الاربعاء ٢١ اغسطس ٢٠١٣ | ١٥ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

العالم ومصر

بقلم :  حنا حنا المحامى 
هناك من السلبيات ما قد يعبر أحيانا عن الايجابيات بل أقوى أنواع الايجابيات.  وليس أدل على ذلك ما يدور الآن على الساحه الدوليه تجاه مصر.
 
من العجيب أن العالم ينظر ألى مصر نظرة ملؤها الحقد وعدم التقدير ومحاوله للتعبير عن عدم الاحترام.  سامح الله حكامنا الافاضل والذين سوف يذكر لهم التاريخ تلك المهانه التى تجاهد مصرنا الغاليه فى التخلص منها وفرض حقيقتها الشريفه والمشرفه على العالم أجمع.
 
عجبى .... لماذا يتحرك العالم ضد مصر ومع مرسى وأعوانه؟  ولماذا تبذل مصر كل هذا الجهد فى تبيان الحقائق للعالم الذى كنا ننظر إليه على أنه عالم حر؟  عالم يحب الحريه والديمقراطيه المبنيه على العدل والمساواه؟
 
لم أصدق نفسى وأنا أشهد قلق العالم الملقب بالحر على مرسى وأعوان مرسى وعصابة مرسى.  هل كان يرتدى العالم منظارا أسود يحجب عنه الحقيقه والواقع؟  أم أن العالم أصبح لا يرى إلا ما تراه أى دولة عظمى, أى أنه يرى بأعين تلك الدول العظمى ولم يعد العالم المدعو حرا يرى لان أعينه قد طمست وأصبحت الحقيقه والحق وهما لا يراه ولا يمكن أن يراه؟
 
كنت أتساءل عن ذلك القلق الذى أبداه العالم عن عزل مرسى.  لماذا؟  هل كانت أعين العالم بأسره مطموسه فلم ير التعصب المقيت ضد الاقباط مثلا؟  هل لم ير العالم أن الوزاره التى أنشأها مرسى لم يكن بها وزير واحد مسيحى؟  هل شاهد العالم الذى يلقب نفسه بالحر كيف أن العداله قد طمسب ولم تعد تتبلور إلا فى الشريعه الاسلاميه التى مضى عليها وعلى عصرها ألف وأربعمائة عام؟  هل طمست أعين العالم عن كيف أن الرئيس المأسوف عليه كان يحصل على الملايين لمصر ثم يحفظها لنفسه وأسرته وعشيرته بينما الشعب يتضور حوعا ولا يكاد يجد قوت يومه؟  هل طمست أعين الكره الارضيه عن التدهور الاقتصادى المريع الذى شهدته مصر فى عصر الاخوان؟  هل طمست أعين العالم كله عن حقيقة إجراميه وهى إطلاق سراح المجرمين من السجون ليعيثوا فى مصر فسادا وإفسادا؟  وأخيرا وليس بالطبع آخرا هل طمست أعين العالم عن كيف أن المسيحيين حرموا من أى مشاركه فى حكم بلادهم؟  هل شاهدوا كيف أن الديمقراطيه التى يتغنون بها ويعيشون فى كنفها أصبحت محرمه على مصر وحكم مصر وشعب مصر؟
 
إن كل هذه الحقائق وغيرها كانت ظاهره للعيان ولم تكن خفيه بأى حال من الاحوال ولا أعتقد إطلاقا أن أى شخص سياسى أو  غير سياسى كان يغفل عن تلك الحقائق والوقائع.
 
لقد كان من الطبيعى أن الشعب المصرى الذى أطلق شعاع الحريه على العالم أجمع ذلك الشعب الخالد خلود التاريخ على ضرورة التخلص من ذلك النظام لانه شعب حر أبى لا يرضى بالمهانه والاستغلال والابتزاز والاذلال والفرقه والتفرقه, فلم يلبث أن ثار ثورته التاريخيه الخالده ليهب فى وجه الظلم والظالمين.  فلم يلبث أن تحرك جيشه تلك الحركه العظيمه التاريخيه الخالده أيضا ليساند الشعب لانه جزء لا يتجزأ من الشعب كما أن أى جيش فى العالم جزء لا يتجزأ من شعبه.  وليست مصر استثناء من تلك الحقيقه.
 
كل هذه الحقائق كان يعرفها العالم سواء حر أو غير حر.  فمن آمن بها فهو حر فى فكره أيضا وعقله وكيانه.  ومن لم يؤمن بتلك الحقائق فلم يكن ذلك إلا بسبب الصوره القاتمه التى فرضها عليه الفكر الاستعمارى المقيت الذى أضفى صوره قاتمه على حرية الشعوب وإنسانية الشعوب.
 
مصر والشعب المصرى ليسوا مسئولين عن الوسيله التى يرى بها العالم الذى يلقب نفسه بالحر الصوره التى كانت ترتسم فى ذهنه شعبا وحكاما.  ولكن الحقيقه الاخرى أن الشعب المصرى كان يرزح تحت نير تأباه الانسانيه أية إنسانيه.
 
ولكن وا أسفاه !!!!! لقد طمست الضمائر أيضا وليس الاعين فقط.
 
إن أى ضمير حى كان عليه أن يهنئ الشعب المصرى على عظمة الايمان بوطنه وبوطنيته وبحقه فى الحياه حياة حره كريمه أبيه قوامها الحريه والمساواه.
 
ولكن .... وآه من كلمة لكن هذه.  ما بين غمضة عين وانتباهتها تتغير العيون فلم تعد ترى الحق إلا ظلما والحريه إلا تجبرا على الانسانيه, والكرامه لم تعد إلا كلمه لا يقصد بها سوى الاذلال والعبوديه.  كانت الحقائق تتحدث عن نفسها فكانت كل المعانى الانسانيه تتهاوى وتنهار أمام كل ذى أعين.  مع ذلك كانت أعين العالم كما يبدو مصابه بالرمد الصديدى والحبيبى.
 
كان نتيجة طبيعيه أن يثور الشعب ويهب بثورته الخالده العظيمه.  كنت أحسب أن العالم الذى يلقب نفسه بالعالم الحر يهب مع الشعب الاصيل ويهنئه على تلك العزيمه وتلك الصلابه وتلك الكرامه.   ولكن أى حريه وأى كرامه وأى فكر؟  إن العالم المدعو حرا كان قلقا على مرسى وأعوان مرسى وزبانية مرسى وعصابة.  أكبر الشخصيات العالميه انتقلت قلقه على مرسى وعلى زبانية مرسى وأعوان مرسى.  
 
يا للهول؟  ما هذه الانسانيه المعدومه؟  هل كانت شعوب الارض تستكثر على الشعب المصرى الحريه؟  وإذا كان الامر كذلك فهى تدعى أنها تحمى الديمقراطيه والحريه.  أين تلك الحمايه؟  إن الشعب المصرى وجيشه الاصيل لم يكونوا فى حاجة إلى حمايه ولكن لم يكونوا فى حاجة إلى هجوم وقلق على من أهدروا الانسانيه والعداله والمساواه وكأن العالم يحرّم على مصر الحريه والديمقراطيه.
 
نعم ... إن كل مصرى يعرف كيف انتقل من عصر مظلم إلى عصر تضئ فيه الحريه والمساواه والعداله.  أصبح يحس بالامن والامان.  ولكن للأسف الشديد البادى أن العالم كان يستكثر على مصر هذه الحريه وتلك العداله وأصبح يستكثر على المصريين الحريه والازدهار, أصبح يستكثر على المصريين أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم وكأن الحريه والديمقراطيه حق قاصر على تلك الشعوب فقط لا غير.
 
فى ظل تلك الحقائق السافره والمؤلمه أود أن أقول بأعلى صوتى قولة حق مدويه فى كل الارض:  إن الشعب المصرى شعب أصيل ولم يرض بالمهانه لحظة واحده بل هو شعب صبور وأبى ولم يقبل ولن يقبل المذله أيا كانت.  وإلى العالم الحر والغير حر أن يراجع التاريخ ليتأكد بأن مصر مقبرة الغزاه سواء كان الغزو من الخارج او من الداخل.
 
أيها العالم :  صرخة مدويه, لقد هبت مصر هبة رجل واحد وسوف تعيد عظمتها بشعبها وجيشها ولو كره الكارهون.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter