الأقباط متحدون - الرئيس أوباما والإسلام
أخر تحديث ١٦:٠٣ | السبت ٢٤ اغسطس ٢٠١٣ | ١٨ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الرئيس أوباما والإسلام

بقلم : أنطوني ولسن
 
المحامي نبيه الوحش والكنيسة
الرئيس أوباما والأسلام ، والمحامي نبيه الوحش والكنيسة ، خبران شدا إنتباهي لغرابتهما .
 
نبدأ أولا بما قاله الرئيس أوباما في جولته في الهند وأندونيسيا عن الأسلام :
 
أوباما في الهند :
الأسلام دين عظيم .. لكن المتطرفين شوَهوه 
وأكد أوباما أن الأسلام دين عظيم ويرمز إلى السلام والعدالة والإنصاف والتسامح .وأضاف : 
نحن ندرك هذا الدين العظيم ، لكنه عندما يقع في أيدي قلة من المتطرفين يأتي مشوَها . وهذا التشويه يمثل تحديا كبيرا في الهند ومختلف أنحاء العالم .مشيرا إلى :
أن الجهاد يحمل الكثير من المعاني ، حيث يخضع لكثير من التفسيرات من أكثر من مليار شخص مسلم في العالم .
وقد أكد الرئيس أوباما في جولته في جنوب شرقي أسيا أن العالم ليس في حرب مع الأسلام .
 
وفي إندونيسيا يعيد تأكيده على أن أميركا ليست في حرب مع الأسلام .
 
جميل جدا أن ينتهز رئيس أكبر دولة في العالم جولته في جنوب شرق أسيا ويتحدث عن الأسلام بهذه الصورة والتي فاقت أحاديث المشايخ ورجال الدين في إبراز عظمة الأسلام ويلقي باللوم على قلة من المتطرفين الذين يشوهون الأسلام .
 
ووجه الغرابة أن حديثه جاء في وقت تم فيه ذبح وقتل ونسف حوالي 150 عراقيا  أثناء صلاتهم في كنيسة سيدة النجاة على أيدي مما وصفهم بالقلة من المتطرفين الذين بعثوا برسالة إلى الكنيسة الأرثوذكسية القبطية في مصر بأنهم سيفعلون بالمثل مع الكنيسة إن لم تفرج الكنيسة عن المسلمات الأسيرات في الأديرة والكنائس المصرية . 
 
 وتزدادالغرابة أن العالم لا في أثناء جو لته ولا من إدارته لم يسمع عن إدانته لما حدث وأن الحكومة الأمريكية قد ألقت القبض بالفعل على المتطرفين المعتدين الذين كانوا يفعلون فعلتهم الشنعاء ويذبحون النساء والأطفال والشيوخ  وهم يصرخون مهللين مكبرين "  ألله أكبر ... ألله أكبر " وكأنهم قد إنتصروا على جيش عدو مسلح بأحدث فيلق الأسلحة وتم تدميره والقضاء عليه ، بل لم نسمع أو نقرأ عن تدخله لوقف التهجير القصري  لألاف العراقين المسيحيين ولا إستنكاره لإغتيال الشباب المسيحي المصري في ليلة عيد الميلاد بنجع حمادي بصعيد مصر، والأكثر غرابة أنه تم قتل أخرين من المسيحيين العراقين بعد مذبحة كنيسة النجاة دون كلمة واحدة تخرج من فمه يدين فيها هذا الفعل الشنيع والإجرامي.
 
سيادة الرئيس باراك حسين أوباما يوم توليك سدة الحكم لأكبر وأعظم دولة في العالم الحديث لك أن تتصور مدى فرحتي أنا الأنسان العادي البسيط لأن فوزك قد غير الكثير من المعاير والمقايس التي تنبني عليها شروط تولي " أسود " سدة الحكم في أميركا ، وليس من المهم أن تكون تلك المعاير والمقايس ينص عليها الدستور . لكن المهم أنها معترف بها كعرف بالمجتمع الأميركي .
 
توليكم الحكم أعطانا الأمل كأقلية مسيحية تعيش في دول إسلامية لا تسمح بتولي مسيحي سدة الحكم . ولم يحدث منذ ظهور الأسلام كدين ودولة أن تولى الحكم مسيحي وطبيعي يهودي بل لا أكون مغاليا وأقول ولا أسود .لذا كان توليكم سدة الحكم بادرة أمل لنا ، وقد كتبت مقالا في ذلك الوقت بعنوان " أوباما الأمل " ونشر في العدد السنوي لجريدة " المستقبل " في سيدني . وكتبت أيضا مقالا بعنوان " حملك ثقيل يا ولدي " موضحا فيه الصعاب التي ستواجهكم أثناء فترة توليكم الحكم لإصلاح ما يجب إصلاحه لصالح الكادحين من أبناء الشعب الأميركي .
 
سيادة الرئيس أوباما خطابك الذي ألقيته في جامعة القاهرة عند زيارتكم الميمونة لمصر أصارحكم القول قد أثار فضولي وخاصة أنكم قبل ذهابكم إلى مصر عرجتم على المملكة العربية السعودية وإلتقيتم بالعاهل السعودي وذلك اللقاء الذي أثار حفيظة الكثيرين على مستوى العالم لذلك التبجيل والإنحناءة لجلالته .
ومع ذلك بالنسبة لي شخصيا نظرت إلى كل ذلك بنظرة المتفاءل مقنعا نفسي أنكم تفعلون ذلك لصالح وطنكم أميركا الذي يعاني من مشاكل إقتصادية تضر بالمجتمع والوطن وخاصة أن أموال بترول العرب هي عصب الحياة بالنسبة لأميركا والعالم ولتذهب أميركا ومسيحي الشرق إلى ....
 
الذي لا أفهمه هذا الصمت وعدم التدخل لإيقاف المذابح والتصفيات العرقية لمسيحي الشرق من الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما وإدارته الذي لا يتفق مع ما هو معروف عن أميركا ورؤساء أميركا السابقين الذي تدخل أحدهم لإيقاف المجاذر والتصفية العرقية لمسلمي البوسنة والهرسك في ذلك الوقت .
 
المحامي نبيه الوحش والكنيسة :
 
 أقام المحامي نبيه الوحش دعوة قضائية ضد  الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء ،  يطالب فيها بتطبيق المادة 40 من الدستور المصري والتي تنص على المساواة بين جميع المواطنين دون النظر إلى الجنس أو اللون أو الدين أو المذهب أو العقيدة لذا يجب أن تخضع أموال الأديرة والكنائس للجهاز المركزي للمحاسبات أسوة بوزارة الأوقاف والمساجد .و يجب على الكنيسة أن تقوم بتقديم حساباتها المالية إلى الجهات الحكومية المختصة .
 
كذلك يطالب المحامي نبيه الوحش وزير الداخلية حبيب العادلي بضرورة إخضاع الكنائس والأديرة لعمليات التفتيش من قبل وزارة الداخلية في أي وقت أسوة بالمساجد والزوايا.
 
بالله عليكم آلا يثير مثل هذا الخبر إستغرابكم لما فيه من إفتراء وبعد عن الحقيقة !! .
 
كنت أتمنى أن يقيم الأستاذ نبيه الوحش المحامي دعوى يطالب فيها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيسا مجلسي الشعب والشورى بتفعيل المادة 40 من الدستور التي أستشهد بها كدليل على المساواة بين المواطنين دون النظر إلى الجنس أو اللون أو الدين أو المذهب أو العقيدة ومساوات الأقباط والبهائيين والنوبيين وبدو سيناء بالمسلمين إخوتهم في الوطن كما تنص المادة المذكورة أعلاه .
 
لكننا وجدناه لا يهتم حقيقة بهم ويطالب الحكومة بالمزيد من الضغوط عليهم ليفعلوا هذا وهم صاغرون .
 
أين حقوق الأقليات في مصر .. هل يستطيع المسيحيون بناء كنائسهم حسب إحتياجاتهم كما يفعل المسلمون من بناء مساجد وزوايا ليس فقط  حسب إحتياجاتهم بل ما يزيد بحيث أنك تجد المسجد لا يبعد عن الأخر في نفس الحي وقد يكون الشارع نفسه غير الزوايا التي أصبحت في كل مبنى ليحصل صاحبه على تخفيضات في مواد البناء؟؟!!.
 
هل يحق للمسيحين وغيرهم من الأقليات في مصر الصلاة في الطريق العام كما يفعل المسلمون إخوتهم في الوطن ؟
لنترك الصلاة في الطريق العام والتي حق مكتسب للمسلمين في جميع أنحاء العالم الأسلامي وغير الأسلامي ونسأل لماذا تهاجمون المسيحيون وغيرهم من الأقليات إذا إجتمعوا في بيت أحدهم للصلاة ؟
 
وأين حقوق المسيحيين والأقليات في تقلد المناصب العليا في الحكومة وهي ضمن ما تنص عليه المادة 40 التي أستشهد بها سيادته ؟
 
القائمة طويلة ويعرفها القاصي والداني كما تعرفها أنت بدون شك ولكنك لا تبحث عن الحق الضائع بل أنك تؤجج نيران الحقد والتفرقة والتي أصبحت وظيفة كل من لا وظيفة له وكل من يدفع له ليقوم بمهام زيادة الفجوة التي ستبتلع الجميع إذا ما إستمر الحال هكذا يسير من سيء إلى أسوأ .
 
أستاذ نبيه الوحش المحامي دعني أسألك عن من يدفع ما يصرف على جامعة الأزهر بجميع فروعها في أنحاء الجمهورية وأحدد الجزء العلماني من الجامعة متغاضيا عن الجزء الديني الذي كنت أتمنى أن يصرف عليه أكثر لأعادة هيبة الأزهر وعدم ظهور شيوخ الفضائيات ومن يدفع أكثر ؟
 
أقول لسيادتك من يدفع .. خزينة الدولة والتي هي أموال دافعي الضرائب من كل المصريين وخاصة المسيحيون الذين لا يهربون أموالهم في الخارج واسأل سيادتك كبار رجال الأعمال ليخبروك مع العلم أنه لا يوجد طالب مسيحي واحد في أي فرع من فروعها يدرس بالجامعة .
 
لا أعرف أين يذهب مسيحيو الشرق من تجاهل رئيس أكبر دولة ترعى الحريات وتدافع عن الأقليات وأعنى به الرئيس باراك حسين أوباما رئيس الولايات الأمريكية المتحدة الذي أدار ظهره للأقليات والتفت إلى الأغلبية العددية ولم يعمل على القضاء على الفئة القليلة " كما قال " من المتطرفين!! .لاشك في أن سيادته يعرف ماذا تفعل تفاحة واحدة معطوبة داخل صندوق تفاح إن لم يلقى بها خارج الصندوق !!.
 
أما بالنسبة للأستاذ نبيه الوحش فأدعو له بإعادة النظر فيما يفكر فيه تجاه شركاء معه في الوطن لهم ما له وعليهم ما عليه ويطالب بالحقوق الضائعة لكل الأقليات في مصر .
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter