بقلم: نبيل المقدس
حاولت أن أضع كلمة السيسي بين كلمات لكي أضع عنوانا لمقالي هذا .. وبدأت أقوم بعمليات تباديل وتوافيق في إختيار هذه الكلمات التي تناسب أو علي الأقل تعطي فكرة للمقال الذي أريد أن أكتب فيه مثل أي مقال كتبته من قبل . لكن المشكلة التي قابلتني إنني لم أجد هذه الكلمات التي أبني عليها عنوانا لهذا المقال .. فلم أجد حلا إلا أن أضع كلمة السيسي منفردة ... فهذه الكلمة او الإسم بذاته يشمل جميع المعاني والتعبيرات التي كنا نحلم بها ..
فقد خشيت أن أضعهُ بين كلمات معينة ربما تبدو بجانب حروف إسم السيسي ركيكة ضعيفة , مهما وصلت من بلاغة التعبير وحلاوة معانيها .. هذا بالنسبة لى علي الأقل , وربما العكس عند أفراد آخرين .. لكن أعتقد ما قامت به حركة تمرد في "إحيـــــــاء روح الهوية المصرية" التي بدأت تتوه في خلال السنة الماضية و التي تُعتبر من أسوأ السنوات في تاريخ مصر هي الوحيدة أنسب كلمات أرفقها بإسم السيسي .. فالسيسى كعنصر أول مدافع لطلبات الشعب وإحياء الهوية التي فقدناها وإستردتها لنا مرة أخري حركة تمــرد والتي تمثل نبض الشعب كعنصر ثان , لا يمكن الفصل بينهما . لذلك ربما يكون انسب عنوان لهذا المقال هو:
"السيسي والشعب المتمــــــــــــــــــــرد" . واقصد هنا بالسيسي هم قواتنا المسلحة وقواتنا الأمنية .
رسيتُ علي هذا العنوان وتركته ... فقد حان خروجي من بيتي إلي محل عملي في ميعاد إفطار إخوتي المسلمين , وإذ يقع لي حادث مروع في الطريق .. ذهبت علي اثره إلي المستشفي لعمل عملية , وهذا ما جعلني لا أستطيع أن اكمل مقالي ... لكن نتيجة عواقب العملية من آلام , وفي نفس الوقت سريان الأحداث بسرعة , جعلتني لا استطيع مجاراتها والإلمام بها إلا فقط من كلمات متقطعة مِنْ مَنْ كان حولي اثناء رقادي في المستشفي ...
وعندما وصلت إلي بيتي منذ 15 عشر يوما تقريبا ... إنفردتُ بنفسي ومن علي مكتبي بدأت اتتبع الأحداث من النت من بداية يوم توقفي , أي بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي بيوم واحد .. إزددت إضطرابا في تجميع وتسلسل الأحداث .. وحاولت أن اكتب عنها لكنني وجدتها سوف تكون بالنسبة لكم مقالات قديمة لا تتماشي مع احداث اليوم .. لذلك إخترت بعض النقاط هم في نظري أهم عناصر ومكونات هذه الثورة غصب عن أنف الحاقدين بأنها ثــــــــــــــــورة حقيقية شعبية .
النقطة الأولي أن ثورة 30 – 6 ردت لنا كمصريين هويتنا الأصلية التي كادت تتواري وراء هوية أخري غريبة علينا .. لم نتعود عليها ..
فقد كنا علي وشك الهبوط في جنسية مختلفة تماما عن جنسيتنا .. فالهوية هي الإعلاء من شأن الفرد ... وهي السمات التي تميزنا عن غيرنا من ثقافة وعادات ولغة ولهجة وحضارة وتاريخ ومقدرتنا علي إحتواء الإختلافات في العقيدة منذ ايام حكم الفراعنة ...
كما أن الهوية جزء لا يتجزأ من منشأ الفرد ومكان ولادته .. أي أن هويتنا ترتبط بالوطن والأرض .. نعمل من أجل تقدمه .. ونحميه من أي مغير يطمع فيها .. كما أن هويتنا تلزمنا علي عدم تقسيم الوطن .. بل نموت من أجل استرداد حبة او جزء منها تم انتزاعها منا ... ولا نقبل بتاتا أن يصبح وطننا عبارة عن إمارات صغيرة مفتوحة علي إمارات أخري تختلف معنا في الهوية . لكن حكمة الرب جعل الشعب المصري يدرك هذه اللعبة القذرة فكانت ثورة 30 - 6 هي الحل الوحيد لإسترداد هويتنا التي فقدناها لمدة سنة كاملة .
النقطة الثانية هو إسترداد إستقلالنا .. فلا شك أننا فقدنا إستقلالنا منذ حكم الـ 15 سنة الأخيرة من حكم الرئيس ما قبل السابق حسني مبارك , لكن لم يتورع او يتجرأ في ان يجعل مصر العوبة بين ايادي دول كبري ولم يفرط في حبة رمل من رمال سيناء من أجل خاطر عيون اسرائيل .. كان عيبه في سنواته الأخيرة الإهتمام بالتوريث , وواري قليلا الباب لدخول هذه الجماعات الإرهابية أن تتمكن إلي حد ما في مسار سياسات كرتونية للدولة لكي يكسب رضاهم , بالإضاافة إلي تسليم الدولة إلي شلة عصابة فاسدة أهدرت موارد البلاد لمصالحهم , فأصبحنا نحن المصريين تحت رحمة هؤلاء ..
لكن ما فعله الرئيس السابق مرسي في ظل حكم هذه الجماعة ما إلا حكم ارهابي خالص .. فبدأ بألإعلان الدستوري وإمتلاك جميع السلطات له ... ثم أخونة مفاصل الدولة بالكامل حتي اصبحنا شعبا بلا ارادة .. فقد وصل به الحال أن يسلم ارض سيناء إلي جماعات ارهابية أخري , اخذت تقوي مواقعها واسلحتها في أرض سيناء تحت بصره وعلمه لكي يتخذهم ميليشيات له ولجماعته لحمايتهم في حالة شعورهم بالخطر ... بالإضافة تسول نفسه في بيع شريط من الأرض علي حدودنا الشمالية بسيناء بمبالغ زهيدة لكي يستوطن فيها اهل غزة ويعطي الآمان لدولة اسرائيل بالإتفاق إلي رأس الحية اوباما ...وفعلا شعر الشعب المصري وإتحمل الجيش والأمن اخطاء هذه الجماعة في صد هؤلاء الإرهابيين وكانت ثورة 30 – 6 .
النقطة الثالثة هو إظهــــــار نوعية معدن المصريين مسلميها ومسيحييها ... ومدي تماسكهما وحبهما لمصر .. وهذا اتضح بعد فض بؤرتي رابعة والنهضة ... ثارت الحركة الإرهابية , وأخذت تبحث عن عمل إنتقامي تشفي فيه غليلها وانهزاميتها امام شعب احب بلده .. فلم تجد إلا الأعمال القذرة والتي تمت تجربتها من قبل بدل المرة مرات وفشلت .. وتوجهت بوحشية الحيوانات الضالة المفترسة تفترس كنائس اقباط مصر , وتطرد الكثير من سكان اقباطها خارج منازلهم ومحلات اكل عيشهم ... ولا ننكر وقوف ومساندة الكثير من الإخوة المسلمين بجانب الأقباط ... نعم واقولها في منتهي الصراحة أن اقباط مصر هم الذين تحملوا الجزء الأكبر من صد الإنتقام .. لكن في سبيل مصر قدمنا كنائسنـــــــــا قربـــــــــــــــانا من أجل سلامتها ... وإتحرم الكثيرون من الأقباط المصريين بإتمام احتفلات عيد السيدة العذراء في كنائسهم ولأول مرة في تاريخ مصر الكنسي منذ 1450 سنة .. لذلك سوف يسجل التاريخ هذا العار الذي ارتكبه الجماعة . فلنا الفخر اننا كأقباط ان نكون أحد عناصر انتصار مصر علي خفافيش الظلام .
اما النقطة والتي اعتز بها هي ما قام به الجيش مع قوات الأمن في تحجيم هذه الميليشيات والتي اتضحت انهم ما إلا عساكر درج لا تتساوي مع شجاعة جنودنا الأعزاء بالرغم من وجود اسلحة مع هذه الميليشيات حديثة واضخم واكثر فتكا .
كما لا ننسي أن ثورة 30 – 6 كانت السبب في الإصرار علي إلغاء جميع الأحزاب ذات الخلفية الدينية ... لكي لا نفقد سنوات أخري من حياة مصر في صراعات وفتاوي بعيدة كل البعد عن الإسلام السمح الوسطي الذي نعرفه .
أخيــــــــــــــــــــرا أحب ان لا أنسي بعض النتائج العظيمة لهذه الثورة الشعبية .. صحيح هي نتائج جانبية لكنها هامة بالنسبة لتاريخهم السياسي .. منها هذه الصفعات التي إنهالت علي رئيس اكبر دولة في العالم " أوبـــاما "... والأخذ بالقفا علي رقبة اردوخان العضو البارز في حركة الإخوان الدولية بواسطة الأيادي المصرية لأننا اوقفنا مشروعه الدولي الإخواني ... واخيـــرا استطاعت هذه الثورة العظيمة ان تجعل حاكم قطــــــــر بفضائياته يرقصون رقصة " أدي رقصة المجنونة يابا .. يابا ... "!
نقدم الشكر إلي كل دولة وقفت وتقف معنا وعلي رأسهم خادم الحرمين وجميع باقي الدول العربية ... وملعون أي دولة تقف ضدنا وتساند الإرهـــــــــــــــــاب . ................!!!