بقلم: يوسف سيدهم
عندما ثارث مصر علي حكم الإخوان ودخلت بعد ذلك في مواجهة شرسة معهم لتخليص الوطن منهم بعد أن هددوا بتنفيذ استراتيجية الأرض المحروقة,كان معظم المصريين واثقون من أنهم إزاء معركة وطنية شريفة يتصدون فيها لإرهاب لعين دموي آل علي نفسه أن يفتك بمصر وشعبها عقابا له وانتقاما منه علي رفض الإخوان المسلمين.
عندما ثارث مصر علي حكم الإخوان ودخلت بعد ذلك في مواجهة شرسة معهم لتخليص الوطن منهم بعد أن هددوا بتنفيذ استراتيجية الأرض المحروقة,كان معظم المصريين واثقون من أنهم إزاء معركة وطنية شريفة يتصدون فيها لإرهاب لعين دموي آل علي نفسه أن يفتك بمصر وشعبها عقابا له وانتقاما منه علي رفض الإخوان المسلمين ولفظهم...كان هدف المصريين واضحا وكانوا يعتقدون أنه واضح أمام العالم كله وأنهم بجانب هدفهم الوطني يتسلحون بالحق وبكل المعايير التي يعترف بها العالم لتعريف العنف والإرهاب والترويع والتدمير.
لكن ما تكشف أمام المصريين في مواجهتهم مع الإخوان أن الأمور في حقل السياسية ليست دائما تتبع البديهيات الراسخة بل تتبع المصالح الخاصة والاستراتيجيات المتباينة وازدواج المعايير في التقييم...هكذا وجد المصريون أنفسهم في معركة من شقين:الشق المحلي مع الإخوان ومعسكر الإسلام السياسي,والشق العالمي مع قوي عظمي فاجأتهم بإصرارها علي رؤية نضالهم ضد الإرهاب بمنظور مصالحها الذي يتعامي عن الحقائق الدامغة التي تحدث علي الأرض ويندفع ليطلق التصريحات ويصيغ البيانات التي تزيف الواقع وترسم صورة مغلوطة تروج لشعب مقهور واقع ضحية قوات مسلحة غاشمة استولت علي السلطة الشرعية المنتخبة انتخابا ديمقراطيا وأزاحت رئيسا مدنيا وأخذت تبطش بأنصاره المسلمين العزل وتقهرهم بشتي ألوان القوة المسلحة المفرطة!!!
هكذا وجد المصريون الشرفاء الذين خرجوا لإنقاذ بلدهم من براثن كابوس الإسلام السياسي أنهم أمام عالم يغمض عينيه عن الحقيقة بشكل يرقي إلي مرتبة المؤامرة وأن عليهم أن يتعاملوا مع ذلك بضبط النفس وكبح جماح الغضب والغيظ والإسراع بتصحيح الصورة المغلوطة مع سبق الإصرار.
والترصد(!!)...فهم يعرفون جيدا أن كل ماجري ويجري علي أرض مصر يتم نقله لحظة بلحظة بالصوت والصورة حيا إلي شتي أرجاء العالم....كما يعرفون تماما أن مصر تعج بجميع وسائل الإعلام العالمية وممثليها ومراسليها سواء المقيمين أو القادمين الزائرين,لكن رغم ذلك يتابعون ما تبثه هذه الوسائل الإعلامية عبر شاشاتها وتقاريرها فيبهتون,إذ يجدون تشويها غريبا للأحداث وانتقاء متعمدا لما يتم تسليط الأضواء عليه منها, وكأنهم يلعبون أدوارا مرسومة سلفا لخدمة مؤامرة مدبرة علي مصر تهدف للعبث بمقدرات شعبها وإيغار صدور شعوب العالم ضدها...ولا شك في ذلك لأن المصريين يعرفون تماما أن العالم ووسائل إعلامه وسفاراته في مصر ودبلوماسييه هم أيضا كلهم يعرفون تماما حقيقة ماجري ومايجري!!!
ذلك الموقف الشائك المتأزم وضع مصر في مواجهة ليست مع الإرهاب فقط وإنما مع العالم أيضا....صحيح أن هناك من الدول القريبة والصديقة-وخاصة الدول العربية التي اكتوت بنار الإسلام السياسي-رأت الصورة علي حقيقتها وانتفضت لتأييد وإنصاف المصريين,لكن بقيت دول العالم الغربي بزعامة الولايات المتحدة والمجموعة الأوروبية تعاند وترفض رؤية كل مظاهر وأشكال المقاومة الدموية الإرهابية للإخوان وأنصارهم وتصر علي تسميتهم بالمتظاهرين السلميين الذين يتعرضون لبطش القوة المفرطة من جانب الأمن لفض اعتصامهم الهادئ الحضاري!!!
إن مصر الآن تخوض معركة مصير-وكما حمل مانشيتوطني العدد الماضي عنوان:مصر للإرهاب وللعالم:أكون أو لا أكون....هكذا تدار تلك المعركة بحكمة وقوة وعزة نفس وكرامة ترسل مصر من خلالها رسالة صارمة إلي العالم أنها دولة راسخة قوية ذات سيادة وأن شعبها خرج ليصنع حلقة جديدة عظيمة في تاريخه وهو يعيد تشكيل دعائم بلاده علي أسس الحق والحرية والقانون.
شعر المصريون بقدر كبير من الارتياح والفخر وهم يتابعون الأسبوع الماضي المؤتمر الصحفي العالمي الذي نظمته رئاسة الدولة وتحدث فيه بكل شموخ واقتدار الدكتور مصطفي حجازي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية حيث أوضح تماما أن رسائل الإدانة العالمية التي تنهال كل يوم علي السلطة المصرية لن تثنيها عن المضي في حربها للقضاء علي التطرف والإرهاب-في إطار من الإجراءات الأمنية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان-كما أكد علي أن مصر ليست دولة ضعيفة أو رخوة بل دولة ذات سيادة تمتلك استقلال قرارها ولا تخضع للضغوط أو للابتزاز وينبع قرارها من إرادة ومصلحة شعبها ومقتضيات أمنها القومي.
لعل تلك الرسالة تكون قد وصلت إلي قوي الضغط العالمية التي تتعامي عن إرهاب الإخوان والسيناريو البغيض لمحاولاتهم حرق مصر قبل تركها,وتتشدق بالعبارات الزخرفية الجوفاء بالتباكي علي حقوق الإنسان وسلمية المظاهرات وحتمية المصالحة(!!!) بشكل يستفز المصريين ولايحمل أي منطق مقبول سوي منطق فقدان تلك القوي لأعصابها بعد خسارتها ما راهنت عليه مع الإخوان من خطة شيطانية لتفتيت هذا الوطن والعبث بمقدراته ووحده شعبه.
ماتزال معركة مصر مع الإرهاب لم تحسم بعد...وتنضم إليها معركة مصر مع القوي العالمية التي تريد فرض الوصاية عليها...لكن بفضل وحدة المصريين وتماسكهم حتما سوف تنتصر مصر وتسود إرادة شعبها.