الأقباط متحدون - ثم ماذا يا خونة ؟! (1)
أخر تحديث ٢١:١٥ | الأحد ٢٥ اغسطس ٢٠١٣ | ١٩ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٢٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ثم ماذا يا خونة ؟! (1)

مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
فجأة كان خروج أوراق محاضر الاجتماعات الإخوانية في الخارج لمواجهة تبعات ثورة 30 يونية ، والسقوط المدوي للنظام الإخواني وإلقاء القبض على معظم قيادات الجماعة الكبار والصف الثاني والثالث بالمحافظات .. وأقول سواء كان خروج تلك المحاضر بشكل مباغت ودون علم الإخوان ومن شاركهم الاجتماع ، أو تم تسريبه بقصد خداعي ، ففحوى مضمون تلك المحاضر لابد من وضعه محل الدراسة والتأمل السريع والتحليل المنطقي من قبل جهات الأمن القومي والحكومة ومتخذ القرار السيادي ، بالإضافة لمراكز البحث والتحليل السياسي ..
 
يعقد التنظيم العالمى للإخوان المسلمين ( وفق ما جاء في الصحف ) سلسلة اجتماعات سرية مع حلفائه فى مدينة اسطنبول بتركيا، لوضع خطة التعامل مع الأوضاع فى مصر، بعد نجاح الثورة الشعبية فى إسقاط «محمد مرسى» و«الجماعة». وأكد مصدر سياسى بارز فى تركيا أن الاجتماعات السرية بدأت يوم «الأحد» 7 يوليو الحالى، حيث توافد على أحد الفنادق الكبرى القريبة من مطار أتاتورك باسطنبول عشرات الأشخاص من قيادات التنظيم الدولى للإخوان وعدد من قيادات التنظيم والجماعات الإسلامية العالمية، مشيراً إلى أن الاجتماعات يشارك فيها: ممثلون عن مكتب الإرشاد العالمى ويطلق عليه اسم رمزى «الإدارة العالمية». وممثلو الجهاز السياسى العالمى الذى يطلق عليه اسم رمزى هو «المنظور». وممثلو جهاز التخطيط الذى يعمل تحت غطاء «المركز الدولى للدراسات والتدريب» ومقره الرئيسى لبنان. وممثلون عن جميع أفرع التنظيم فى الدول العربية وأوروبا بالإضافة لممثلين عن التنظيم فى مصر و«حماس»، وذلك لتدارس التوجهات العامة.
 
هكذا ، وبإيقاع متسارع يعظم الإخوان من نشاطهم في أكثر من اتجاه نحو أتباعهم ومن لف لفهم داخل البلاد لبث رسائل للتطمين والتحفيز والدعوة من جديد للعمل الميداني والمزيد من الترابط وأن الجماعة قائمة في كل الدنيا وقادرة على إحياء مركزها السياسي في مصر .. وفي اتجاه أخر بث رسائل إلى النظام المصري لتشتيت الجهود وتأجيج مشهد الارتباك السياسي ، بالإضافة لأن من شأن بث تلك الاجتماعات لمثل تلك الرسائل قد يشكل وسيلة ضغط على النظام عند تصديق الشارع المصري لإنذاراتها فيحاصرون الحكومة ومتخذ القرار للتفاعل والرد ...، أما الرسائل الأخطر فهي للرأي العام المصري ليتشكك في قدرات النظام والجيش والشرطة في امتلاك زمام المبادرة وفرض السيطرة على عموم المشهد السياسي والاقتصادي والإعلامي المصري ..
 
وتعالى معي عزيزي القارئ ( بداية ) لتأمل المخاطر التي كشف محضر الاجتماع عنها التي يرون أنها باتت تمثل المخاطر الأولى بالتصدي لها من جانبهم : أولا ..تضخم مشاعر الاضطهاد والظلم لدى قادة الجماعة وقواعدها، وإعادة إنتاج ظاهرة العودة إلى العمل السرى والعنف من خلال محاولات فردية لبعض أفراد الجماعة للانتقام، وهذا يضعنا أمام إشكالية معقدة، وهى مدى القدرة على السيطرة على ردود أفعال التيار المؤيد والمتمسك بشرعية الدكتور مرسى، خاصة على المستوى الأمنى ومدى عدم تقبّل نسبة كبيرة من شباب الإخوان بهذه النهاية أو انجرارهم إلى الفكر المتطرف، وربما العمل المسلح، خاصة أن الجماعة ليست وحدها فى الميدان ، بل معها جماعات وتوجهات إسلامية سلفية، وسيؤدى ذلك إلى ردات فعل متوقعة. .. ثانياً : اندماج بعض أنصار الجماعة مع المجتمع بالتيارات السلفية مما يؤثر سلباً فى المستقبل على جماهير الجماعة... ثالثاً : الإقصاء الذاتى ليس بالابتعاد عن السياسة فقط بل عن النشاط
 
المجتمعى كله وهذا أخطر ما يمكن أن يواجه الجماعة فى المرحلة القريبة المقبلة، مما يغذى الاتجاهات الإسلامية المتشددة... رابعاً: حدوث تفاعلات تنظيمية حادة داخل الجماعة، ربما تصل إلى انشقاقات وتصدعات وانتقال مجموعات فيها من الحالة الأربكانية إلى الحالة الأردوغانية، بأن يخرج بعض شباب الجماعة الأكثر انفتاحاً على التيارات السياسية الأخرى على قيادة الجماعة، ويرى أنها تسببت فى صدام مع الجيش والقوى السياسية الأخرى، وأن يقوم هذا الشباب بمراجعة صارمة للمرحلة السابقة من وجهة نظره ويعيد هيكلة علاقته بالأوساط السياسية وربما الانشقاق والخروج عن الجماعة والتحالف مع التيارات الإسلامية الأخرى وتشكيل حزب سياسى ذى نزعة إسلامية على غرار التجربة التركية... خامساً :العودة إلى الدولة البوليسية أشد مما كانت عليه وتكرار سيناريو عام 54، حين انقلب جمال عبدالناصر على الرئيس محمد نجيب، وقام بالتنكيل بالجماعة مع رغبة قوية وعارمة لدى فلول الحزب الوطنى وأمن الدولة فى التنكيل بالإخوان والانتقام منهم.العودة إلى العمل السرى والعنف.. اندماج أنصار «الجماعة» بالتيارات
 
السلفية.. الإقصاء الذاتى والابتعاد عن المجتمع.. حدوث انشقاقات وتصدعات ومراجعات للتنظيم القديم ... سادساً : الدفع باتجاه شيطنة الجماعة واعتبارها جماعة إرهابية تمارس العنف خاصة باتجاه الجيش والشرطة من خلال افتعال وفبركة أو استدراج الجماعة ومؤيديها إلى أحداث تظهر حالة الصدام مع مؤسسات الدولة (الجيش والشرطة)، وتغطيتها بأدوات سياسية وإعلامية وقضائية وتسويق هذه الصورة (الحالة العنفية) مصرياً وإقليمياً ودولياً كما حصل فى مجزرة دار الحرس الجمهورى، وكما حصل فى أحداث الإسكندرية وغيرها، ولا يستبعد أن ترتكب مجزرة مدبرة من الشرطة والقوات المسلحة وإلصاقها بجماعة الإخوان، فيكون المناخ مهيأً للانتقام المتبادل من الطرفين، هنا تبدأ دوامة العنف.
 
هكذا هو حال الإخوان .. حالهم وهم في حومة الميدان وفي زمن الاشتباك على الأرض هو العناد والمكابرة والكذب والمخاتلة والغرور ولا يرضون بالمشاركة ، بل هي المغالبة حتى لوكان حصادهم بالإثم والعدوان على حقوق مواطنيهم ، ولكن بمجرد الهزيمة والانكسار وإعلان بعض الأخطاء والاعتراف بارتكابها مع تشويه ما ، يكون التباكي وإعلان ماهو معروف عنهم بإعلان " مظلوميات" تُحول الجاني إلى مجني عليه ولا تسأل كيف ؟!!!
حول مناقشة تلك المخاطر الداخلية وعرض المخاطر الخارجية للحديث بقية ..   
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter