الأقباط متحدون - تمرد وجائزة الإبداع
أخر تحديث ١٩:٥٩ | الجمعة ٣٠ اغسطس ٢٠١٣ | ٢٤ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٣٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

تمرد وجائزة الإبداع

مدحت بشاي
مدحت بشاي

بقلم : مدحت بشاي
عقد مجموعة من السياسيين والدبلوماسيين والخبراء الدوليين وأساتذة جامعات مؤتمراً صحفياً بمناسبة سفر تلك المجموعة المعتبرة كوفد إلى بلاد الفرنجة لتفنيد مزاعم الغرب الرذيلة، والرد عليها، حيث ادعاء نظم دولهم أن ثورة 30 يونيو 2013 هى فى النهاية «انقلاب عسكرى»..

أمر طيب أن تتحرك النخب لمساندة المؤسسات المعنية بالشأن السياسى والدبلوماسى ودعم دورها فى هذا الصدد.. أما سبب توقفى والإشارة لذلك المؤتمر، فهو أن تشكيل الوفد اقتصر على مجموعة من العواجيز بات أمر تحركهم على المنصة يقطع نياط القلب من فرط صعوبة التنقل وإدراك المقاعد، إما لتيبس فى المفاصل أوخشونة فى الركب، والتى هى أعراض طبيعية لبشر قد تجاوز المتوسط العمرى لمعظمهم السن التى يمكن فيها تدفق الدماء فى العروق لتمنح صاحبها أسباب اليقظة والحياة بحيوية وأمل، وقد تكرر الأمر فى تشكيل وفود أخرى لنفس السبب..

يا جماعة.. أرجوكم يا من تناديتم لأداء مثل تلك الأدوار الوطنية التطوعية، أعرف أن السن تجذب إليها السن، كما كان يكرر الضاحك الباكى فكرى أباظة، ولكننى أسأل شيوخنا: لماذا ولو من منطلق براجماتى نفعى لا تستعينون بشباب تتعكزون عليهم من باب الونسة، لو الضغط ارتفع أو باغتتكم غيبوبة سكر تلاقوا اللى يسد ويكمل!. ولا انتم بتكتفوا بالإشادة بشبابنا على هواء الفضائيات بس وبتبيعوهم لما تيجى سبوبة للظهور.. ثم من غير هزار: أين شباب «تمرد» وحضورهم المميز، ألا ترون ضرورة لوجودهم، وهم أصحاب إبداع تلك «الاستمارة» السحرية التى بموجبها كان احتشاد الشعب المصرى بشكل معجز، ومن ثم كانت ثورة 30 يونيو التى أسقطت جمهورية التخلف والتراجع الحضارى.

لقد تخيلت أن يكون شباب تمرد فى صدارة تلك الوفود، ومعهم أفلامهم الموثقة لمراحل تجربتهم المتفردة، وهم خير من يقدمونها للمجتمع الدولى، وكيف أمنوا بعبقرية استجابة شعبهم لنداء التمرد.. كيف جابوا بحماس كل ربوع البلاد يحملون لمواطنيهم فى العشوائيات والأرياف من شمال مصر إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها هذه الاستمارة البسيطة الإعداد، والتى بقدر بساطتها وصدقها وصلت بسرعة إلى وجدان البسطاء فوقّعوا بحماس على فحواها، بل انضموا بدورهم إلى فرق توزيع الاستمارات لتتزايد أعدادهم فى شكل متواليات عددية، ثم وصولاً للمؤتمر الصحفى الذى أعلن فيه شباب «تمرد» أعداد الملايين التى وقعت على الاستمارة واستقبال الجماهير للخبر بفرحة عارمة، ثم كانت دعوة الحركة للشعب الموقع أن انزلوا إلى ميادين الحرية والانعتاق من جور نظام حكم فاشى وفاشل.

نعم يا شيوخنا العظام، دعوا شباب «تمرد» يشرح لهم كيف كان يوم 30 يونيو بمثابة طوق النجاة لشعبنا العظيم، وقبل تطبيق خطة نظام حكم عميل لتضييع وطن، بعد أن قرر قيادات الجماعة التحالف مع أعداء الوطن فى المزايدة على بيع أرضه وتقسيم المتبقى، وشق الصف الوطنى، وأخونة مؤسسات الدولة، وكيف كان لاعتصام رابعة والنهضة ومسيرات الإخوان دعوات يومية للتخريب وإثارة الرعب فى الشارع المصرى، ولم تكن خالتى «سلمية» فى يوم من الأيام حاضرة فى تجمعات عصابات الشر والخيانة، وما عرفوها فى حياتهم يوماً، وعليه كان أمر التعامل معهم بحسم بقرار جماهيرى وطنى..

لقد أحزننى أنه وبينما يعمل شباب «تمرد» بجد واجتهاد الآن فى إطار حملة «اكتب دستورك» فى غير اكتراث بأحداث الفرقعات الإرهابية من جانب زبانية الشر وبحماس لدعم تحقيق خارطة المستقبل فى أقرب فرصة، يخرج علينا أهل الجحود والتنطع ليكتبوا فى مقالات العار، ويقولوا عبر فضائيات الوكسة كلاماً حول ضرورة انصراف شباب «تمرد» من المشهد السياسى، وبعضهم الآخر يقول مخاطباً شباب «تمرد»: «خلاص الحكاية أصبحت فى ذمة المؤسسات، اركنوا أنتم على جنب»، ومتنطع ثالث يقول لهم «ما تفتكروش انكم بقيتم زعماء ويتهيألكم إن الشعب مستنى أوامركم»!!.. همه همه دول اللى خرجوا علينا بتصريحات رذيلة مثل «الإخوان فى النهاية فصيل سياسى» و«لا يمكن إقصاء أحد خارج المشهد السياسى» و«المصالحة ضرورة» و«أنا مع الرأى اللى بيقول إن إخلاصنا لبلادنا وحبنا لجيشنا يلزماننا أولاً بأول بمواجهته بأخطائه حتى يسارع بإصلاحها»..

إنها مدرسة البرادعى وتلاميذه من أصدقاء فيرمونت الخيانة، وضيوف كراهية الوطن على شاشة الجزيرة وكُتاب جريدة «الغروب»، يبثون رسائل بغيضة للغرب والأمريكان، يخونون بها البلاد والعباد..

أخيراً، لى عتاب وسؤال للجنة منح جوائز الإبداع السنوية بوزارة الثقافة: كيف لا تمنحون حركة تمرد جائزة الإبداع.. فأى إبداع أروع من فكرة جهنمية متفردة رائدة، تتم الآن إعادة إنتاجها فى العديد من الدول.. فكرة أعادت وطن لأصحابه، بعد أن تم اختطافه من قبل أعداء الإنسانية والحضارة والخير والجمال.. لقد كان إصدار مثل ذلك القرار من لجنتكم والاحتفاء به إعلامياً خير داعم للرد على مزاعم الغرب، لنقول لهم ببساطة كيف قرر شعب الانتصار على جحافل التخلف، فقط بالتوقيع الجماعى على استمارة الانعتاق من استبداد الفاشية الدينية بشكل حضارى.

medhatbe@gmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع