الأقباط متحدون - أمير قطر كيف ولماذا أغتيل الجعبرى الرجل الحديدى للقسام؟
أخر تحديث ٠١:٤٦ | الجمعة ٣٠ اغسطس ٢٠١٣ | ٢٤ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٣٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أمير قطر كيف ولماذا أغتيل الجعبرى الرجل الحديدى للقسام؟

بقلم: شريف إسماعيل
بعد أن وصل مرسى لسدة الرئاسة فى مصر وتمكنت جماعة الاخوان من الحكم، كان عليهم الالتزام بتعهداتهم أمام الادارة الامريكية والبدء فى تسديد المستحقات والالتزمات التى قطعوها على أنفسهم أمام واشنطن مقابل دعم وصولهم للحكم و التى من أهمها السيطرة على ملف حماس وتسهيل المسار السلمى الفلسطينى الاسرائيلى، هذا بالاضافة الى مشروع الحلول الغير تقليدية والموافقة على تقسيم مصر.
 
الا ان الجماعة أصطدمت بأول عوائق الالتزامات وهو حماس و التى يظن البعض أنها الملف الاسهل بالنسبه للجماعة و لكن أتضح لهم وجود بعض العوائق التى كانت حائلا لبدء الاعلان عن التمهيد السياسى للمسار السلمى الفلسطينى من جانب حماس من خلال أعلان عن هدنة بين القسام و أسرائيل ، حيث أنه من المعروف أن القرار السياسى داخل الحركة منقسم الى ثلاثة جهات المكتب السياسى بالخارج ويتحكم فية رئيس المكتب خالد مشعل و القرار السياسى بداخل غزة ومسئول عنة إسماعيل هنية و حكومتة ،بالاضافة الى رأى الجناح العسكرى أى قيادة القسام برئاسة أحمد الجعبرى الشخصية الاكثر شراسة و قوة وتأثير فى موقف الحركة ،بأعتبارة يمتلك القوة على الآرض.
 
فعند ما بدء الحوار بين الجماعة و الحركة أبدى قيادات الخارج موافقتهم على مشروع الهدنة مع اسرائيل ووقف الاعمال العدائية بين الطرفين مقابل حصول حماس على الشرعية كطرف مفاوض مع أسرائيل بعد أن أكدت لهم الجماعة أنهم فى صدد أتخاذ أجراءات أقصائية لابومازن وللسلطة الفلسطينيه وحصر دورهم فى مفاوضات الضفة بالتنسيق مع الولايات المتحدة و أسرائيل ، الاأن الاخوان فوجئوا بأعتراض الجعبرى والذى أعتبر العرض خيانة وطنية ولا يمكن الموافقة علية أو المضى فية وقد أرتهنت موافقة هنية على قبول الجعبرى بالهدنة .
 
و قد حاولت قيادات الجماعة أثناءة عن رأية ،الا ان جميع محاولاتهم بأت بالفشل لاسيما و أن مصر أعطته دور فى عملية التبادل التى تمت مع اسرائيل بخصوص جلعاد شاليط فى محاولة لاحتوائة و حصلت للجعبرى على ضمانات أسرائيلية تضمن عدم أستهدافة لاحقا و بعد أتمام الصفقة ، الا أن الازمه استحكمت فى وجه الارشاد خاصة و أن الموضوع يرتبط بمصداقيتهم فى أول أختبار حقيقى لهم مع الادارة و فشل المفاوضات يهدد أستمرار دورهم على الساحة السياسية .
 
وعليه لجأت الجماعة الى أمير قطر الشريك فى الصفقة ليلعب دور الوسيط فى المفاوضات وتقديم دعم مالى لحركة حماس وتمويل مشروعات أنمائية بغزة ، حيث أجرى أمير قطر زيارة رسمية الى غزة فى24/10/2012 حيث التقى بقيادات حماس و القسام و حكومة هنية و أعلن عن تقديمة لدعم مالى لقطاع غزة قيمته 400مليون & كمنحة لشعب و حكومة غزة ،الا أنة فشل فى أقناع الجعبرى بالموافقة على مشروع الهدنة و القرارات التى كانت تخطط لها جماعة الاخوان المسلمين ، وفى نهاية الزيارة قدم الامير العطايا الاميرية لكبار مستقبلية ومنهم الجعبرى والذى حصل على هدية ساعة روليكس مصنوعة خصيصا للديوان الاميرى وترك أمير قطر منوب عنة لاستكمال المباحثات و الذى استمر بغزة وحتى 26/10/2012 وقد بأت كل محاولاتة لاقناع الجعبرى بالفشل .
 
و السؤال هنا الذى يطرح نفسه كيف أجرى أمير قطر زيارة رسمية الى غزة و الجواب بالتأكيد بموافقة أسرائيل لاسيما القطاع مازال تحت الاحتلال ولا يمكن لاحد أن يضمن سلامتة إلا تل أبيب ،و السؤال الثانى كيف قدم أمير قطر منحة 400مليون & لحكومة حماس المدرجة على قوائم الارهاب و التى ترفض الاعتراف بمفاوضات السلطة الفلسطينية مع أسر ائيل بل ولا تعترف بدولة اسرائيل و الجواب بالتأكيد ما تم كان ضمن المخطط الاخوانى الاسرائيلى وبموافقة مسبقة من حكومة تل أبيب.
 
بتاريخ 14/ 11 قامت أسرائيل بأغتيال قائد القسام و مساعديه بصاروخ أطلق من طائرة بدون طيار بعد أن تم تحديد مكانة أليكترونيا على الرغم من كونة كان مطاردا من جيش الدفاع منذ عشرة سنوات ولم تتمكن من رصده ،ثم أعلنت أسرائيل عن بدأ عمليه عمود السحاب والتى استمرت حتى 21/11 ، و قد استهدفت فيها تل أبيب معسكرات القسام ومراكزة فى كل أنحاء غزة مما افقد القسام توازنة بعد أن خسر قياداتة وحوالى 40% من عناصره.
 
وهنا تدخلت مصر كوسيط بين القسام و تل أبيب لوقف عملية عمود السحاب مقابل توقيع حماس على هدنة غير محددة طويلة الامد تضمن فيها مصر وقف الاعمال العدائية من الجانبين و أعتراف أسرائيل بحركة حماس كشريك فى المفاوضات ، وقد أعترض أبو مازن على مضمون الاتفاقية بأعتبار أن أسرائيل أضفت الشرعية على حكومة حماس الغير معترف بها من السلطة الشرعية الفلسطينية ، وقد أصدرت الخارجية الامريكية بيان شكرت فية الحكومة المصرية ونوهت فية عرضا بتوجية اللوم لابومازن مؤكدة انة غير معنى بشئون قطاع غزة.
 
والسؤال هنا ماذا حققت الهدنة بالاضافة الى زيادة مصداقية جماعة الاخوان المسلمين أمام الادارة و اسرائيل ، و الجواب لقد أفرزت الهدنة واقع جديد على الموقف الفلسطينى فهى بجانب تكريس الانقسام الفلسطينى أوجدت رئاستين للمفاوضات و أضعفت موقف أبو مازن الرئيس الشرعى المنتخب الفلسطينى و حصرت دوره فى التفاوض عن الضفة الغربيه فقط ،فضلا عن أن توقيع هدنة طويلة الامد أجلت مفاوضات الحل النهائى عمليا الى أجل غير معلوم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter