السبت ٣١ اغسطس ٢٠١٣ -
٤٢:
٠٩ ص +02:00 EET
بقلم : مينا ملاك عازر
كلما تقترب نهاية شهر أجد عقلي منشغلاً بالكتابة عن حديث آخر الشهر ذلك الحديث الذي ننأى فيه عن السياسة ومشاغلها وهمومها لنريح أعصابنا، تلك الراحة التي ننشدها ولا نجدها، على كل حال ها قد جاءت نهاية شهر أغسطس، وحل موعدنا مع مقال حديث آخر الشهر، وحينما نظرت للوراء حيث بداية الشهر، لم أجد إلا أحداث دموية قام بها الإرهابيون الحكام القدامي للبلاد
، وعلى مدى الشهر أرى نيران تشتعل وتلتهب في مباني دينية أو عامة، وقلوب أمهات يفقدن أبنائهن إثر أعمال إجرامية إرهابية، ولكن في وسط هذه الشجون كلها وجدت عقلي يجبرني على أن أنأى عن كل هذا، فالناس يحتاجون لجرعة من الراحة، فحاولت أن أغمض عيني عن كل هذه المآسي، فرأيته يقفز من السفينة هارباً متهماً قادتها بأنهم دمويين، مدعياً بأن هناك حلولاً أكثر سلمية لاعتصامات لم تكن هكذا، فاغتظت منه ومن موقفه المفاجئ الذي لم يكن متوقعأً والذي خذل به كثيرين.
عزيزي القارئ، هل تذكر فيلم النمر لنعيمة عاكف، ذلك الفيلم الذي تكتشف فيه نعيمة عاكف أن أبوها الرجل الغلبان الطيب هو زعيم العصابة، وأنه النمر الذي يهرب المخدرات. هل تتذكر فيلم رصيف نمرة خمسة الذي كان بطولة العملاقان المليجي وفريد شوقي والذي أكتشف فيه فريد شوقي أن المليجي الرجل الطيب الصالح هو الذي قتل زوجته، وهو الذي يهرب المخدرات، على أي حال هناك الكثير من الأفلام القديمة التي تكتشف في نهايتها أو قرب نهايتها أن أولائك الرجال الذين ترى فيهم سمات الصلاح والطيبة والورع والجدعنة هم الأشرار الحقيقيون وزعماء العصابات الحقيقيون، ليس في فيلم النمر ولا فيلم رصيف نمرة خمسة فقط، وبصراحة كده هو ده إللي أنا شايفه في شهر أغسطس
، لا أرى فيه الدماء والنيران فحسب، وإنما أرى أنه شهراً كشف الناس على حقيقتها، فظهر زعيم العصابة واضحاً جلياً، وإن لم يكن الزعيم الحقيقي قد ظهر للآن، فأحداث هذا الشهر جعلتك مستعداً لتقبل أن أخيَر الناس هم أشرار الفيلم، صحيح هذا له مردود سيئ بأن جعلك تخون الكثيرين، وتشك في البعض، ولكن هذا قدرنا، إلى أن تزداد الصورة وضوحاً وتنجلي الحقائق وتتكشف.
أرجوك صديقي القارئ، إن حديثي السينمائي لا يدعوك مطلقاً أن تفهم منه أنني من أولائك حسني الظن بالإخوان فاكتشفت أنهم كذابين دمويين مخربين، ولا أنني ألمح لأولائك اللذين يدعمون الإخوان ويستقيلون أو أولائك اللذين يطالبون بتطبيق حقوق الإنسان على من لم يطبقوها ولم يحترموها يوماً حتى وهم في خارج السلطة. أنا ما أقصده أنك تستمتع بأفلام الأبيض والأسود،
وتعرف أننا لم نزل في أجوائها حيث يظهر لنا في النهاية أن الشرير الحقيقي هو طيب الفيلم، فلا تندهش من حالة سقوط الأقنعة التي نعيشها، وفي نفس الوقت أدعوك أن تثق في رجال مثل الفريق الأول السيسي الذي اختار أن يصمت أمام ظنك به بالسوء منذ أن اختاره مرسي ليكن وزير الدفاع في حكومته إلى أن ظهر على حقيقته، وطنياً يحمي بلاده، وينفذ أوامر شعبه له، وحمى شعبه الرافض لحكم الخوان – لم تسقط مني ال"إ"-.
وفي الختام لك مني ألف سلام من قلب لا بيهدى ولا بينام، حباً في مصر وفيك عزيزي القارئ.
المختصر المفيد فلتسقط الأقنعة ولتبقى رموزنا شامخة وجيشنا في أمان.