الأقباط متحدون - بوش وبليكس وبول: أقنعة أوباما في سوريا
أخر تحديث ٢٣:٤٤ | السبت ٣١ اغسطس ٢٠١٣ | ٢٥ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٣٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بوش وبليكس وبول: أقنعة أوباما في سوريا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 بعد عشر سنوات.. تصر واشنطن (للمرة الثانية) علي ضرب بلد عربي دون دعم من مجلس الأمن (الأمم المتحدة)، المرة الأولي كانت عام 2003 في العراق في عهد الرئيس (الجمهوري) بوش الإبن، والشئ نفسه يتكرر اليوم في سوريا (2013) في عهد الرئيس (الديمقراطي) أوباما، الحاصل علي جائزة "نوبل" للسلام، مثل المناضلة اليمنية - الإخوانية " توكل كرمان " بالضبط!

أوباما يسير علي خطي سلفه حذو النعل بالنعل (رغم اختلاف المقاس)، ففي مذكرات " بوش " المعنونة (نقاط القرار) والتي عرضتها في إيلاف فور صدورها عام 2010، قلت بالحرف الواحد: " أن هذه المذكرات لا تحكي تفاصيل ما حدث في الماضي، بقدر ما ترسم ما سيحدث في المستقبل، وكأن الماضي لم يمض بعد، فقد أعادنا أوباما وسياساته وحركة الأحداث في المنطقة من جديد، إلي ذروة عهد الرئيس السابق جورج بوش الذي (لا يزال) يرسم لأوباما ما يجب عليه أن يفعل!
 
السؤال المحوري الذي طرحه بوش في مذكراته هو: إذا كانت هناك خطة أمريكية عسكرية معدة سلفا لضرب سوريا وإيران، وإذا كانت ظروف الحرب في العراق قد حالت دون تنفيذ ذلك، فما الذي يمنع الرئيس أوباما اليوم من احراز نصر عسكري وسياسي بضربة واحدة، يرضي الأصدقاء والحلفاء والقوي الإقليمية في المنطقة؟ "

ما صرح به اليوم "جون كيري" وزير خارجية الولايات المتحدة، من أن لدى واشنطن أدلة دامغة على استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي، تحصيل حاصل، أو كما نقول في مصر (تلكيكة) لضرب سوريا، لأنه في مذكرات بوش أيضا، التي فضح فيها الرئيس مبارك (وآخرين) بأنه (لبلب) بالكلام مع الجنرال " تومي فرانكس " مؤكدا بأن لدي العراق أسلحة بيولوجية، توجد فقرة شديدة الأهمية يقول فيها: أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إيهود أولمرت" طلب منه ضرب موقع «دير الزور» في سوريا عام 2007، حيث يشتبه في وجود (بقايا خطرة) تحت أنقاض منشاة نووية سرية دمرتها اسرائيل هناك قبل سنوات"!
"هانز بليكس" الدبلوماسي السويدي المخضرم الذي قاد فريق التفتيش الدولي على الأسلحة (المحرمة دوليا) في العراق ولم يعثر علي أي أثر لها، سارع قبل يومين بتحذير الولايات المتحدة والغرب في (مقال) – ليبرئ ذمته وضميره قبل أن تتكرر كارثة العراق مجددا – قال: حتى لو استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية، فإن الغرب ليس مفوضا  ليكون بمثابة الشرطي العالمي، لأن معظم الرأي العام العالمي – علي عكس ما حدث عام 2003 - يري أن هذا يشكل انتهاكا و تقويضا لميثاق الأمم المتحدة.

المفارقة هنا أن الغرب – كما يقول بليكس - لم يتدخل (أبدا) عندما استخدم العراق الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع في الحرب مع ايران عام 1980"!!!
وبالتالي يصبح السؤال، خاصة مع تصاعد تحذيرات معظم الخبراء العسكريين في العالم من أن الحرب علي سوريا " 40 عرق وطائفة " يصعب التكهن بنتائجها إقليميا ودوليا، هو:  هل هذه الحرب مقدمة يتبعها توجيه ضربة الى ايران المستهدفة منذ البداية بسبب برنامجها النووي؟.. أم أننا علي أعتاب مرحلة جديدة تنهي(اتفاقية فرساي 1919).. ولا تأبه فيها الدول الكبري بوجود " مجلس الأمن " أصلا، وبالتالي العودة من جديد إلي عالم القرون الوسطي، حيث يحق لأي قوة عسكرية عظمي أن تستعرض عضلاتها علي الجميع، وهي تبصق على القانون الدولي من أعلي؟"

هل نحن علي أعتاب سلسلة من الحروب الدينية والطائفية في الشرق الأوسط الكبير، مثل  حروب الثلاثين عاما التي شهدتها أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت ما بين عامي (1618 -1648)،أم أننا سنشهد حرباً طويلة الأمد، لها ائتلاف دولي متغير ومتعدد له مستويات تضامنية مختلفة؟

وباختصار، هل ستتحقق نظرية المفكر الاسترالي "هيدلي بول"(1932 – 1985) التي طرحها قبل خمسين عاما في في كتابه المعنون: "المجتمع الفوضوي: دراسة النظام في السياسة العالمية "؟.. يقول "بول": السلطة في المجتمع الدولي سوف تنتقل نحو الأعلي وأحيانا نحو الاسفل، فضلا عن أنها ستصبح أفقية وليست فقط رأسية، مع ظهور عدة مستويات من الولاء الشخصي العابر للقوميات والحدود، وهو ما يشير إلي تشكل " قرون وسطي جديدة، كبديل عصري للنظام السياسي الشامل الذي كان سائدا في القرون الوسطي، أو ما يعرف اليوم بمرحلة (ما بعد ويست فاليا) والدولة القومية عام 1648.

يتألف هذا النظام السياسي الجديد - كما يقول - من مجموعة من الولايات القضائية المتداخلة وسلطات مجزأة وولاءات متعددة‏، وبالتالي تنتهي فكرة وجود سلطة سيادية مركزية واحدة تقيم في (مكان ما) من النظام الدولي تماما.

وهناك خمس سمات (جديدة) للسياسة المعاصرة في الألفية الثالثة، تؤيد نوعا ما هذا السيناريو ‏:‏ ظهور التكامل الإقليمي، ‏ تآكل مفهوم الدولة القومية‏، عودة العنف الدولي الخاص (الإرهاب ومرتزقة الحروب)‏، نمو المنظمات العابرة والمتعدية للقوميات والحدود‏، عالمية حقوق الإنسان.‏ وتمثل جميع هذه الأتجاهات البارزة تحديا لنظرية الدولة التقليدية  واتفاقية " فرساي " ومجلس الأمن (الأمم المتحدة‏).. بداية من العراق 2003 ومرورا بسوريا 2013...
dressamabdalla@yahoo.com

نقلا عن إيلاف


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع