الأحد ١ سبتمبر ٢٠١٣ -
٠٧:
٠٩ ص +02:00 EET
بقلم: نعيم يوسف
من المعروف للجميع أن إيقاف العمل بالدستور الإخوانى ، و العمل على تعديله ، هو عبارة عن إمساك للعصا من المنتصف ، فمن الصعب وصفه بأنه قرار ثورى ، و فى نفس الوقت هو يهدئ الرأى العام تجاة الدستور الإخوانى ، فى حين أنه يعتبر أيضاً مغازلة للتيار السلفى لكى لا ينضم إلى الإخوان ، و إعتصاماتهم ،إذن فالحقيقة الواضحة فى هذا الأمر هى أن هذا دستور يتم تعديله ، وليس دستوراً جديداً. و قد إرتضى المصريون هذا الأمر ، على أمل أن يتم تعديله وفقاً لرغباتهم ..
و لكن الأمر الغريب هو تسويق هذا الدستور بعد التعديلات علية على أنه دستوراً جديداً ، وقد وضح هذا المصطلح ، عند بعض الإعلاميين الذين يصرون على تكرار كلمة " الدستور الجديد " ، و نسوا أن هذا الدستور " مرقع " ، أو كما يقول العامة " قالب عداد " ، و هنا نرى فئة جديدة من فئات " ركاب الثورات " ، و أصحاب المصالح ، الذين إنضموا وشاركوا فى لجنة الخمسين بحثاً عن مصالحهم و مصالح تياراتهم التى ينتمون إليها على إختلاف توجهاتهم ،بل و الأغرب من ذلك أنهم يهددون بالتصويت ب" لأ " على التعديلات ، و منهم من هدد بالإنسحاب من الجنة .
فمثلاً ، هناك من راح يرتب للإنتخابات - على إعتبار أنه البديل الموجود على الساحة للنظامين السابقين – و يريد أن يحشر فى الدستور ما يتناسب مع مصالحة ، فى أن تتم إنتخابات الرئاسة قبل الإنتخابات البرلمانية ، و هذا الطلب " الخبيث " يهدف إلى إنتخاب شخصية معينة للرئاسة ، و بعدها يراهن على أن المصريين سينتخبوا التيار الذى سيكون منه الرئيس ، و لأنهم غير متواجدين بالشارع المصرى ، فهم يدافعون عن بقائهم فى الحياة السياسية ، عبر القوائم الحزبية ، لأن هذا هو الطريق السهل بالنسبة لهم ، و نسوا أو تناسوا ، أن القوائم الحزبية ستعطى فرصة للأحزاب الإرهابية ، السلفية ، الأصولية ، المتشددة ، فى البقاء و المنافسة بقوة ، على الرغم من جهلهم بالسياسة ، و الدين ، و علمهم بالرشاوى الإنتخابية ، و إرهاب و تهديد المعارضين .
و هذه الأحزاب ، إنضمت إلى لجنة الخمسين ، لكى تلوى ذراعها ، و تضغط عليها ، و تحافظ على وجودها أيضاً ، لأنها تخشى من حل الأحزاب التى تنتمى إليها ، بعد التعديلات الجديدة ، و لكى تعطى فرصة للجماعة الإرهابية لكى تعود إلى المشهد السياسى على أكتافهم .
ولكن كل هؤلاء المنتفعين ، على إختلاف تياراتهم ، نسوا أن الشعب قد رفضهم جميعاً ، و أن القائمين على إدارة البلاد حاليا يعلمون هذا جيداً ، و حتى إن كانت هناك مشاورات معهم ، فهى غالباً مشاورات صورية شكلية ليس لها قيمة ، ويريدون أن يحسموا الأمر مع الشعب مباشرة ، و لذلك يقدمون لهم هذا " الدستور الجديد " على وجه السرعة ، لكى يحسم الشعب الأمر بسرعة قبل أن يأخذ هؤلاء المنتفعين فرصة لكى يعطلوا المسار الذى ينتهجة القائمين على إدارة البلاد .... و لكن السؤال هنا هو أين هى حقوق هذا الشعب فى هذا الدستور ؟؟ و من يدافع عن مصلحة هذا الشعب و هذا الوطن فى لجنة الخمسين ، و لجنة العشرة ؟؟ و هل يدرك هذا الشعب ما يحاك له مؤامرات داخلية و خارجية ؟؟؟