بقلم: مدحت بشاي
في الجزء الأول من المقال حاولت الاقتراب وتعريف للقارئ العزيز بملامح بعض ما تم ظهوره من أوراق محاضر الاجتماعات الإخوانية في الخارج لمواجهة تبعات ثورة 30 يونية ، والسقوط المدوي للنظام الإخواني وإلقاء القبض على معظم قيادات الجماعة الكبار وبعض من الصف الثاني بالمحافظات .. وأقول سواء كان خروج أوراق تلك المحاضر بشكل مباغت ودون علم الإخوان ومن شاركهم الاجتماع ، أو تم تسريبه بقصد خداعي ، ففحوى مضمون تلك المحاضر لابد من وضعه محل الدراسة والتأمل السريع والتحليل المنطقي من قبل جهات الأمن القومي والحكومة ومتخذ القرار السيادي ، بالإضافة لمراكز البحث والتحليل السياسي ..ولعل اهتمامي بإلقاء الضوء حول تلك الأوراق المنشورة تأتي للرد على من صدعونا بالقول أن الإخوان فصيل سياسي ولا يمكن إقصاء أحد ، ولنذهب إلى مصالحة اجتماعية .. فلنتابع تدابيرهم وتصورهم للغد رغم الهزائم المتوالية في الشارع إلى حد أنهم باتوا فئة محظورة شعبياً ..
جاء في الجزء الأول من المقال الحديث حول ما دبره التنظيم العالمى للإخوان المسلمين ( وفق ما جاء في الصحف ) عبر سلسلة اجتماعات سرية مع حلفائه فى مدينة اسطنبول بتركيا، لوضع خطة التعامل مع الأوضاع فى مصر، بعد نجاح الثورة الشعبية فى إسقاط «محمد مرسى» و«الجماعة». وتم عرض المخاطر على المستوى الداخلي كما يراه ذلك التنظيم الشيطاني العالمي ..
وتعالى معي عزيزي القارئ ( بداية ) لتأمل المخاطر المحتملة على الجماعة خارج مصر: الخطر الأول: أن يعزز ما جرى مع الجماعة فى مصر من انقلاب عسكرى موقف التيار المتشدد المعارض لها من أحزاب وتيارات وحكام فى باقى الأقطار، حيث يتعاظم التخوف من تكرار النموذج فى أقطار أخرى.
والخطر الثانى: الهزات الارتدادية للانقلاب فى مصر لن تقف عند حدودها ولكن التأثير السلبى سيمتد إجمالاً إلى جميع دول العالم الإسلامى وستجعل كل فروع الإخوان فى العالم تتأثر سلباً بما يحدث مع الجماعة الأم.
الخطر الثالث:تراجع مكانة التجربة المصرية الملهمة بالنسبة لفروع الجماعة على المستوى العالمى.
الخطر الرابع:التأثير سلباً على العديد من مشروعات الخطة العامة.
الخطر الخامس:الانقلاب العسكرى على الشرعية وضع حركة حماس فى أسوأ موقف كانت تتوقعه..
فزلزال الانقلاب العسكرى فى مصر أصاب الإخوان المسلمين فى العالم كله بصدمة، لكن حماس هى أول من سيدفع الثمن، لأنه وجه ضربة شديدة للتحالف بين حماس وحكم الإخوان المسلمين، الذى يمثل جزءاً من مسار استراتيجى هو الانفصال عن إيران وسوريا وحزب الله والاقتراب من مصر وتركيا وقطر.
الخطر السادس: تراجع الدعم للثورة السورية وإطالة عمر النظام السورى.
وأضافت أوراق المحضر حولالمخاطر المحتملة على الجماعة داخل وخارج مصر: الخطر الأول على المستوى الفكرى والاستراتيجى، ويكمن في سقوط المشتركات الاستراتيجية بين الإسلاميين ومعارضيهم من العلمانيين والقوميين والليبراليين واليساريين والأقباط واتساع الفجوة الأيديولوجية بينهم، وذهاب إمكانيات وعوامل التوافق والالتقاء التى تتيح للطرفين احترام كل منهما لأفكار ومعتقدات الآخر والتعايش معها والتكتل الجمعى فى مواجهة التحديات الخارجية.
الخطر الثانى على المستوى الدستورى والقيمى والأخلاقى: القانون والقيم والأخلاق تشكل الضحية الأبرز للانقلاب العسكرى على الشرعية، فقد امتهن القانون والدستور بشكل كامل، فيما بلغ الكذب والتضليل والفجور المتجسد فى سلوكيات الكثير من الساسة وأهل الإعلام حداً بالغ الخطورة مما يجعل مستقبل العلاقات الوطنية داخل الحقل السياسى والحزبى محفوفاً بمستقبل مظلم يستند إلى أرضية من الحقد والكراهية وانعدام الثقة بين الفرقاء.
الخطر الثالث على المستوى النفسى:شكل الانقلاب العسكرى على الرئيس الشرعى الدكتور محمد مرسى صدمة نفسية قاسية على الجماعة فى كل أنحاء العالم، لذلك يجب العمل بقوة وبشكل سريع على امتصاص تداعيات الانقلاب العسكرى الذى استهدف مركز ثقل الجماعة فى مصر، ولا بد من الحذر أن يهز هذا الحدث الجلل قناعات الإخوة والأخوات بسلامة المنهج وقوة الأمل بالنصر والتمكين، وأن نحافظ على نهج الجماعة المباركة دعاة مصلحين واثقين من نصر الله تعالى لهذه الأمة، وأن ما حدث إنما هو جولة وتليها جولات.
توظيف المشايخ أمثال «العريفى والسويدان والعمرى وحسان».. نشر أخبار عن انقسامات فى الجيش.. التركيز على خلافات المعارضة.. استخدام «سلطان» و«محسوب» و«هويدى» .
الخطر الرابع على مستوى المشروع السياسى الإسلامى:النجاح حتى الآن فى (إفشال) التجربة الأولى لحكم الإخوان المسلمين فى العالم.
الخطر الخامس على المستوى السياسى:هزيمة فكرة المشاركة السياسية والاحتكام لصندوق الانتخابات وتقويض احترام التداول السلمى للسلطة.
ما رأيكم دام فضلكم في ذلك الفصيل ، و مدى إحساسهم وتشخيصهم لما وصلت أحوالهم على الأرض ، لي أمل أن نتواصل ونتبادل الرأي على صفحات موقعنا الرائد والرائع أقباط متحون حول تقييم تلك المخاطر التي يعلنها الإخوان في اجتماعاتهم السرية التي يتم تسريبها بقصد أو بدون قصد لكنها في النهاية أطروحات ينبغي التعامل معها ..