الأقباط متحدون - إللي تعوزه مصر يحرم على سوريا 1-2
أخر تحديث ٠٤:٥٦ | الاثنين ٢ سبتمبر ٢٠١٣ |   ٢٧ مسري ١٧٢٩ ش   |   العدد ٣٢٣٧ السنة الثامنة  
إغلاق تصغير

إللي تعوزه مصر يحرم على سوريا 1-2

بقلم : مينا ملاك عازر

 

أرجوك صديقي القارئ، ألا تظن بي الظنون، وتعتقد في أنني أبخل على دعم سوريا أمام رغبات أمريكا الجامحة لضربها، وأرفض أن تدعمها مصر، وأرى أن مصر أولى بدعم نفسها دولياً أمام مدعي أن بمصر انقلاب، والكذبة اللذين يروجون عالمياً بأن مصر يحكمها عسكر. وأربأ عزيزي القارئ، أن تفهم من عنوان المقال أنني أضن على سوريا بأي دعم ضد المحاولات الأمريكية للحشد العالمي لضربها عسكرياً، فهذا ليس صحيح، وإن كنت صادقاً في معرفة حقيقة ما هو إللي لو عازته مصر يحرم على سوريا؟ فرافقني في رحلتي القصيرة على مدار مقالتين وكن طويل الأناة لترى بأم عينك، كيف تكون التحولات العالمية والسياسية في المواقف والتحركات؟ ولتعرف ما الذي لو عازته مصر يحرم على سوريا؟

صديقي القارئ، تعرف جيداً أن الازمة السورية الحالية بشكلها الآني ليس هو نفس حالها منذ بدايتها، ولا بنفس شكلها، فأنت تعرف أن الأزمة بدأت بثورة، نعم ثورة صادقة على نظام عنصري ديكتاتوري، لا يختلف أحد على كونه هكذا، ولكن الثورة التي بدأت شعبية تحولت إثر المواقف الدولية والدعم الخارجي إلى حرب أهلية بين سنة رافضين لحكم الشيعة فأيدت المملكة العربية السعودية وقطر الثوار السنة، وأيدت ايران وحزب الله الشيعيين النظام الحاكم الشيعي في سوريا ، ومع تزايد حدة الحرب الأهلية بين الطرفين، تدخلت أمريكا لتدعم السنة الثائرين على نظام شيعي حاكم على علاقة قوية بروسيا، والأخيرة تمتلك قاعدة بحرية بموانئ سوريا، فتدخلت لدعم النظام الذي يقبل بوجود قاعدتها البحرية الحربية بالمياه الدافئة وهي رغبة  الروس منذ عهد القياصرة العظام.

أقول مع تدخل أمريكا وروسيا في الحرب الأهلية التي بين سنة وشيعة استحالت الحرب إلى صراع بين إخوان مسلمين النظام الدولي ذو العلاقة القوية بالإدارة الأمريكية والتي تدعمه أينما حل وبين نظام علوي تدعمه روسيا، وأخذت كل من الدولتين العظمتين تضغط على الأخرى داعمة رجالها في سوريا، ولك أن تتوقف قليلاً صديقي القارئ، لترصد رصد سريع، كيف وصل الإخوان لسدة الحكم في مصر؟ واستولوا على مقاليد الأمور تماماً بها، مما دعم الموقف الإخواني بسوريا والأمريكي هناك، حتى أن أمريكا لم تعد ترى ضرورة لدعم الثوار السابقين والمقاتلين الحاليين والمجاهدين من وجهة نظر إخوان مصر، فالنظام المصري هو الذي بات عليه أن يدعم إخوانه هناك، حتى أن بلغت الوقاحة برئيس مصر السابق أن يعلن علناً في خطاب له وهو الخطاب قبل الأخير تقريباً، دعمه لمقاتلي سوريا ضد الأسد، وقطع العلاقات بسوريا، ويعلن أحد أذناب النظام الإخواني الحاكم بمصر في حضرة الرئيس الإخواني في نفس المناسبة التي ألقى بها خطابه سالف الإشارة إليه، أنه يدعم المقاتلين بسوريا بالسلاح بتهريبه لهم، مما يؤكد لحضرتك كيف أن أمريكا خلعت يديها تقريباً من سوريا لتتركه لإخوان مصر لدعم إخوانهم بسوريا؟ ودعك من كذب إخوان سوريا بأن إخوان مصر لا يدعموهم فلقد تعودنا من الإخوان الكذب.

إلى هنا حضرتك، أظن أنك ترى الصورة بوضوح لكنك حالما أُذكرك بأن النظام المصري الداعم لمقاتلي سوريا سقط إثر ثورة الثلاثون من يونيو، الثورة الشعبية التي أربكت كل الحسابات الغربية عامةً والأمريكية خاصةً بل وجد النظام المصري نفسه والذي أصبح سابقاً يحاول العودة للسلطة باعتصامات أدعى أنها سلمية، ظنت أمريكا أن فيها الخير والبركة ولكن مع قوة الثورة ودعم الجيش لها أخذ فلول النظام المعتصمين ضربة قاسمة شتتت شملهم، جعلتهم بحاجة للدعم للوقوف أمام قوة العاصفة التي عصفت بهم.

وإلى هنا نتوقف لنلتقي بعد غد بإذن الله، لنعرف كيف أن إللي تعوزه مصر يحرم على سوريا؟ هذا إن عشنا وكان لنا نشر.

المختصر المفيد السياسة تجعل الجميع لهم أوجه كثيرة، منهم من يستطيع مواراة قبح وجهه لمدة طويلة ومنهم من لا يستطع.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter