الأقباط متحدون - أهداف و أبعاد التحرك الامريكى ضد سوريا ...رؤية وتحليل
أخر تحديث ١٣:٥٠ | الأحد ١ سبتمبر ٢٠١٣ | ٢٦ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٣٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أهداف و أبعاد التحرك الامريكى ضد سوريا ...رؤية وتحليل

بقلم : شريف إسماعيل


لقد ظهرت الازمة السوريه على سطح بشكل متسارع وساهمت بشكل مباشرفى سحب الاضواء من أمام المشهد المصرى، و قد يعتقد البعض أن ما حدث هو محض صدفة ،ولكن فى حقيقة الامر فأن ما يحدث كان بفعل فاعل ومخطط له ، حيث لايمكن لنا الفصل بين المشهدين ،فعلى الرغم من أختلاف المشهد فى ظاهرة ،إلا ان اللاعب الرئيسى فى المشهدين مشتركة بل واحدة ...

 
وقد لزم علينا أستعراض بعض الامور حتى تتكتمل أمامنا الصورة ،فهناك العديد من الشواهد تؤكد أن الولايات المتحدة منذ فتره تحاول أقناع روسيا الحليف القوى لدمشق بالمخاطر الجسيمة التى يمكن أن تتولد نتيجة أمتلاك سوريا سلاح كيماوى ، خاصة وأن سوريا تعتبره سلاح ردع يحفظ توازن القوة بينها وبين السلاح
النووى الاسرائيلى ، إلا أننا من خلال قراءة ألاحداث نجد أن هناك تاريخ اسود حافل بالصراع بين أسرائيل وسوريا حول ملفات تصنيع السلاح الغير تقليدى،
 
بداياته عندما قامت تل أبيب بتنفيذ عمليه نوعية فى 6سبتمبر 2007 ضد منشأه عسكرية بمنطقة ديرالزور ونجحت وقتها فى تدمير المنشأه بالكامل و قد صرح بعدها جيش الدفاع بأن المنشأه كانت ثمرة تعاون كورى سورى لتصنيع وتطوير أسلحة غير تقليدية، و كان المشهد الثانى قد جاء بالتزامن مع بدء أمريكا و الاتحاد الاروبى و تركيا فى تقديم الدعم العسكرى للمعارضة السوريه لاسقاط النظام السورى،
 
وفى الوقت الذى أكتشفت فية أسرائيل أن وجود عناصر موالية للقاعدة "جبهة النصرة " تعمل ضمن صفوف المعارضة السورية و أصبحت على حدود الجولان و تمثل تهديد مباشر عليها، وهو الامر الذى فتح مباحثات أمريكية روسية حول المخاطر التى يمكن أن تنجم من نجاح القاعدة فى الاستيلاء على سلاح كيماوى أو جرثومى ،
 
و حجم التهديدات التى يمكن أن تقع على أسرائيل ،وقد طلبت واشنطن من روسيا ضرورة أخلاء سوريا من كافة الاسلحة الغير تقليدية ونقلها خارج دمشق، تحسبا من أستيلاء الجماعات المتطرفة عليها، وقد استشعرالاسد أنه أصبح يملك ورقة ضغط يمكن أن يلعب بها وتقلق الغرب و أسرائيل، و قد تدفع واشنطن لتغير
 
سياستها ضد سوريا ، وقد تلقت واشنطن الرسالة وناورت بالفعل فى موقفها السياسى لاحتواء الموقف ،فقد أعلنت الخارجيه الامريكية 10/12/2012أنها ستعيد النظر فى عملية دعم المعارضة السورية بالسلاح و فى نفس الوقت شكلت غرفة عمليات مشتركة مع الاردن فى 20/4/2013 على الحدود الاردنية السورية وقامت بنشر قوات للمارينزعلى الحود الاردنية بمنطقة الازرق بالرامثة، تحسبا من نجاح المعارضة فى الاطاحة بنظام الاسد ،وأعلنت فى 30/5 ادراج منظمة نصرة الاسلام على قوائم المنظمات الارهابية،
 
إلا أن توقعاتهم بسقوط بشار فشلت بسبب نجاح النظام السورى فى الصمود بعد تدخل كل من حزب اللة و الحرس الثورى الايرانى عسكريا لصالح موقف دمشق وهو ما زاد من صلابة موقف الاسد تجاة التحديات الخارجية.
وفى تطور دراماتيكى وبعد محاولات دمشق المتاجرة بالموقف وتوظيف الملف للضغط على
 
أسرائيل وتهديدها بأمكانية نقل صواريخ قادرة على حمل رؤوس كيماوية لحزب اللة بلبنان - تواكب ذلك مع حصولها على صواريخ S300 من روسيا - و شعورها أن موقفها العسكرى أصبح أكثر قوة ،فى محاولة منها للضغط على واشنطن لفتح حوار جديد بهدف تهدأة الوضع ،نفذت أسرائيل عملية فى
 
25/8/2013 استهدفت تحركات عسكرية لقوات تابعة لحزب اللة بريف دمشق بمحافظة الزبدانى، حيث أسفرت العملية عن تحقيق أصابات مباشره وقتل قائد الحرس الثورى الايرانى بلبنان وسوريا العميد حسين هاشمى ،
 
وقد أعلنت أسرائيل مسئوليتهاعن العملية، مشيرة أنها أستهدفت عملية نقل شحنة صواريخ من سوريا الى قواعد حزب اللة .
وبدأت الازمة تأخذ منعطف جديد بعد أتهام أمريكا لسوريا بأستخدام السلاح الكيماوى ضد المعارضة ، وأنها ستنفذ عملية نوعية ضد قواعد تلك الاسلحة ،لضمان التخلص منها مع التأكيد أنها لاتستهدف من العملية أسقاط نظام الاسد ،وبغض النظر عن نتائج التفتيش الاممى أو مشاركة الناتو من عدمة .
 

و السؤال هنا هل ثبت بالفعل أن دمشق أستخدمت السلاح الكيماوى ضد المعارضة ،وهل النظام السورى بهذا الغباء ، والسؤال الثانى من المستفيد من تفجير تلك الازمة ،هل جماعة الاخوان المسلمين بسوريا يمكن أن تكون وراء ذلك و هى التى تقود المعارضة وتدعمها و اشنطن ،
 
أم أسرائيل هى التى قامت بالعملية وهى المستفيد الاكبر من تدمير القوة الكيماوية بسوريا و حتى تحافظ على توفق نوعى فى الميزان العسكرى بين البلدين ،وهل يمكن أن تكون العملية مدبرة بالفعل حتى تستفيد كل هذةالاطراف من سقوط النظام السورى وعودة جماعة الاخوان للمشهد مرة أخرى ولكن عن طريق بوابة
الشام,وهى بذلك تكون لاعب رئيسى فى مفاوضات المسار السلمى السورى الاسرائيلى ، فمسرح العمليات مفتوح ويسمح بدخول أى قوة لتنفيذ العملية ،
 
وبذلك نكون أمام مؤامرة جديدة تلعبها واشنطن لصالح أسرائيل

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter