فوجئ الوفد المصري المتواجد حاليًا بالسويد، لحضور فعاليات الدورة الجديدة من مهرجان «مالمو للفيلم العربي»، الذي بدأت دورته في 2 سبتمبر الجاري، وتستمر حتى 9 من الشهر نفسه، بتواجد عدد كبير من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وأنصار حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، أمام مقر افتتاح المهرجان، وقاموا برفع شعارات معادية للرئيس المؤقت عدلي منصور، والفريق أول عبدالفتاح السيسي، والدكتور حازم الببلاوي.
وقالت الفنانة عبير صبري، المتواجدة حاليًا في السويد، لحضور المهرجان إن الوفد المصري، فوجئ بأنصار «الإخوان»، يتهجمون عليهم في اليوم الأول لفعاليات المهرجان أثناء سيرهم على السجادة الحمراء، ورددوا هتافات معادية للرئيس المؤقت عدلي منصور، وللفريق أول عبدالفتاح السيسي، والدكتور حازم الببلاوي، ووصفوهم بـ«القتلة، والمنقلبين» مشيرة إلى أنهم قاموا بإشارت بذيئة مستخدمين أصابعهم، وحاولوا التحرش بهم جسديًا، والتهجم عليهم، موضحة أنها رفعت لهم يدها، بعلامة النصر، وابتسمت في وجوههم، فازداد احتقانهم وسبّوها بألفاظ خارجة.
وأضافت «صبري» في تصريحات لـ«المصري اليوم» من «مالمو» السويدية أثناء توجهها إلى المطار عائدة إلى القاهرة برفقة بعض أعضاء الوفد: «عندما بدأ حفل الافتتاح في القاعة المخصصة لذلك، تبعنا (أنصار الإخوان)، واعتصموا بالخارج وبدأو يهتفون قائلين: (يا لحّاسين البيادة)، فطلبنا الاستعانة بالشرطة لصعوبة خروجنا دون احتكاك، فحضرت وأخرجتنا من باب خلفي حتى لا يحدث احتكاك».
وتابعت: «عندما توجهنا لحضور فيلم (فبراير الأسود)، للمخرج محمد أمين، تبعونا إلى دار العرض، وبدأو في السب والقذف، فنظرت إلى أحدهم وسألته: (إنت بتشتم ليه، إنت حد جه جنبك؟)، فأجابني بلهجة غير مصرية: (يا قتلة يا قلتة)، وهنا تدخل المخرج أحمد عاطف وسأله عن جنسيته فقال له ذلك الشاب: (أنا غِزاوي، يعني فوق الكل، وغزة فوق الكل)، فسألته أنا والمخرج أحمد عاطف: (إنت بتدخل نفسك في مشكلة مصرية ليه؟) فنظر لنا قائلًا: (إنتوا قتلتوا 5000 مسلم في ميدان رابعة، وأنا كنت هناك وكان ممكن أموت أنا كمان، خشي غوري جوه مش هاتخرجي)».
وبسؤالها عن سبب عدم استعانتهم بالسفارة المصرية أجابت: «اتصلنا بالفعل بالسفير المصري في السويد، لكنه اعتذر لنا لعدم تواجده في (مالمو)، وأبلغنا بأنه سيرسل لنا شخص يدعى سامي صادق، وهو رئيس الجالية المصرية في (مالمو)، وفوجئنا أن (صادق)، وبمجرد حضوره بدأ يتحدث معنا عن حقوق الإنسان، وحق أي شخص في التظاهر، والتعبير عن رأيه بمنتهى الحرية، وكانت المفاجأة الأكبر، عندما سمعناه يتحدث مع المتظاهرين بمنتهى الهدوء، ويقول لهم (إهدوا شوية لأنهم بدأوا يصعدوا وبلغوا السفارة المصرية)».
وبالاستفسار منها عن موقف إدارة المهرجان شرحت قائلة: «للأسف لم تقم الإدارة بما عليها، واكتفت بدخولنا وخروجنا من أبواب خلفية في حماية الشرطة، ولم يحمونا من السب والقذف، وللأسف الإدارة لم تكن مسيطرة، لذلك قررنا الانسحاب، والعودة إلى القاهرة، لأننا في النهاية فنانون، ولسنا نشطاء سياسيين، ولن نتحمل أي تحرش أو تشاجر بالأيدي، خاصة أن القصة كادت أن تتطور أكثر من مرة لتشابك بالأيدي».
في السياق نفسه، قالت الفنانة لبلبة، المتواجدة بدورها في السويد لحضور فعاليات المهرجان نفسه، وتكريمها عن مجمل أعمالها الفنية، إن البعثة المصرية تعرضت لكثير من المضايقات أثناء تواجدهم على السجادة الحمراء في حفل الافتتاح، من قبل أشخاص ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وأنصارهم، مشيرة إلى أن هؤلاء الأشخاص هتفوا ضد الوفد، ووجهوا هتافات معادية للحكومة المصرية الحالية، بعبارات غير لائقة.
وأضافت لبلبة لـ«المصري اليوم»، والمتواجدة حتى هذه اللحظة في السويد لاستكمال فعاليات المهرجان: «هناك أيضًا مناوشات وصلت لمرحلة التجاوز، وقعت الثلاثاء، أثناء عرض أحد الأفلام المصرية، عندما فوجئ صناع الفيلم بتطاول أنصار (الإخوان) عليهم، وكاد الأمر أن يصل إلى مرحلة التشابك بالأيدي، قبل أن يتم السيطرة على الموقف في الوقت المناسب».
وتابعت: «فضلت أن أوجه رسالة إلى هؤلاء بطريقة متحضرة بعد استلام جائزة تكريمي على خشبة المسرح، فوجهت الشكر إلى الشعب المصري، ووجهت تحية إلى الجيش المصري، على حماية شعبه وحماية الثورة، وأهديت تكريمي إلى الجيش».
واختتمت: «يجب علينا ألا نمنح القصة أكبر من حجمها، لأن هدف هؤلاء هو إثارة حالة من الجدل والمناوشات، وأن تظل أفعالهم في وسائل الإعلام، وأنا شخصيًا سأكمل أيام المهرجان، حتى لا أعطي لأحد فرصة في أن يجبرني على فعل شئ لا أريده، ولن أترك المهرجان، خاصة أنني عضو لجنة تحكيم».
من جانبه، قال عبدالجليل حسن، المستشار الصحفي للشركة العربية للسينما، والمتواجد في «مالمو» كممثل للشركة في المهرجان، أن أنصار «الإخوان» كان لديهم إصرارًا عجيبًا على الإزاء الجسدي للبعثة المصري، وليس إذاء لفظي فقط، مشيرًا إلى أن الأمر تطور في إحدى المناوشات وصل إلى قيامهم بكسر باب دار العرض المتواجدين فيها، في محاولة منهم للدخول والفتك بالبعثة.
وشرح «حسن» لـ«المصري اليوم» أثناء توجهه إلى المطار لاستقلال الطائرة للعودة إلى القاهرة قائلًا: «لقد أجبرنا في كل تحركاتنا على الدخول والخروج من الأبواب الخلفية، وتم الاعتداء علينا أكثر من مرة لفظيًا، وقام أنصار (الإخوان) بإهانة الرموز الوطنية المصرية مثل عدلي منصور، والسيسي، والببلاوي، ولم يكن أمامي سوى أن أهتف في وجوههم بيسقط يسقط حمك المرشد، خاصة مع حالة التراخي الغريبة من السفارة المصرية، ومن السفير المصري شخصيًا، الذي اكتفى بمهاتفة رئيس الجالية المصرية، الذي يعتبر غير ذي صفة رسمية من الأساس، ولم يكلف نفسه بمخاطبة الشرطة السويدية لإنقاذنا مما نحن فيه، والمصيبة الأكبر أنهم نجحوا في تصويرنا وهم يتظاهرون حولنا، وقاموا بنشر الصورة مع موضوع كبير في إحدى أكبر الصحف في السويد وأكثرها مبيعًا».
وتابع: «الذين كانوا يهتفون ضد الجيش والرئيس ليس جميعهم مصريين، وهناك 6 أشخاص على الأقل قالوا لنا بصوت عال (نحن غزاوية ونناصر مرسي والإخوان)، وللأسف كان هنلاك تواطؤ من إدارة المهرجان بعدم تدخلها لحمايتنا، ولذلك اتخذت قرارًا بالعودة إلى القاهرة وسأصطحب معي المؤلف والمخرج محمد أمين، صاحب فيلم (فبراير الأسود)، والفنانة عبير صبري، وأسماء يوسف مذيعة قناة نايل سينما، ونسقت مع الفنانة لبلبة لتعود الخميس إلى مصر، بينما سيكمل كل من سيد فؤاد، ئيس مهرجان الأقصر، والمخرج أمير رمسيس، الذي يعرض له فيلم (عن يهود مصر)».
وقال الفنان عمرو واكد، الذي يشارك فيلمه «الشتا اللي فات» في فعاليات المهرجان، والذي منعه ارتباطه ببعض الأعمال من السفر، إن شريكه في شركة الإنتاج التي يمتلكها، أبلغه تليفونيًا أن أنصار «الإخوان» يهددونه ويطالبونه بعدم حضور فعاليات المهرجان، والعودة إلى القاهرة.
وأضاف «واكد»، عبر حسابه الخاص على لموقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «الإخوان يرهبون ويهددون البعثة المصرية في مهرجان (مالمو) بالسويد، لكن شريكي لن يغادر المهرجان».
من جانبه، قال مسعد فودة، نقيب «المهن السينمائية»، إنه خاطب وزيرة الخارجية، وناشده سرعة التدخل لحماية سلامة الفنانين المشاركين في المهرجان، مشيرًا إلى أن ما اعتبره «تخاذل السفارة المصرية في السويد وتواطوء وإدارة المهرجان»، يزيد الأمر صعوبة، موضحًا أنه يواصل اتصالاته مع الوفد الذي قرر العودة للاطمئنان على خط سيرهم.
وعلمت «المصري اليوم»، أن الفوج الأول من البعثة المصرية، الذي قرر العودة على الطائرة القادمة من كوبنهاجن، مساء الأربعاء، قرر عقد مؤتمرًا صحفيًا في المطار بمجرد وصوله، لشرح تفاصيل الأحداث أمام الجميع.