الأقباط متحدون - مصر والربيع المزعوم
أخر تحديث ١٨:٢٨ | الاربعاء ٤ سبتمبر ٢٠١٣ | ٢٩ مسري ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٣٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مصر والربيع المزعوم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم : عادل الأمين
 سبق أن نوهت في اكثر من منتدى العالمي ولأكثر من مرة..بأنه ليس لايدولجية الإخوان المسلمين أدنى علاقة بالديمقراطية ودولة المؤسسات وإنهم يفوقون سوء الظن العريض وانك كلما أسئت الظن بالإخوان المسلمين وجدت نفسك كنت تحسن الظن بهم وان رهان القوى الديمقراطية المتشرزمة منذ أن جاء ت إلى ميدان التحرير من اجل التغيير على التحالف معهم وعجزهم عن إتباع برنامج محدد وموحد سيجعل من الأمر إعادة تدوير وسيخطف الإخوان المسلمين الثورة ويحيلوها إلى فوضى خلاقة وأداة للانتقام وتصفية الحسابات مع نظام حسني مبارك وليس التنمية والتعامل المباشر مع الاقتصاد والأزمات الحقيقية التي تعيشها مصر..وعندما قلنا أن أبواق الأخوان المسلمين التي صنفت القوى السياسية في مصر إلى فلول وأخوان فقط كانت معادلة زائفة وان شيطنة النظام المصري القديم لن تجدي عندما يدخل الشعب المصري في تجربة حقيقية مع مشروع الأخوان المسلمين..واليوم بعد مرور عام وينيف على الربيع المصري لم نرى زهر ولا ورد..وبدأت ملامح لدكتاتورية المدنية تطل برأسها وبأسلوب الأخوان المسلمين الغوغائي والمجرب في تقويض مؤسسات الدولة تدريجيا فيما يعرف باخونة الدولة..لمجرد أن انتقلت صلاحيات المجلس العسكري الدستورية الانتقالية إلى الرئيس المنتخب من قبل 10 مليون ناخب من أصل 50 مليون ناخب أي ما يشكل فقط اقل من 20% من القوى الانتخابية المصرية بدا يمرر مراسيم غير قابلة للنقض لن تنتهي بإقالة أفراد هنا وهناك في مشروع أخونة الدولة فقط بل قد تمتد إلى تجاوز المحكمة الدستورية العليا نفسها ونسف قراراتها وإعادة البرلمان ومجلس الشورى المزور السباق بنفس المراسيم الجمهورية دستورية..لتستمر معاناة المصريين جميعا..وقد علقت الجمعية التأسيسية في نفق الدستور الإسلامي المظلم كعنوان آخر لفشل ما يسمى بالثورة... الأخوان المسلمين حالة من الانتهازية الواعية والمجربة...ويعرفون أن إيقاع الزمن الدوار قد يبتلع الزامر والمزمار كما قال الشاعر صلاح عبد الصبور وحتى في الفترة الوجيزة التي مرت بعد سقوط نظام مبارك وان شعبيتهم في تدهور مستمر.وان اليقظة الشعبية التي جاءت متأخرة في سباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مؤسسات الدولة المصرية الحساسة كالقضاء نموذجا.وان الحالة الاقتصادية المتردية يوم بعد يوم تجعلهم أيضا لا يراهنون أبدا على انتخابات جديدة أو مبكرة للبرلمان ومجلس الشورى كما تفعل كل الدول الراسخة في الديمقراطية..وخاصة أن القوى الديمقراطية أضحت أكثر اصطفافا حول برنامج وطني حقيقي للدولة المدنية الديمقراطية التي يجب أن تكونها مصر فعلا..بل أن الذين ارتضوا بالدور السلبي والبقاء خارج نطاق التغطية في الانتخابات الأخيرة قد يكونوا قد تعلموا شيئا من الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي جعلت فعلا في أمريكيا الشعب مصدر السلطات وليس الشركات والاحتكارات الكبرى والايدولجيات الدينية المزيفة هناك ، واعني بذلك اللوبي الصهيوني الذي كسره تقنية الفيس بوك والوسائط المتعددة.. والناخبين الجدد تقريبا يمثلون 50% أي 20 مليون ناخب لم يشاركوا فعليا في الانتخابات البرلمانية والراسية الأخيرة..وكانت النتيجة ما يروه الآن ،من العودة إلى مربع رقم واحد وعودة الحشود والمصادمات في ميدان التحرير مرة أخرى وكأنك يا زيد ما غزيت.. وهذه أزمة الدعوة للتغيير من غير برنامج حقيقي أو رؤية أو اقتداء بتجارب الآخرين.. نحن في السودان جربنا مشروع الأخوان المسلمين عبر انقلابهم المشؤم 1989 الذي اهلك الحرث والنسل وخرجت الدولة الحديثة التي تركها الانجليز في السودان سنة 1956 ولم تعد حتى الآن وتشظى السودان وتدهورت كل المرافق والمؤسسات.ومع ذلك يأتي مرشدهم عبد البديع من مصر إلى مؤتمر ما يعرف بالحركة الإسلامية في السودان كشاهد زور في عصر العلم والمعلومات دون أن يقدم صوت لوم واحد لنظام الأخوان المسلمين في السودان الانقلابي الذي شرد الملايين من الخدمة المدنية وقوض القضاء وأشعل الحروب في كل أنحاء السودان و الذي تنكر حتى لشيخهم الدكتور حسن الترابي وفصل جنوب السودان والحبل على الجرار. لماذا لم تقرا النخب المصرية كتاب الدكتور منصور خالد المفكر السوداني العظيم الوعد الحق والفجر الكاذب الصادر من 1980 من دار الهلال..حتى يعرفوا تماما ما سيحيق بمصر إذا وصل الأخوان إلى السلطة وبأ يي كيفية..بل لماذا عجزت القوى الديمقراطية المصرية الشقيقة عن فتح أجهزتهم الإعلامية المرئية والمسموعة والصحف والمجلات للقوى الديمقراطية السودانية لتعرف الناس بتجربة الأخوان المسلمين في السودان عبر العصور ودورها في تقويض الدولة السودانية التي يمتد عمرها 7000 عام تماما كمصر ومن ممثلين الأحزاب السودانية العريقة مثل حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والأحزاب الجديدة كالحزب الليبرالي السوداني وحزب الخضر والحركة الشعبية قطاع الشمال وغيرهم من مؤسسات المجتمع المدني السودانية والمبدعين والمفكرين والمثقفين السودانيين ..وكلنا في الهم شرق.. والحديث ذو شجون.. كاتب من السودان


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع