بقلم : مينا ملاك عازر
أخطأ لاعب النادي الأهلي القديس أبو تريكة في حق الجيش المصري في حضرة أحد ضباطه المناط بهم حماية فريق النادي الأهلي أثناء عودته من المطار لمقر النادي، وبعيداً عن غيظي من أن يُؤمن الجيش ركب النادي الأهلي، فأنا لا أرى في ركب كهذا أحقية في التأمين، فلن يستهدف الإخوان رجالهم كهادي خشبة وسيد عبد الحفيظ وأبو تريكة وأحمد عبد الظاهر وغيرهم لكنني في نفس الوقت اندهشت من إنكار تريكة للواقعة، أليس من الرجولة أن تعلن ما قلته من إهانة ولا تنكره. هل ظن أن من أُهين سيصمت ويداري عليه؟ لكن الأيام لم تمهل القديس كثيراً حتى أظهرت إخوانيته وأظهرت كذبه إذ أُعلن عن التحقيق معه في النيابة العسكرية في واقعة اتهامه للجيش بأنه يقتل المدنيين، كما يستنكر أن يحمي الجيش الفريق وهو يقتل الأبرياء.
في نفس الوقت أخطأ لاعب الزمالك الموهوب شيكابالا في حق أحد المتواجدين بمطار الجونه، وذلك بعد أن استفزه ذلك الشخص الذى كان يرتدى ملابس مدنيه - تيشيرت باللون الأحمر- وهو ولم يكن يعرف أنه رجل عسكري، وبالتالي لم يهن الجيش0 البعض يحاول أن يقارن بين الواقعتين ولكن شتان الفارق بينهما، أنا لا أطالب بحصانة لهذا أو لذاك، ولكن أقر بأن واقعة خطأ أبو تريكة ترقى لمصاف الجريمة والبجاحة والكذب، فيما يقترب من قلة الرجولة أما واقعة شيكابالا لا تزد عن كونها خلاف بين اثنين مدنين، ويمكن المصالحة فيها، وإن كان من المفترض أن يكون أكثر هدوءاً وضبطاً لأعصابه كما أنه لم ينكرها ويهرب منها بل واجهها كالرجال.
لست بصدد المقارنة بين اللاعبين، وإنما أنا بصدد إلقاء الضوء على أمر هام أن أبو تريكة المحظوظ في عهد مرسي بإعفائه لأحد أقاربه المتهمين بجريمة نصب من العقوبة لكونه قريب أبو تريكة، ولأن أبو تريكة مهم لمرسي ولجماعته أو لانتماءات ينكرها تريكة، جعلت اليوم أبو تريكة في مصاف المحصنين حتى في غير عهد مرسي، ويكاد يطالب البعض بالعفو عنه، وهو الذي أهان الجيش المصري، نفس الجيش الذي لم يتسامح في حقه حينما أخطأ طلعت السادات -رحمه الله- وهو الذي كان ابن عم محمد أنور السادات رئيس الجمهورية وقائد أعلى القوات المسلحة، كل هذا لم يغفر لطلعت السادات، وسُجِن لسنة كاملة بإهانته المؤسسة العسكرية، أما تريكة فحصانته تلعب معه وله لحمايته ولإخراجه من وحل إخوانيته وعودته لمصاف القديسين، ولكن إن فعلها الجيش فستكون كارثة كبرى بكل المقاييس، وكيل بمكاييل مختلفة، وعدم مساواة بين الناس.
المختصر المفيد المساواة والعدل هما أملنا، ليصبح الكل أمام القانون سواء.