الأقباط متحدون - الدين فى خدمة الارهاب!
أخر تحديث ١٧:٢٧ | الاثنين ٩ سبتمبر ٢٠١٣ | نسى ١٧٢٩ ش ٤ | العدد ٣٢٤٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الدين فى خدمة الارهاب!

بقلم منير بشاى

    الدين الصحيح له تأثير ايجابى على الفرد والمجتمع ولكن اذا انحرف يمكن ان يسبب المشاكل لكليهما.  فى المسيحية تعريف الدين هو " افتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقتهم وحفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم " (يعقوب 1: 27)  فالدين الصحيح هنا يظهر فى فعل الخير للغير والسلوك النقى الطاهر للفرد.  ولكن عندما انحرفت الممارسات الدينية فى اوروبا فى العصور الوسطى رأينا الكنيسة الكاثوليكية مثلا تقحم نفسها فى السياسة وتقمع العلماء وتعذبهم اذا تعرضوا للبحث فى الامور التى اعتبروها محرمة مثل ما فعلوه لجاليليو، الذى جاء بنظرية كروية الارض ودورانها.

    والاسلام تبنى القول الشهير "الدين هو المعاملة" وهذا يؤيده ما جاء فى صحيح مسلم عن نبى الاسلام انه قال "المفلس من اتى بصلاة وصوم وحج وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا فيأخذ هذا من حسناته" وفى صحيح البخارى يقول رسول الاسلام "ان من خيركم أحسنكم خلقا"  ومع ذلك نرى كيف ان بعض من يطلقون على انفسهم مسلمين يرتكبون أعمالا هى ابعد ما تكون عن المعاملة الحسنة والخلق الحميد.  وهم يبررون هذا بنصوص اخرى تبيح لهم ترويع غير المسلمين واعتبارهم كفار بل أيضا ترويع المسلمين الذين لا يتفقون معهم فى الرأى.
    وكمثال نجد ان أعمال العنف التى يقوم بها تنظيم القاعدة هى استنادا الى ما يعتقدونه من تعاليم الدين الاسلامى.  وفى مصر، وخاصة بعد عزلهم من السلطة، لجأ تيار الاسلام السياسى الى أعمال عنف ضد المجتمع المصرى عامة وضد مسيحيى مصر خاصة.  وهم يبررون هذا كله بنصوص فى الدين ينتقونها خارج سياقها وبعيدا عن الفهم المتعارف عليه ممن يؤمنون بالدين بوسطية وتسامح.

    نتيجة لهذا الفهم للدين نرى هؤلاء يحللون لأنفسهم افعالا مريعة مثل:
الكذب الحلال
    يقول الاسلاميون ان الكذب حلال فى ثلاث: فى الحرب ومع الزوجة ولعمل السلام بين الناس.  ثم يستنتجون ان الكذب حلال فى سبيل الله.  وتحت هذا الغطاء لا حدود لما يمكن ان يقولوه من كذب  بل ويأكدوه بالحلفان بأغلظ الايمان.  وهذا ما عانت منه مصر فى فترة حكم الاخوان.  لقد جاءوا للسلطة عن طريق وعود كاذبة وزوروا الانتخابات واشتروا الأصوات بالمال والطعام.  ثم مارسوا الحكم عن طريق الكذب والخداع فما يراه الناس أسود كانوا يسمونه ابيض والعكس.  وبالخداع عملوا صفقات مع اعداء مصر واعطوهم اكثر مما كانوا يطلبون أو يتمنون من أصول مصر وذلك الى ان يتمكّنوا من الحكم ثم بعد ذلك ينقلبوا ضدهم.
الدم الحلال
    هناك نصوص فى القرآن والحديث تدعوا الى القتال والقتل.  وهى لها تفسيرها الخاص عند علماء الدين الوسطيين. ولكن المتطرفين يأخذونها بعيدا عن هذه التفاسير لاعطاء انفسهم الحق فى قتال وقتل من لا يتّفقون معهم فى العقيدة.  وهم يقتلون ليس فقط من يخالفونهم فى الدين بل رأيناهم يقتلون المسلمين من الشيعة بل وأيضا من السنة ممن يرون الأمور بطريقة تخالف رؤيتهم. 

النهب الحلال
    من المعروف ان السرقة محرمة فى كل الاديان والاسلام يضع عقوبة صارمة لها وهى قطع اليد. ولكن نتيجة تفاسير خاصة اصبحت السرقة حلالا لهم.  فمثلا قد يعتبرونها غنائم حرب أو أموال الكفار التى هى حلال للمسلم فى رأيهم.  وقد رأيناهم يسرقون بيوت المسيحيين وكنائسهم بل ينهبون المتاحف التى لا تقدر محتوياتها بالمال.  ثم رأيناهم يبيعون ما سرقوا على الرصيف المقابل.
التدمير الحلال
    بكيفية ما استطاعوا تبرير حق حرق وتدمير البيوت والكنائس والمتاجر وأقسام البوليس.  وهم يظنون انها حرب (مقدسة) بينهم وبين الكفار.  وفجأة تحوّل ابناء الوطن الواحد الى أعداء وكفار.  وفى هذا قد يستندون الى رأى مذاهب متطرفة لا تقبل وجود الكنائس فى ديار الاسلام.  هذا مع ان هؤلاء المسيحيون هم سكان البلد الأصليون والكنائس موجودة قبل دخول الاسلام لمصر.

الدعارة الحلال
    باسم الدين وجدنا اشياء لا يختلف اثنان على انها دعارة قد تحوّلت فجأة الى اعمال مباحة بناء على اعادة تسميتها اسماء مثل جهاد المناكحة وزواج المتعة.  وقد استخدم البعض الاحتياج المالى للفقراء فى قرى مصرفجعلتهم يبيعون بناتهم العذارى لمن يدفع اكثر من فحول ذئاب الخليج.  هؤلاء احيانا يتزوجون بعقد مؤقت وصداق ضخم خلال اجازة الرجل فى مصر.  وأحيانا يتزوج بعقد دائم تنتقل به الفتاة مع رجل قد يزيد عنها فى العمر بنصف قرن لتتحول فى بلاد الخليج الى خادمة أو ربما لتصبح واحدة من البنات التى يستخدمهن ذلك القواد فى تجارة الجنس.

    القول ان الدين أفيون الشعوب صادق اذا انحرف الدين عن مساره الصحيح. ونحن نرى فى هذه الايام كيف انحرف الدين وساهم فى الردة الحضارية التى تعانى منها مصر. ولن ينصلح حال مصر الا بفصل الدين عن الدولة واتّباع نظام مدنى عصرى يعالج مشكلات العصر بآليات العصر، ودون ان يعارض صحيح الدين.  واى محاولة لعلاج الارهاب لن تنجح ان لم تصل الى جذوره الدينية وتصحيح المفاهيم المتطرفة بواسطة علماء الدين الذين لهم اعتبارهم عند عامة الناس.
Mounir.bishay@sbcglobal.net


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter