اختلفت مواقف القوى «الإسلامية» وقيادييها من انفجار رفح الأخير، فبينما اكتفى الإخوان بإعلان موقف عام يدين العنف، مع الحرص على تبرئة الجماعة من أى اتهامات قد تطولها، استغرق فريق من الإسلاميين فى تيار الإنكار ورفع المسؤولية عن أى إسلاميين، واتهموا الجيش بتدبير التفجير، فيما وقف فريق ثالث موقفا على النقيض مطالبين الجيش بتشديد قبضته ضد العناصر التكفيرية، فى اتهام ضمنى لها بالوقوف وراء الحادث، بينما استنكرت الجماعة الإسلامية التفجير، لكنها حملت السياسات الحكومية المسؤولية عن الفوضى والعنف.
قال الدكتور محمد الباسل، القيادى بجماعة الإخوان، إن الجماعة ترفض العنف شكلا ومضمونا وترفض توجيه أى اتهامات إليها دون وجود أدلة وحقائق مضيفا: ليست كل صغيرة وكبيرة تحصل فى البلد يتم اتهام الإخوان فيها.
وتابع، لـ«المصرى اليوم»: ندين استخدام العنف ونطالب بتحقيق واسع وشامل يكشف المتورطين الحقيقيين ومعاقبتهم وفقا للوائح والقوانين.
واعتبر عدد من قيادات الجهاد والسلفية الجهادية أن حادث تفجير مبنى المخابرات الحربية لن يكون الأخير، وتوقعوا حملة اغتيالات سياسية فى الفترة المقبلة، وتزايد استهداف المؤسسات العامة فى ظل استمرار ما سموه سياسة الجيش فى القصف العشوائى، وطالبوا القوات المسلحة بتوخى التهدئة، وحذروا من تفجير «حرب أهلية».
قال عبدالحميد صبح، جهادى سيناوى، إن عملية تفجير مبنى المخابرات هى من «الأفلام» التى يخرجها الجيش والمخابرات لتصوير سيناء باعتبارها مقرا للإرهايبين، ووصفها بأنها عملية من تنفيذ وإخراج عملاء إسرائيل فى سيناء.
وأضاف، لـ«المصرى اليوم»، أن جماعة أنصار بيت المقدس التى تنسب لنفسها جميع التفجيرات هى جماعة فلسطينية عميلة، وليست مصرية، وعملياتها قد تكون من تدبير إسرائيل وعملائها، متعجبا من كيفية وصول هؤلاء المسلحين إلى مبنى المخابرات الحربية، خاصة فى ظل التشديدات الأمنية حوله. وتابع: «هناك مسلحون فى سيناء لهم ثأر الآن مع الجيش واعتقد أنهم سيسعون الفترة المقبلة للتعامل مع الأجهزة الأمنية لتصفية كل العملاء الذين يتعاملون معها، حيث سيصفون كل عميل سواء إسلاميا أو غير إسلامى.
وواصل: لا أستبعد وجود عملاء إسرائيليين متورطين فى حادث مبنى المخابرات، وطالب الجيش بالتهدئة والتعامل السياسى مع الأحداث بسيناء والتوقف عما سماه أحداث العنف، قائلا: «أرجو أن يتوقف عن القصف العشوائى، فهذا ظلم لأهالى سيناء».
وتابع: «أهالى سيناء بدأوا يشعرون بالكره للجيش، لدرجة أن الكثير منهم يفكرون فى الهرب إلى إسرائيل من كثرة القصف العشوائى، فهم الآن يندمون ويتحسرون على أيام مبارك وأمن الدولة، حيث كانوا يعتقلون دون قتل».
وفى المقابل قال محمد الأباصيرى، الداعية السلفى، إن جماعة أنصار بيت المقدس، هى تنظيم جهادى مكون من اندماج عدة جماعات جهادية، منها الجهاد وجماعة أنصار السنة، تحت مسمى «أنصار شورى المجاهدين أبناء بيت المقدس» وتوقع أن تستمر فى الحملات التفجيرية فى سيناء. وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن هذه الجماعة لها تواصل مع جماعة الإخوان والتنظيم الدولى للجماعة، وعدد من الجهاديين، مثل أنصار المهندس محمد الظواهرى شقيق الدكتور أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، وأن هدفهم هو عناصر الجيش المصرى لأنهم يعتبرونه «مرتدا» ويجوز قتاله. وتابع أن الحل هو القبضة الأمنية من قوات الجيش والأمن فى سيناء ومداهمة بؤرهم الإجرامية والعمل على تغيير الأفكار التكفيرية ومحاولة معالجتها، خاصة فى سيناء.
وقال محمد حسان، المستشار الإعلامى للجماعة الإسلامية، إن الجماعة تستنكر العمليات التى تستهدف الجيش ومؤسسات الدولة فأى أعمال عنف تؤدى للقتل وسفك الدماء مرفوضة تماما. وأضاف لـ«المصرى اليوم»: السياسة الخاطئة التى تمارسها الحكومة الحالية فى سيناء من عمليات قتل عشوائية واعتداء على المنازل والمسيرات السلمية، والفشل فى حل مشاكل سيناء بشكل جذرى والاكتفاء بالتعامل على أساس السياسة الأمنية القديمة، سوف تؤدى إلى المزيد من الفوضى والعنف.