أسرعت المعارضة السورية و الملقبين بالجيش السوري الحر برفض مقترح روسيا بجمع كل الأسلحة الكيماوية و إعدامها تحت أشراف هيئة الأمم المتحدة و بضمان روسيا ؟؟

المعارضة السورية و جيش سوريا الحر قاموا بفظائع ضد المواطنين السوريين و بالذات المسيحيين بصورة يندي لها جبين العالم. قتلوا قساوسة و راهبات و اغتصبوا وقتلوا فتيات و قتلوا أطفال و قتلوا نساء وشيوخ، ودمروا البنية الأساسية لسوريا. 
 

الحل السياسي هذا لم ينقذ سوريا فقط من خراب ودمار محقق بل أنقذ العالم حتى ألان من اندلاع شرارة الحرب العالمية الثالثة. 

قد يراه البعض انه فوز الدبلوماسية الروسية علي الدبلوماسية الأمريكية . ويراه البعض انه محاولة للمراوغة و البعض يرونه علي انه تحالف بين الشيعة و روسيا و حزب الله و النظام السوري ضد الإسلام السلفي. أما من وجه نظري هذه المواجهة بين هي بين قوات مخطط تقسيم الدول العربية في الشرق الأوسط عن طريق مشاة المتأسلمين الذين تتحكم فيهم و تمولهم الولايات المتحدة الأمريكية. 
 

وخير دليل علي هذا هو إصرار المعارضين لحكم بشار الأسد ضد رغبة الاستقرار و بقاء سوريا دولة مدنية مدعومة بالسواد الأعظم من الشعب السوري. نعم بشار الأسد لابد أن يذهب و لكن من سيحل محله. الأخوان المسلمين أو القاعدة ؟ 

ما أشبه اليوم بالبارحة الولايات المتحدة الأمريكية وحسب وكالة رويترز اليوم الخميس 12 سبتمبر 2013 بدأت في توزيع أسلحة "فتاكة" علي الجيش السوري الحر. وهذه الأسلحة تأتي من مخازن سرية في تركيا و ربما الأردن أيضا. 
 

الكلمة التي وصفت بها هذه الأسلحة أنها أسلحة فتاكة ؟ ضد الدبابات السورية و ضد الطائرات السورية و ضد كل ما يملكه الجيش السوري النظامي. 

هل الجيش السوري يحارب علي جبهة حربية ؟ أم انه يحارب حرب شوارع ضد عصابات إرهابية. لنقول أن العصابات الإرهابية من إتباع القاعدة و غيرهم لن تصل أليهم هذه الأسلحة الفتاكة مباشرة من الأمريكان. ولكن من يضمن و كيف نضمن أن هذه الأسلحة لن تصل إلي أيادي القاعدة ؟ من يدريكم أن جيش سوريا الحر لن يجد نفسه مضطرا ألا من عقد اتفاقية مع المجاهدين الإسلاميين لسرعة الإجهاز علي النظام السوري و لنقل بمعني أدق الإجهاز علي الجيش السوري و إلحاق اكبر خسائر في معداته و إفراده. 
 

وبعد أن يجهزوا علي الجيش السوري النظامي تصبح سوريا مرتعا للمنظمات الإرهابية ضد جيش سوريا الحر و الذي ظاهر لنا من تحركاته و قادته أنه جيش لا يملك صفة الجيوش النظامية أو حتى يملك التنظيم القوي الذي يضمن حفظ الآمن في ربوع سوريا بعد سقوط نظام الأسد. 

لم يفكر احد ماذا بعد سقوط نظام الأسد ؟ هل هو تكرار لما يحدث في العراق ؟ كيف ستبني سوريا ما هدمته تلك الحرب الغبية التي اخترعها النظام الأمريكي عن عمد. هل ستعيش سوريا علي الإعانات المشروطة من قطر و الذي يحيرني حقا أن دول الخليج أيضا متفقه علي إسقاط الأسد. 

وسؤالي هنا هل يعرف كل هؤلاء ماذا يفعلون و إلي أين هم ذاهبون ليس بسوريا فحسب بل بالعالم. 

سقط صدام حسين و سقط مبارك بل ألقاه الأمريكان تحت عجلات الأتوبيس،  وسقط بشار الأسد و حتما سيسقط النظام في الأردن و من المحتمل سقوط النظام في السعودية نظرا لقربها من نيران هوجاء يد المخطط الأمريكي. لا توجد ضمانات بأي حال من الأحوال كيف ستتصرف هذه الشعوب بعد أن رأت أوطانهم تقع تحت وطئه مخطط مدمر. هل سيقبل السوريين أن تصبح بلدهم الجميلة محتله بالأتراك ؟ هل سيقبل الشيعة أن تنقلب علي رؤوسهم كل هذه المصائب حتى وان وبغض النظر كانوا يستحقونها. 
 

لجيش سوريا الحر كل معدة وطائرة تدمروها ستندمون ندم لا نهاية له عندما تمتنع تلك الدول التي شجعتكم علي خراب جيش سوريا من إمدادكم ولو حتي بقطع الغيار. أن سقط رجل روسيا في سوريا فلن تقف روسيا مع الحكومة السورية و لن تعطي أمريكا أي أسلحة لنظام لم تعرفه تجربه و تعرف نواياه تجاه إسرائيل و ما حاجة سوريا بسلاح أو جيش بعد ذلك فلا يمكن أن تمد أمريكا سوريا بالسلاح الأمريكي لكي يضربوا به إسرائيل. و روسيا لن تعطي لسوريا الجديدة أسلحه تهدد مصالحها في المنطقة. 
 

نداء أخير لكل دول المنطقة بما فيها إسرائيل أن لم تستطيعوا أن تكبحوا جماح غباءكم السياسي فلن تدوم دولكم مهما كانت قوية و غنية. 

العقل نعمة عندما تستخدمونه و نقمه عندما تطئوه بالنعال.  

يا كبير العرب يا طويل العمر يا جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز بالله عليك أطال الله عمرك ارفع عصا القيادة ليخرس الجميع. و يتكلم العقل.