الأقباط متحدون - بط بالفريك!
أخر تحديث ٠٤:٠٥ | السبت ١٤ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٤ | العدد ٣٢٥١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بط بالفريك!

الحزب الوطني
الحزب الوطني

بقلم : مدحت بشاي

 نعم، لقد مارس بعض أعضاء الحزب الوطني فعل التكويش والسطو على مصالح العباد، وفي زمانه عم الفساد والخراب والفشل والكساد، وتراجعت أحوال حقوق الإنسان، وفي عصره توقف إعداد وتقديم أصحاب مهارات القيادة والإدارة، وبفضل سطوته تم تفصيل القوانين لتخدم مصالح أهل الحكم والنظام ولتيسر احتكارهم لخيرات البلاد.. فساد إداري، وتراجع في قيم وسلوكيات المواطن داعمة جميعاً لتفشي حالة فساد مالي واجتماعي، وممارسة رجال أعمال للعمل الحكومي والحزبي والسياسي مهما تعارضت المصالح، وتراجع فضائحي في أداء وزارات الخدمات.

نعم، لدينا الكثير مما يُمكن أن نقوله عن سلبيات وبشاعات ذلك الحزب، ولكن أبداً لم يمارس أعضاء الحزب الوطني فعل الخيانة الوطنية على عينك يا تاجر، ولم يساوموا على خطوط الحدود ، ولم يكن من بينهم من استقوى بالغرب ضد مصالح الوطن، ولم يقدم أحدهم على تشكيل ميليشيات لترهيب وترويع الناس، وهو حزب لم يكن ذراعاً سياسياً لجماعة خائنة ينبغي إعلانها جماعة إرهابية.. الحزب الوطني في النهاية مهما اتفقنا على توجهاته السلبية كانت لديه مجموعة من الخبراء والكتاب والمبدعين وأصحاب الرأي والفنانين، ولم يكن مجرد ساحة وتجمع لمجموعة من أمراء الحرب وعطاشى الدماء يعملون بتبعية السمع والطاعة لتنظيم دولي فاجر يخطط لرسم خريطة لدولة الخلافة!

ورغم كل تلك الفروق الهائلة التي تحسب إيجابياً لصالح الحزب الوطني الديمقراطي، التي لا تتسع مساحة المقال لذكرها، فإن الحكومة المكسوفة الخجولة منزوعة الصلاحيات كما أعلن رئيسها د. عصام شرف بعد ثورة 25 يناير 2011.. تلك الحكومة الطيبة بادرت بحل الحزب الوطني ووضع اليد على مقاره وإقصاء رموزه، وقد سعدت الجماهير بالقرار وقامت من جانبها برفضهم كمرشحين في الانتخابات بشكل رائع.. أما حزب الحرية والعدالة الذي يمارس وحتى كتابة تلك السطور العنف والانتقام، فحكومتنا التي كنت أتمناها رشيدة ثائرة ترحب بمن لم تلوث أياديه بالدماء!

إنها حكومة (الببلاوي - زياد بهاء الدين) المترددة، التي يبدو أنها تكن للحزب ورجاله كل مودة واحترام وتقدير.. يقول بهاء الدين: «مبادرة مجلس الوزراء - اللي هيه مبادرتي - إعادة تأكيد على عدم إقصاء أي فصيل سياسي طالما التزم بنبذ العنف».. وأسألك وحياة كل غالي عندك وعندنا وليكن العظيم أحمد بهاء الدين.. لو عرض عليك عضوية حزب الحرية والعدالة بعد كل تلك البشاعات التي في صدارتها أنه جناح لجماعة دموية لها تاريخ غير وطني.. تقبل سيدي الوزير؟.. أظن لو كنت طرحت السؤال ده على ذات نفسك لكنت امتنعت عن حكاوي الفصيل السياسي: (من إمتى الإخوان فصيل سياسي وهمه كانوا تحت الأرض وبقية عمرهم في السجن وعلشان كده لما حكموا كان سقوطهم المدوي)؟!.. أما حكاية الإقصاء، فلعلك فهمت الآن أن كل عضو في الحزب مدان لأنه ارتضى أن يكون عضواً في حزب له ماضي وحاضر رذيل وبشع ومحل اتهام لكل ما أسلفت ذكره.. ولا تقل لي الملوثة أياديهم فقط يا ابن بهاء الدين!

أما السفير عز الدين شكري، عضو لجنتكم (قال إيه لجنة للمسار الديمقراطي المكلفة بتفعيل البرنامج السياسي للحكومة).. قال معالي السفير: «المصالحة لا تقوم إلا بالمحاسبة، والاعتذار وتحمل تبعة الأفعال».. والله ده الهزل في زمن الألم والبناء.. تحاسب فكرة وعقيدة و80 سنة بث لكراهية الوطن وناسه ومصالحه ومدارس إخوانية بتفرخ كوادر منيلة عبر كل هذه السنين إزاي؟.. وهل دي جماعة لها عهد يا معالي السفير، اسأل من اشتروا الوعود على بوابة فرمونت من مرشحهم الاستبن، وخلاهم دلوقتي مش قادرين يرفعوا عينيهم من الخجل في وشنا (طبعاً اللي عندهم دم بس).

أما د. حازم الببلاوي فيقول: «إن فهمى للمصالحة أنها ليست حديثاً عن الماضى بقدر ما هى حديث عن المستقبل، ونحن نريد بناء مجتمع ديمقراطى مدنى، نريد أن يشارك الكل فيه، ولا يشعر أحد بالإقصاء، طالما أنه لم يرتكب جرائم، ومن خالف القانون لابد أن يعاقب».. ويا معالي رئيس الوزراء، عن أي ديمقراطية وأي مسار ديمقراطي يمكن أن ينخرط فيها من كفروا بالديمقراطية والحوار والمشاركة.. لقد جربتم محاورتهم لفض رابعة والنهضة على سبيل المثال، ولا سأل فيكم حد.. أي ديمقراطية مع بشر تم إلغاء الأجزاء الحية في مناطق تفكيرهم وإحساسهم بالناس والدنيا والإبداع؟!

يا معالي رئيس الحكومة لديكم ظهير شعبي مؤيد هايل، ودفاع وداخلية ما فيش أروع من كده.. مكسوفين من إيه؟!
أخيراً، أنا آسف لإضاعة وقتكم، فرئيسنا المعزول في انتظار تصديقكم على وجبة «بط بالفريك» على العشاء كما أعلنت الصحف، ولن يجيب لكم عن سؤال.. أيوه نفسه مفتوحة، هوه لا سمح الله محل اتهام هوه ولا حزبه؟!

 




 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع