الأقباط متحدون - علام يـُسفر انسلاخ الثعابين ..؟
أخر تحديث ٠٥:٠١ | السبت ١٤ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٤ | العدد ٣٢٥١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

علام يـُسفر انسلاخ الثعابين ..؟

بقلم : ماجدة سيدهم
" المرتعشون  لا يصلحون للانطلاق بالشعوب حتى لو تحلوا بالخبرة وتغنوا بحضارة المصالحة "
                                          ************
 
*مشوار الأفاعي سريع وداهي وأيضا ملتوي جدا  ولأنها لا تصدر صوتا لذا فمن المفاجأة  إن لم تكن بمعرفة كل فلسفتها المخادعة  وأدركت  خطورة فتكها  فستجدها وقد داهمتك وحاصرتك ورقصت بشروطها المسمومة على كل تاريخك لتجتاز فوق تفاصيل مضجعك التعب ، تعصر عظامك صرخة صرخة ،تحيل كرمة قصائدك   إلى خريف متساقط بلا اتكاء ومن كل المحاولات الممكنة تجرد إيقاع حلمك  كيلا يكون تلاحما منشودا ، ثم تترك ما تبقى من جموع الخائفين إما منحنيا أو منصرفا ، فيما إن غازلت اصفرار قلبها   لاتقاء مكائدها  أو كي تمنحك بعضَ الوقت لتبدو  حسن النوايا بها أو للتعايش  معها.. ربما، وربما المصاهرة  أيضا - ولم لا..! فالرقص مع الثعابين لا يتطلب حكمة أو ضميرا واضحا  بقدر ما يلزمه  مكر الولوج من الأبواب المواربة  والكثير من رداءة الطبل على أوتار الميوعة - في كل الأحوال لن  تصدقك، الثعابين لا تصدق غير من يماثلها تآفعا  ولا تثق بغير الخارج من  التواء رحمها ، فيما  تـُخـوّن جدا كل من راقصها وداجنها وبالمزمار طلب طريقها، فأية شركة  بين الاستقامة والانحناء ،

وأية  رؤى بين  نغمات ثورة الجمال  و ذاك الفحيح اليتيم الذي للخيانة ، وهمت الثعابين  يوم ظنت في انسلاخها  يتجدد كالنسر عنفوانها ، فبينما يتجدد شباب النسور من داخل الروح  ،تنسلخ الثعابين  فقط  من الخارج  لفرط توحشها عن ضيق جلدها وتورم سمومها ،فعلام  يسفر إذا انسلاخ الثعابين  غير المزيد من التوحل  في شرك التيه  بعيدا عن أوطاننا التي نزفنا الروح من أجلها ، الخائفون والداعون للتراقص يدركون جيدا أن الثعبان مهما تجدد والتمع  جلده يظل دوما ثعبانا أصيلا ،يحمل أينما حل  كل ميراث الكذب وكل نصوص الغدر وفتاوى  الابتلاع. هل  شاهدتم من قبل  دفق الثعابين  الوليدة في مشهدها  الرديء، وكيف بإيغال  تكتسح هدوء المساحات بجينات العمى ذاته  الذي لرعيل القادة دونما  توخ ٍ أو فهم ، حدثوني إذا عن أمومة الحيّات أو عن ما خلفته دروبها يوما من أخضر أو دليل  مسرة أو علامة فن ،ذكروني عن تلك القصائد التي بها تغنى الشعراء 
 
الثعبان ساكن الخرافة والخرب ، في عزلة البداوة يسعى سفكا ليشبع  جوفه جحيما لا ينطفئ بينما  في قامة الانبطاح تطأه أحذية النبلاء  لذا أفكاره لا ترى سموا وفقط سنتميترات عن التراب يشبٌّ مجتهدا  وسريعا ما ينكفئ .. يتناسل .. ينسلخ .. وأيضا هناك يموت  .
 
 قيل في الأساطير إن الحيات ما تبدلت لغير عصا تنكسر، وأما أنا  أقول لكم ما 
 أتعس الملوك  التي تراوغ عقلها المسحور فجميعهم  ينالهم البرص فيما  تزيل عن فمها  أثار الدماء وتقول " هكذا أفعل  عهدي بكم  وأنتم بصمم  تنخدعون ..! " ،   فمتى تستيقظ  أوطاننا وتصفع كل فوهات الجدل لقبور منتنة- فحقولنا وأغانينا  تختنق وجعا وجوعا وغضبا في الزوايا  يمور.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter