بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل
منذ يوم الأربعــاء الأسود الموافق 14 أغسطس 2013م،يوم فض اعتصامى رابعة العدوية (شرق مدنية القاهرة)،واعتصام ميدان النهضة،أمام جامعة القاهرة( بوسط مدنية الجـيزة)، حيث قـام أنصار الرئيس المعزول "محمد مرسى"بحصار وحرق كنائس مصر الآثرية،فى شتى بقــــاع مصر ،لدرجــة وصل عـدد ما تم حرقه نحـو (86) ـ يقع الغالبية العــــظمى منها فى صـــــعيد مصر ـــ ، بالإضافة إلى المدارس و الأديــرة،وصاحب ذلك عمليات نهب وسلب، وقتل العـديد من الأقبــاط،ولا يـزال الحصار الأخوانجى يمارس على الأقــــباط فى مناطق متفرقة من مصر، حتى كــتابة هـــــذه السطور.
على أية حال،لم تقدم حكومة الدكتور" حازم الببلاوى"، وخاصة وزير داخليته "محمد إبراهيم" يد الــــــعون،لنجدة الأقبـــتاط،المحاصرين من قبل أنصار المخلوع"محمد مرسى"،كما أن المتحدث الأعلامى لرئاسة الجمهورية "أحتتتمد المسلمانى "لم يشير فى تصرحاته بالتفــــصيل حول ما يحدث للأقباط، بل أكتفى بذكر موقــف الكنيسة،فى حين ذكر الأعلامى "تامـــر أمــــين"ذكر فى حديث له بالتـفصل الدور الوطنى للكنيسة المصرية قائــــلاً "نحن نتعلم درساً فى فــــنون الوطنية من الكنيسة المصرية"،والســؤال الذى يطرح نفسه هنا متى تقوم الحــــكومة المصرية بفك الحصار الأخوانجى عن أقباط؟
وهنا نذكر بعض الأمثلة عن الحصار الأخوانجى لأقباط مصر،وخير مثال على ذلك ما يحدث الآن فى قرية دلجا ــ تقع ضمن قــرى مدنية دير مواس التابعة لمحافظة المنيا (عروس الصعيد) ـ حيث يتعرض أقباطها لنوع من الإذلال والمهانة، وخاصة بعد حــــرق كنائسهم فى يوم الأربعــــاء الأســـود،وتدمير شتى منازلهم بل وأجبارهم على دفع الإتاوات أو الهجرة الأجبارية،ويسعى البعض من هؤلاء الأخوانجية إلى محاولة تطبيق الجزية ــ تم ألغائها من الدولة العثمانية ومصر منذ عــــام 1854م فى محمد سعيد باشا،وإلحاق الأقباط ضمن صفوف الجيش المصرى ــ على الأقبــاط،مقابل الحماية عى منازلهم وأطفالهم ونسائهم،أو إذ جاز لنا التعبير مقابل الأمن.
وتسعى جماعة أنصار الرئيس المخلوع "محمد مرسى"إلى تدمير الحضارة القبطية العريقة، التى تعد أمتداداً طبيعاً لحضارة مصر الفرعـونية،عن طريق حـــرق الأديــرة الأثرية مثل دير الســــــيدة العذراء والأنبا إبرام بقرية دلجا؛ حيث تم تدمير كنيسة السيدة العذراء الذى يعود تاريخـــه إلى بداية القرن السابع الميلادى،وايضا كنيسة الإصلاح الإنجــــــلية،ومبنى خدمات الأقباط الكاثوليك ،كما تـم حرق دير راهــــبات الراعى الصالح بمدنية السويس الذى يعـــــود تاريخه إلى الــقرن التاسع عـشر الميلادى،وتــــدمير المدارس الأثرية مثل مدرسة الراهبـــات الفرنسسكان بمدنية بنى سويف التى تم تأسيسها فى منتصف القرن التاسع عشر.
أتمنى من الحكومة المصرية،سرعة التدخل وفض الحصارالأخوانجى عن أقباط مصر،مثلما تدخلت من قبل وفضت اعتصامى رابعة والنهضة، وإعادة بناء الكنائس والأديرة والمدارس التى حرقت، والحفاظ على آثار مصر القبطية، التى تعد من أهم مصادر الدخل القومى.