الأقباط متحدون - أعتذر ... ربما كلامي يزعل البعض
أخر تحديث ٠٠:٣٥ | الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣٢٥٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أعتذر ... ربما كلامي يزعل البعض

بقلم : نبيل المقدس
لحد إمتي نمجد اليوم الذي يٌقال عنه ثورة 25 يناير ؟... لحد إمتي نحاول تبرير هذا اليوم بأنها ثورة شبابية قام بها الشباب لأهداف معينة تختص بمستقبلهم ..؟؟ لحد إمتي نوْهِم أنفسنا بانها ثورة تُدرس الآن في جميع جامعات العالم .. في كيفية القيام بها والتخطيط لها وكأننا قمنا بعمل إختراع أو إبتكار في وقت نجد دول أخري حاولت القيام بمثل تلك الثورة وفشلت.؟ !!؟؟ أنا عن نفسي إنبهرت أولا بها .. لكن بعد تركيز دقيق أخذ مني ايام وليالي لم أجد تبريرا لهذه الثورة . ربما العيب مني أنا فقط , وأن جميع باقى الشعب علي حق . بدأت الثورة بحجة التوريث .. لكن سبق وأن قرأت تصريحات من الرئيس السابق حسني مبارك انه لا يلهث ورا توريث الرئاسة لإبنه جمال .. كما قرأت تصريحا آخر من السيد جمال مبارك انه لا يميل ابدا ان يكون رئيسا .. بل بالعكس انه يتعجل المده الباقية لكي يستطيع ممارسة عمله المفضل في شركته بلندن .. وكرر هذا التصريح عدة مرات... ففي بوابة الوفد الإلكترونية بتاريخ 15 – 9 -2013 أن ثورة يناير قد بدأت فعلا سنة 2005 من يوم ما رفض مبارك عرضا لنتنياهو بتوطين أهل غزة في سيناء , فكان رد مبارك عليه : " إنس هذا الموضوع , لا أنا ولا أتخن مني يقرب علي حدود مصر ".

بدأ منذ هذا التاريخ فإن الأيد الخفية والتي سوف نظهرها فيما بعد كانت تحض علي القيام بما سموها التظاهرات الفؤية  .. حتي أصبحت هذه التجمعات أضحوكة الشعب المصري وأنه ما إلا امر عادي جدا ... فمنهم قال انهم شباب يريد تضييع الوقت , أو جماعة مأجورة لكي تسقط النظام ... وخرج علينا بعض الإعلاميين الذين يجيدون اللعب بالألفاظ لكي يستطيعوا مسك العصا من المنتصف , وما يؤسفني أن حوالي 30% من مقدمي البرامج الذين نراهم يوميا الآن علي شاشات التليفزيون أجادت هذه اللعبة القذرة ..   .

بدأت الحشود من يوم 25 يناير بشباب زي القمر كانت كل طلباتهم هو " العيش , والحرية , التكافل او العدل الإجتماعي " .. هذه طلبات مشروعة  في نظرهم لا يجدونها في كثير من الطبقات الإجتماعية الأخري. وبدأ الحشد يزداد ويتخذ مسارا جديدا , وغاب عن المشهد هؤلاء الشباب الذين كانوا بواكير هذه المظاهرة , وظهرت بعض الفئات تختلف تماما عنهم , ومع ظهور هذه الفئات الجديدة دخلت مجموعات الجلاليب البيضاء واللحي , وكان منظرهم غريبا علي ابنائنا .. وكلما ظهر مبارك لكي يتكلم كلمة يشرح فيها موقفه وموافقته علي كل ما يريده الشباب الأصلي , نجد ان هناك قوة تخرج من هؤلاء اللحي وبعض من الشباب العادي المغرور بهم  تدفع هؤلاء الشباب إلي عدم القبول والإصرار عليها  حتي جعلوهم ان يرفعوا سقف طلباتهم إلي مستوي تنحي مبارك ومغادرة البلاد , فقد كنا نسير علي نفس نمط ما يحدث في تونس , حتي تخيلت أنني أحضر في نفس الوقت حفلتين موسيقيتين , يقودهما مايسترو واحد .. كانت النغمة هي "  تنحية الرئيس لدرجة أن الرئيس وقتها طلب منهم أن يرحل بعد فترة معينة خوفا من إحتلال فئة دينية الحكم " وهو يعلم تماما هوية هذه الفئة التي كانت تعمل تحت الأنفاق والأرض متربصة لهذه اللحظة للإنقضاض علي هوية مصر الأصلية  . فلقد كان مبارك ومن سبقوه من رؤساء  علي علم كامل عن هذه المؤامرة الكبري وهي تكوين دولة خلافية بقيادة تركيا وبمساعدة امريكا .. ومن الطبيعي ان امريكا تتمني هذا العمل من اجل خاطر عيون اسرائيل ... فقد وضعت خطة لتفتيت البلاد العربية وإضعاف جيوشها حتي ولو كان هذا في صالح الإرهاب التي تتباهي بتدميره ... وبدأتها فعلا بالعراق .

انا لا اتدخل في ذمة حسني مبارك هو وعائلته .. بل أدخل في ضمير هذه الأمة  .و أشهد له أنه كان لها رجل دولة حقيقي سياسيا .. فرفض أن يترك البلاد سالما وليس هاريا هو وأبنائه .. لدرجة انه استدعي ابنه علاء الذي كان خارج البلاد في وقت تنحية مبارك لكي يأتي كرجل أمام القضاء هو وأخيه وأبيه . لم يتذمر مبارك وأبنائه ... لم يكن مشاكسا هو أو ابنائه جمال وعلاء , لم يهربوا أو يندسوا بين سواتر بشرية كما فعل غيرهم . تم معهم جميع اجراءات الحبس الإحتياطي كأي متهم آخر .. وتمت إجراءات المحاكمات علانية . وخرجوا جميعا براءة إلا من بعض احكام مالية . ثم إرتضوا ان تُعاد محاكتهم مرة أخري , وتقبلوا هذا الخبر بنفوس وطنية شجاعة واثقين من برائتهم ... وعلي العموم هم بين ايادي القضاة واقفين داخل القفص بكل أدب وذوق .  ليس معني كلامي أنني اقف بجانبهم بل اقف بجانب حكم القاضي والعدل والعدالة ... فقط . وأنا أتحدي أي شخص كان نصيبه يحيا تحت ما يُقال عليه حكم العسكر من يوليو 1952 إلي 2011 قد تم إهانته . إلا هؤلاء الذين طمعوا في الكرسي أو تخريب البلاد ..

صدق حسني مبارك عندما كان خائفا بأن البلاد , سوف تسقط في عرين اسد لا يرحم .. وما زلنا نتمثل بالنعامة التي تدفس رأسها في الرمال لكي لا يراها الصياد . وصدق عندما لو راجعت سيادتك التسجيلات التي نشرتها صحيفة اليوم السابع أن ثورة يناير بدأت فعلا علي يد امريكا فى 2010 , وشعر مبارك أنهم يريدون أن يطردوه بأي ثمن هم وكل الفئات التي سولت نفسها بمساعدتهم من اجل السلطة الخلافية ,كما أن أمريكا وهذه الفئة الضالة  هي التي اصدرت إشاعة توريث جمال الحكم ... حتي ان جمال نفسه تحمل جميع السباب والشتائم بكل شجاعة وبسالة . 

إستلم المجلس الأعلي للقوات المسلحة حُكم البلاد ... وبطريقة ما لا أحب أن اقولها لأن الأقاوييل كثيرة , ان هذا المجلس كان يعمل لحساب امريكا لإعطاء جماعة الإخوان المسلمين سلطة البلاد علي طبق من الذهب .. وهذا ما حدث . نعم في اول 2012 تحمست للإخوان لأنني افتكرتهم يدافعون عننا كمسيحيين.. فقد قل إختطاف البنات ... وقلت الأتاوات علي مسيحي مصر ... وتوقف الهجوم علي البابا كيرلس ... وتوقفت مطالباتهم بأخذ كاميليا .. وتم قفل هذا الملف نهائي . كل هذا فقط لتجميل انفسهم امام المسيحيين .. لدرجة انهم اوهمونا أن عملية كنيسة القديسسن هي من اعمال المخابرات العسكرية .  لكن اتضح انها من اعمالهم القذرة .

أنهي مقالي وهذا من وجهة نظري أنه طالما ننظر أن يوم 30 – 7 - 2013 هي ثورة تصحيح أو تعديل أوتكميل ’ فسوف لا ننهض ابدا ... بل علينا أن نعتبرها ثورة جديدة ضد الإسلام السياسي .. علينا حميعنا أن نفكر ماذا أفادتنا ثورة 25 يناير ؟؟  إلا فائدة واحدة ... أن هؤلاء الإخوان ليس مكانهم في وسطنا سياسيا او حتي روحيا ... فنحن نعرف الإسلام غير الذي املوه علينا ... فالإسلام الحقيقي لا يعرف الكذب ولا القتل ولا السحل ولا الغدر ولا.................... إلخ . فظهرت شخصيات كنا لا نعرفها بتاتا علي شاشات التليفويون يمثلونهم ويحضونهم علي الكره وعدم التعايش مع الآخرين. البعض منهم يلبسون البدل الأفرنجي من أشهر الماركات العالمية  والبعض الآخر يلبسون الجلاليب البيضاء التي يأتون بها من قطر .. وغيرهم بملابس جديدة علينا شكلا ومنظرا... منها الباكستاني والأفغانستاني والليبي والغزاوي وغيرهم ...!

كل ما اقصده أن الذين كانوا في ميدان التحرير يوم 28 يناير وما بعده حتي التنحي حوالي  5 مليون بطول البلاد وعرضها  منهم من الجمعيات الإخوانجية والسلفية وكان عددهم لا يزيد عن 3 مليون .. والباقي من جماعات حماس والجمعيات الأسلامية مختلطين بمجموعات من البلطجية وخريجي السجون والذين قاموا بقتل المتظاهرين والهجوم علي السجون    .. أما الباقون فهم  بعضا من المتظاهرين الحقيقيين والذي توهموا بأنهم أصحاب الثورة المزعومة .
  ***  اريد من كل شخص أن يمر علي هذا المقال يتتبع الأحداث من وقت 25 يناير " ذات الخمس او ستة مليون نسمة  حتي 30 – 6  ذات الـ 30 مليون ... سوف يجد نفسه أنه كان ييشارك ويتعامل مع  الشيطـــــــــــــــــــــان .
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter