الأقباط متحدون - الكلاب والثعالب
أخر تحديث ١٣:٤٧ | السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ١١ | العدد ٣٢٥٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الكلاب والثعالب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم :د. رأفت فهيم جندى
كان بجوار منزلنا فى اسيوط حديقة فواكه كبيرة جدا وعميقة جدا وكان بالحديقة كلاب كثيرة وكانت تخرج للشارع ليس لللهو ولكن لعقر ومضايقة سكان المنطقة، وعندما ضج الناس من وجود هذه الكلاب وخروجها للشارع خرجت فرق بوليسية لاصطيادها لان القانون المصرى لا يعرف الزام  اصحابها بتكميمها.

وعندما تنهد السكان من زوال خطر هذه الكلاب الضالة التى سكنت الحديقة بدأت بعض الثعالب بالخروج وسرقة فراخ السكان التى كانوا يقتنونها على اسطح المنازل وفى المناور، ومن وقتها وانا صغير فهمت اهمية وجود توازن القوى فى العالم.

الكثير من الناس وكنت منهم لم يكونوا سعداء بانهيار الاتحاد السوفيتى وانفراد القوة الامريكية بالعالم، بل شعرت بغصة بالرغم من عدم احترامى ومحبتى لممارسات الاتحاد السوفيتى ومنها تكميم الافواه ومحاربة الإيمان.

كانت الدول الفقيرة والصغيرة تجد لها معينا من احد الطرفين، وكان كلا الطرفين يتباريان  لكسب ود الصغار لازدياد نفوذ احدهما عن الأخر، وكان الأتحاد السوفيتى يغدق على حلفائه اكثر من انفاقه على اهله من الاتحاد السوفيتى نفسه، فلقد كان الطالب الفلسطينى يذهب للدراسة فى موسكو وفلوس المعونات التى تأتى اليه تجعله يشترى سيارة او يذهب بتاكسى للجامعة، بينما استاذه الروسى الذى يعلمه ويدرسه يأتى بالمواصلات العامة لان مرتبه لا يتيح له غير هذا.
كل قوة وحيدة لا تجد من يقاومها تتحول بتلقائية لقوة غاشمة لا ترى غير نفسها، وجورج بوش فى خطابه فى الامم المتحدة قبل غزوه للعراق هددها بأن من الممكن ان يكون وجود الامم المتحدة نفسها ليس بذات اهمية، والسياسة الامريكية التى تتغنى بمناصرتها للديمقراطية والشرعية رفضت رأى المجتمع الدولى الذى وقف ضدها فى غزو العراق وتصرفت بغشامة الديكتاتور والقادر والمجرم.

اتجاه مصر الآن لعلاقات مع روسيا يصحح المسار المصرى وكما قال البعض ان هذا ليس استبدال الحليف الامريكى بحليف روسى ولكن التوازن فى العلاقات الدولية له اهمية، وعندما قضوا على وجود جميع الكلاب من شارعنا خرجت الثعالب من جحورها.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع