بقلم: ليديا يؤانس
هَمْ يبكيّ .. وهَمْ يفَرَحْ! وبالرغم مِنْ ذلك أنا سعيدة جداً بما يحدُثْ!
طال إنتظاري وأنا أتمَخَضْ .. أتألم وأئنْ وأصرُخ في إنتظار مولودي الذي سَيرفع رأسي مَرة أُخري ويُزيل عاري وسط أقراني.
طال إنتظاري وأنا في إنتظار .. ولدي الذي حَملت به قروناً عديدة ليَخرُجْ إلى النور فيُنير كياني فيرى الكُل مَكاني.
طال إنتظاري وأنا عقيمة مُشتاقة .. للولد، للثائر، للبطل، للشهيد ليُجدد شبابي برجولته، ووطنيته، ودمائه الذكية التي ترويني.
وبالرغم مِنْ ذلك أنا سعيدة جداً بما يحدُثْ!
عندما طلب الفريق عبد الفتاح السيسي في 24 يوليو 2013 مِنْ الشعب المصري أن يُعطيه تفويضاً لمواجهة العُنف والإرهاب وذلك بالنزول إلى الميادين يوم الجمعه 26 يوليو 2013 والشعب بِكُل طوائفه وفئاته لبي النداء بشكل أسطوري هَزْ العالم وتحاكي العدو قبل الصديق عن عظمة المصريين وزعيمَهُم البطل السيسي.
وفي وسط هذة الفرحة الغامرة فاجأتني سيدة فاضلة أعتبرها أُمي، سيدة مُثقفه ومُتدينه، كانت تعمل ناظرة بإحدي المدارس الثانوية الشهيرة بالقاهرة قائلة: ليديا، أنتم فرحانين ليه؟ قُلتُ لها وما نفرحش ليه يا ماما! نحن مُنتظرينْ هذة الساعة! مُنتظرينْ البطل الوطني الشجاع الذي لا تلويه السياسة بدهاليزها القذرة، مُنتظرينْ القائد الذي لا يقبل تَسييسْ على حساب شعبه، مُنتظرينْ الزعيم الذي يقود ويوجه ويُحرر ويُطهر البلد مِنْ هذا السرطان القاتل، مُنتظرينْ صحوة شعبية تُغير وجه مصر بالكامل. قالت: نعم! مِثلما تقولين يا ليديا ولكن أنا خائفة على البلد وعلى الناس لانه بالتأكيد الجماعة سوف لا يروق لَهُمْ ذلك! وبالتأكيد سَيستخدِمون العُنف! قُُلتُ: نعم! بالتأكيد سَيستخدِمون العُنف والإرهاب ولكنهُم يفعلون ذلك دائماً وليس لهم رادع .. ماذا نفعل؟ إذا تركناهم وشأنهُم لا يرغبون بل يُريدون فرض أيدلوجياتهم المُتخلفة والمُتسلطة وبالقوة على كُلْ شئ وكُلْ الناس ويقومون بالإرهاب والقتل والترويع. وإذا قُمنا بالتصدي لهم سيفعلون نفس الشئ! قتل وإرهاب وحرق وترويع للبشر وخراب للبلد! وهذا يعني أنهُ في الحالتين ستكون خسارة على مصر والمصريين! ولذا فمِنْ الأفضل التصدي لهُم وأكيد سيتم تحجيمهُم بصورة أو أخري لكي نعرف نعيش وينصلِحْ حال البلد!
بَكيتُ حُزناً علي إستشهاد وجرح وسحل وتعذيب أبنائي على كُلْ بقعة مِنْ أرضي! مِنْ أقصي الشمال للجنوب، ومِنْ شرقها لغربها. بَكيتُ حُزناً وفرحاً على ذبح أبنائي في سيناء ورفح والعريش والأسكندرية وكرداسة ودلجا وبور سعيد والكُل يصرُخ لي! مِنْ أجل عيونك وكرامتك يا أُمي سأسكُب دمي رائحة بخور تُعطِرْ أجواءك وتروي تُرابك فَيُنبِتْ أبطالاً يستحقون أن يحمِلوا إسمك ويُعيدون مجدك بعزة وكرامة.
بَكيتُ حُزناً وفرحاً لإستشهاد البطل اللواء نبيل فراج مُساعد مدير مديرية أمن الجيزة، وهُوّ يتقدم بجسارة وشجاعة ليقود حملة مُصمِماً علي تطهير أرضي في كرداسة مِنْ البؤر الإجرامية والإرهابية لكي أسترد كرامتي وحريتي التي إنتهكها الخونة الأشرار.
بَكيتُ حُزناً علي ذبح الرجُل الدِلجاوي عم إسكندر طوس والتمثيل بجثته في القرية، ولكنني بكيتُ فرحاً لشجاعته وعدم الرضوخ لهؤلاء المرضي عقلياً ونفسياً، لقد أستشهد بكرامة، تَدلت رأسه تَكنِسْ الشوارع لِترتفع رأسي مُحلقة عالياً في السماء تُعلن أن مصر لن تُنكس الرأس مهما حاول الأشرار.
بَكيتُ حُزناً وفرحاً وتمزقت أحشائي لمشهد أبنائي الخمسة والعشرون جندياً في رفح وهُمْ مُقيدون ومذبوحون ووجوهوهم ساجدة على أرضي ودماؤهم تتغلغل في عروقي لتعطيني إكسير الحياة فيتجدد شبابي بشبابهم المذبوح مِنْ أجل أن أحيا بحياتهم المَبذولة مِنْ أجلي.
بكيتُ فرحاً على ميلاد جيل لا يعرف التَخَاذُل بل يدفع دماؤه لميلاد رجال أبطال هُمْ مصر في ثوبها الجديد.
بَكيتُ حُزناً على حرق المُنشآت الحيوية وأقسام الشرطة والخراب في كُل مكان.
بَكيتُ حُزناً على أوكازيون حرق حوالي 100 منشأة مسيحية مابين كنائس ومباني خدمات مسيحية وممتلكات للأقباط.
بَكيتُ حُزناً علي حصار مدينه دلجا وإرهاب وترويع وقتل المسيحيين.
الإرهاب كان مُصمماً على أن يقلبها حرب أهلية! وكما يَدّعوون أن المسيحيين لديهُمْ أسلحة وبالتالي سوف يقومون بإستخدامها في الإنتقام مِنْ المُسلمين الحِلوين الطيبيين لأنهُم بالتأكيد سوف لا يجرأون على مُحاربة الإرهابيين بأسلحتهم البسيطة بالمقارنة بأسلحة الإرهابيين المتطورة الحديثة. المسيحيين خذلوهم وفوتوا عليهُم هذة الفرصة الذهبية، لأن دينهم ليس دين قتل وإرهاب بل دين محبة وسلام! المسيح علمهُم وأمرهُم أن يُحِبوا أعداؤهم وأن يُصلوا من أجل من يسيئون إليهُمْ.
بَكيتُ فرحاً لِموقف الأقباط السلمي وصُمودهُم برغم الألآم المُبرحة والمرارة التي تعتصر قلوبُهم على النفوس والمُمتلكات والكنائس.
بَكيتُ فرحاً علي زيادة الترابُط والمحبة بين المُسلمين والمسيحيين. بَكيتُ فرحاً لأنهُ عن قريب سوف نسمع كلمة مصري فقط بدلاً مِنْ مُسلم ومسيحي.
بَكيتُ فرحاً عندما رفض البابا والشعب المسيحي تطاول الإخوان علي شيخ الأزهر.
بَكيتُ فرحاً حينما قال البابا تواضروس الثاني أن ما يدفعهُ الأقباط هو ثمن حرية مصر.
بَكيتُ فرحاً عندما أعلن قداسة البابا تواضروس بكل قوة وتصميم أن الكنيسة القبطية المصرية ترفض أي تَدخُل خارجي للحماية تحت ذريعة حماية الأقليات القبطية بمصر! وأضاف قائلاً "نحن نرفض أي حماية فنحن نحتمي بإخواتنا المصريين!" مُشيراً إلى أن الإرهاب هو "الإستثناء" في حياة الدول والشعوب.
بَكيتُ فرحاً وقُلتْ هذا هُوّ شعبي الأصيل الذي يصطلي في الأتون ليظهر معدنه الأصيل.
بَكيتُ فرحاً لِسقوط وفشل وإنهيار جماعة الخراب الإخوانية.
بَكيتُ فرحاً ليقظة وترك الكثيرين مِنْ أعضاء الجماعة بعدما صُدِموا فيما عاشوه وشاهدوه من فكر وأيدولوجية الجماعة المريض .
بَكيتُ فرحاً لسقوط الشيطان يهوي وقُُربْ نهاية مملكته الفاشية المريضة، فالذى يفعلونه الآن عبارة عن مسامير صلبة يدقونها في نعوشهم التي قَرُبّ مجيئها.
وبالرغم مما يحدث فأنا سعيدة جداً بما يحدث! ولكي تتم فرحتي وسعادتي يجب عليكُمْ:
مُساندة الجيش والشرطة والوحدة بين أبناء الشعب.
يد تبني ويد تحارب ويد تدافع.
نبرة الاصوات التي تتعالي مع القلوب المُرتعشة بأن نُعطي الفرصة للقتلة بأن يُشاركوا بالقول او الفعل لتحديد مصير مصر .. أقولها لا وألف لا .. لا يجوز ان نُسلِمْ الذئب مُفتاح القرار ليقضي على الحِملان ويُعطل بناء الوطن.
خفض نبرة الأصوات العالية الغير واعية! فالكل اصبح الآن يحشُر نفسُه ويُدلي بالإحاديث ويقترح الآراء والأفكار ويعتبر نفسه هُوّ الرئيس وهُوّ وزير الداخلية وهُوّ القائد الأعلي للقوات المُسلحة!
اذا كنا واثقين في السيسي والقيادات التي تعمل في هذة المرحلة الحرجة، إذن يجب اعطاؤهم الفرصة للتخطيط والتدبير وإتخاذ القرارات، وأن تكون الأفكار و الحلول و الملاحظات المطروحة بطريقة بناءة غير هدّامة، ومُشجعة غير مُحبِطة!
أبنائي طال إنتظاري ولَكِنْ هانِتْ !!!