الاربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٣ -
٣٢:
١٠ ص +02:00 EET
الشيخ ياسر برهامي والأنبا بولا
بقلم: نعيم يوسف
قامت الدنيا و لم تقعد عندما إقترحت لجنة الدستور تعديل المادة الثالثة من الدستور ، و تبديل عبارة " المسيحيين و اليهود " بعبارة " و لغير المسلمين " الإحتكام لشرائعهم ، و هنا يجب أن نفرق بين جانبين و فريقين هامين ، أولهما جانب يدافع عن وجوده و بقاءه فى بلده و دستورها ، و هذا الفريق له كل الحق فى الدفاع عن وجوده أياً كان إنتماؤه .
و من هذا الفريق عندما صرح الأنبا بولا بأنه لا يريد إضافة عبارة " لغير المسلمين " لأنه لا يريد أن يكون المسيحيين " نكره " فى دستور بلادهم ، و أيضاً ينضم إلى هذا الفريق البهائيين و الشيعة و الملحدين و جميع الطوائف الأخرى التى تريد إضافة عبارة " لغير المسلمين " ، وذلك لكى يكون لهم الحق فى العودة إلى شرائعهم الدينية ، و لا تفرض عليهم شريعة غير شريعتهم ، و بالرغم أن طلب الأنبا بولا و طلب بقية الفئات متعارضين ، إلا أنهم يشتركون فى دافع واحد وهو الدفاع عن " البقاء و الوجود " فى بلدهم التى ضحوا من أجلها !!!
أما الفريق الأخر فقد نصبوا أنفسهم " بوابين للسماء " ، ووقفوا على باب السماء لكى يتخذوا من أنفسهم آلهة لكى " يفرزون " من له حق الدخول إلى السماء و من ليس له هذا الحق ، و ذلك لأنهم يرون أنهم " هم فقط الصح و الأصح " ، و بالتالى فإنهم يرون أنهم من حقهم إتخاذ حكماً بالإعدام على أى فئة تخالف رأيهم ، على الرغم أنهم هم انفسهم مختلفين حتى داخل المذهب الواحد .
ومن هذا الفريق " السلفيين " الذين يريدون ضرب خارطة الطريق فى مقتل و تقسيم المجتمع على أساس الهوية ، لكى يظهروا للعامة أنهم هم الذين يدافعون عن الدين فى مواجهة المجتمع الكافر الفاسق ، وذلك من أجل حصد الأصوات فى الإنتخابات القادمة .
الأمر السابق دعا الأزهر إلى التمسك بمنع إعطاء أى من غير المسيحيين و اليهود و المسلمين أى حقوق ، وذلك من أجل الدفاع عن صورته بعد الهجوم العنيف الذى شنه عليه الإسلاميون الفترة الماضية ، فإستغل الفرصة لكى يظهر أنه هو الذى يدافع عن الإسلام و ليس " السلفيين " .
ثم تأتى تصريحات الأنبا أرميا و التى لا تختلف كثيراً عن " الأزهر و السلفيين " ، و رفضه إعطاء السبتيين أو أى طوائف أخرى أى حقوق فى الدستور ، و نسى نيافته أنه منذ فترة وجيزة كان فى نفس موقفهم ، حينما رفض الإخوان إعطاء المسيحيين أى حقوق لهم !!!
للأسف إن الذين نصبوا أنفسهم بدلاً من الله ، و قرروا أن يختاروا بأنفسهم من يصلح أن يستحق حقوق ومن لا يستحق ، جعلوا أنفسهم بوابين للسماء يسمحون بالدخول لذويهم فقط ، فإنهم نسوا أموراً هامة و هى أن مهمتهم الأساسية ليست القضاء على هذه الفئات و إنما هدايتها ، إن كانوا يرون أنهم " ضالين " ، و نسوا أيضاً أن " الله يشرق شمسه على الأبرار و الأشرار " ، و نسوا ايضاً أن " البوابين " ليس لهم مكان بالداخل و إنما يظلون خارجاً !!!