الأقباط متحدون - مسيحيون ضد الانقلاب والمؤلفه قلوبهم
أخر تحديث ٢٠:٣٦ | الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣٢٦٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

مسيحيون ضد الانقلاب والمؤلفه قلوبهم

وائل الابراشي
وائل الابراشي

بقلم : مجدى جورج
اتاحت لى مشاهدة حلقة الليله 25 سبتمبر من برنامج العاشرة مساء على قناة دريم للمذيع والصحفى اللامع وائل الابراشي ان اتعرف عن كثب على فكر مؤسس مجموعة مسيحيون ضد الانقلاب . وانا بداية مع حق كل فرد فى المجتمع فى اختياراته وفى ارائه لاننا لا نستطيع ان نطلب من الاخرين احترام ارادتنا واختيارنا ثم نمنع عنهم عن هذا الحق . ومن خلال مشاهدتى لهذه الحلقة فاننى خرجت بعدة ملاحظات حولها وحول مؤسس مسيحيين ضد الانقلاب يمكن ايجازها فى الاتى :-

اولا ومع كل كامل احترامى لبرنامج العاشرة مساء وللقائمين عليه الا اننى اظن انهم اخطئوا فى حشر السيد جمال اسعد عبد الملاك فى هذه الحلقه فالسيد جمال ومع كامل الاحترام لشخصه الا انه شخص يقتات على مهاجمه الكنيسة ورموزها فى اى تصرف من تصرفاتهم مهما كان هذا التصرف . وهو شخص مدين للإخوان الذين كانوا مؤتلفين مع حزب الشعب وحزب الاحرار والوفد بمقعده فى مجلس الشعب ولذلك نحس دائما انه داخل نفسه يحس بأنه لابد ان يرد لهذا التيار دينه وجميله  وذلك بالإمعان فى مهاجمة الكنيسة ورموزها .

ثانيا الاستاذ رامى جان الذى قرأت فى تعريفه لنفسه على الانترنت بانه صحفى قال لأفض فوه : انه اسس هذه المجموعه حماية للمسيحيين لان موقف البابا فى وقوفه مع ثورة 30 يونيو اضرت بهم حيث اتخذها البعض ذريعه للاعتداء على الاقباط  وانا هنا ارد عليه واقول له :
بدايه ان موقف البابا ( وانا هنا لا احبذ على الاطلاق تدخل رجال الدين بالسياسة) لم يكن انحياز لطرف على حساب طرف كما تفهم انت وإخوانك من الجماعه المحظورة ولم يكن موقف البابا ايضا انحياز لغالبية الشعب وللجيش وللشرطة وللقضاء وللإعلام وللفن وللأزهر الذين عانوا الامرين من الاخوان . بل كان موقف البابا انحياز للوطن , لمصر التى شرذمها وقسمها الأخوان , لمصر التى حاولوا بيعها فى سوق النخاسه فجزء منها لحماس وجزء منها لقطر وجزء منها للسودان . فالبابا لم يقف مع الجيش بل وقف مع مصر .

ثالثا  ان كل مافعله الاخوان ضد الاقباط بعد فض الاعتصامات من حرق للكنائس والمدارس والممتلكات لم يكن سببه ولا هو نتيجة لموقف البابا بل كان معد له منذ امد بعيد . ولعلك سمعت عن تهديدات الاخوان بحرق مصر اذا لم تسلم السلطة الى محمد مرسي بعد الانتخابات الرئاسية السابقه رغم كم الغش والتزوير الذى جري بها . واظنك تعرف ياستاذ جان ان حرق مصر لا يعنى الا شئ واحد الا وهو اغراقها فى اقتتال داخلى وكان ظن الاخوان ان هذا سيحدث نتيجة قيامهم بحرق كنائس وممتلكات الاقباط فيقوم الاقباط بالرد بالمثل فيحدث الاقتتال الداخلى ولكن الاقباط بذكائهم وبعدم ردهم  افشلوا مخططات الاخوان .
رابعا ياستاذ رامى ان الاخوان لم يكونوا فى انتظار ظهور البابا بجوار شيخ الازهر والسيسي ليحملوا الاقباط وزر فشلهم ويحرقوا ممتلكاتهم وكنائسهم ولكنهم وحتى قبل وصولهم للحكم ومن ايام الانتخابات وهم يقولون ان الاقباط وقفوا مع احمد شفيق ضدهم , وبعد انتخابهم وفى كل مظاهرة تخرج ضدهم  وضد مرسى كان يخرج عريانهم الهارب او شاطرهم المحبوس او البلتاجى  ليحرض العامه من المسلمين ضد الاقباط قائلين : ان 90% من المتظاهرين هم اقباط .
خامسا استاذ رامى وبحسب ما قرات على الانترنت فانك صحفى بل انك الفت وكتبت احد الكتب ومع ذلك تتكلم(والتمس منك المعذرة) كأحد الجهال فحين تقول : ان من انتخب مرسي هم ما يزيد قليلا عن 50% اى ما يعادل 45 مليون مصري وهذا اكثر بكثير من ممن خرج فى ثورة 30 يونيو . فهذا كلام لا يقال من انسان عادى فمبالك بصحفى .

الا تعرف يا استاذ ان عددنا لم يصل بعد الى 90 مليون .
والا تعلم ايضا انه حتى لو فرض اننا وصلنا لهذا العدد فان عدد من له حق التصويت لا يساوى ابدا عدد السكان ؟ والا تعلم ان من كان له حق التصويت فى الرئاسيات  الماضيه كان  اكثر قليلا من 50 مليون ؟ والا تعلم ان من شارك فى الدورة الثانيه  كان حوالى 26 مليون اى ازيد قليلا من نصف عدد من يحق له الانتخاب , وان مرسى حصل  منها على عدد 13 مليون 230 ألف 131 صوت، بنسبة 51.7%، فيما حصل المرشح الآخر الفريق أحمد شفيق علي 12 مليون 347 ألف 380 صوت بنسبة 48.3%.  وهذا العدد الذى انتخب به مرسى خرج اكثر من ضعفيه مطالبين برحيله فى 30 يونيو .
سادسا استاذ جان فى تحمسك للدفاع عن الاخوان قلت انهم لم يقصفوا قلما ولم يمنعوا رائ او فليما او مسلسلا  ولم يصادروا كتابا وانا اقول لك :
 ان الاخوان كانوا فى سنة اولى تمكين وهل تعرف ما معنى التمكين يا استاذ جان ؟

 التمكين ياسيدى ياتى قبل المصادرة وقصف الاقلام بل وربما قصف الرقاب لو استتب لهم الامر . فالإخوان اتوا لحكم مصر وبها مجتمع مدنى مقاوم حاولوا استمالته بالترغيب والترهيب للسيطرة عليه ولكنهم فشلوا  ولو نجحوا لكانوا اقاموا دولة شبيه بدولة طالبان او بدولة الملالى الايرانية من قصف اقلام الى قصف رقاب الى ... الخ . واذا اردت مثال على تدخلهم فى حرية الفكر  فاننى سأذكر لك مثال وزير الثقافة علاء عبد العزيز الذى اتوا به بليل ليسيطر على الثقافة والمثقفين وكان من اولى قراراته اقالة ايناس عبد الدايم رئيس دار الاوبرا . واظنك سمعت عن انصارهم الذى هاجموا حضارتنا الفرعونية العظيمه وقالوا عنها انها حضارة عفنه ويجب تحطيم رموزها .

سابعا واخيرا وهذه كلمة لك ولكل الذميين من امثال نيفين ملك ورفيق حبيب وغيرهم ممن يدرون فى فلك الاخوان ,  ربما لان بعض الاخوان غرر بهم او الف قلوبهم فاننى اقول لكم  :-

تحدثوا فقط عن انفسكم كإفراد ولا تدعوا الاخوان والقناة الملعونة تستخدمكم كمخلب قط لضرب الثورة المصرية بالحديث عن كونكم تمثلون الاقباط . فغالبية الاقباط مع الثورة . اما انتم فلأنكم جبلتم من العبودية وللعبودية فإنكم فرحون تهللون لمشروع الاخوان الذي يعتبركم ذميين لا حقوق لكم مثل حقوق باقى المواطنين , مشروع يقول عنكم مرشد جماعتهم الاسبق ان المسلم الاندونيسى اقرب اليه منكم , مشروع يقول انه لا حق لكم فى اى ولايه فانتم والنساء ( مع كل احترامنا للنساء ) واحد فى هذا الشأن . مشروع يقول مفتيهم ان كنائسكم  لا مكان لها فى ديار الاسلام ويجب تدميرها اوعلى الاقل تركها حتى تدمر بفعل الزمن  .

واذا كنتم انتم اخترتم الذميه فى ظل مشروع الاخوان فهنيئا لكم اختياركم ولكن لا تتحدثوا نيابة عنا او باسمنا لأننا نعشق الحرية والحق والعدالة والمساواة وهذا ما نتوق لتحقيقه بعد ثورة 30 يونيو .

مجدى جورج
باحث اقتصاد دولى . باريس
Magdigeorge2005@hotmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع