لو كانت عمليات الابادة الجارية ضد المسيحيين المصريين . وعلي مدار ما يزيد عن ربع قرن مضي . تحدث للأرانب البرية بالصحاري المصرية .. لانطلقت أصوات إحتاج كثيرة من أوربا وأمريكا ..
ولكن لا نكاد نسمع لهم صوتاً جاداً يعبر عن قلق حقيقي للضمير الانساني هناك
أكثر من ربع قرن .. والمسيحيون المصريون تنهب محلاتهم وبيوتهم أو تحرق , ويقتلون , وتحرق معابدهم . و ويجبرون علي مغادرة دورهم وقراهم , ويُحتال علي كثيرات من بناتهم , بطرق شتي . . لدفعهن دفعاً لترك عقيدتهن . بحكم الامر الواقع.. ويُخطف أطفالهم أو رجالهم , ويحتجزوا كرهائن للحصول علي فدية ..
!!
والمسؤولون الأوربيون والأمريكان الذين زاروا مصر مؤخراً . رغم ارتفاع عمليات الابادة الاجرامية ضد المسيحيين . منذ تنحية الرئيس مرسي .. لم يطلب واحد منهم - لا السبدة أشتون - ممثلة الاتحاد الأوربي . ولا وزير خارجية أمريكا أو نائبه ولا سفيرة أمريكا الموجودة بمصر والتي لا تتواني عن زيارات لا حصر لها لجماعة الاخوان والاسلاميين عامة وبصفة خاصة . .. ولا واحد منهم قام ولو بزيارة واحدة للمنكوبين المسيحيين بأي من القري أو المدن العديدة لتفقد أحوال الذين تم احراق بيوتهم . ولا للاطلاع علي من تم طردهم من قراهم طرداً . لمعرفة كيف يعيشون !!؟
لم يحدث هذا البتة .. من أي مسؤول رسمي من دول أوربا أو أمريكا .. فقط جاءوا لرؤية والاطمئنان علي رجل متهم بالجاسوسية . وخرج هارباً من السجن عام 2011 ليعتلي كرسي رئاسة مصر بدعم من أمريكا " مرسي العياط " -
الرجل متهم بالتجسس لصالح أمريكا - ضمن جهات أخري - - ولا ندري ان كانت تلك الزيارت سوف تضاف لملف التحقيق معه كمتهم بالجاسوسية . كمستندات اثبات . فمعروف أن دول أمريكا وأوربا واسرائيل . لا تتخلي عن جواسيسها. ولا تدخر جهداً لأجل الافراج عنهم ..
وفي داخل مصر .. طوال ما يقرب من ثلاثين عاماً . من ابادة المسيحيين . لم نسمع ولو لمرة واحدة ثمة اشارة لأي من 3 رؤساء . نحو مأساة المسيحيين . تفيد باهتمامهم أو باحساسهم . بهؤلاء المواطنين المصريين !
لا " حسني مبارك " فعلها أبداً ولو في كلمتين ضمن واحد من خطاباته وبياناته طوال ال30 سنة ..! ..
ولا أي من أمناء الحزب الوطني الحاكم طوال عهد مبارك ... !
ولا أي من رؤساء أحزاب المعارضة المصرية - من اليمين لليسار للوسط - لا منفردة ولا مجتمعة . ظهرت له صوره بجريدة حزبه مع وفد من الحزب . وهم يتفقدون بيوت وجرحي المسيحيين المعتدي عليه وعلي معابدهم المحروقه ومحلاتهم المنهوبة . أو يواسون أهالي القتلي والمصابين . ويقدموا لهم المساعدات باسم الحزب المعارض - أو أحزاب المعارضة -
لم أشاهد مثل ذلك ا أبداً
ولا فعلها المشير طنطاوي .. الذي فوضه مبارك لتولي السلطة عقب تنحيه الاضطراري عن الرئاسة .. رغم كثرة جرائم الاعتداء علي المسيحيين وقتذاك ..! - بني كنيسة فقط علي نفقة القوات المسلحة . عوضاً عما أحرقها الارهابيون , دون تعويض البشر ودون ايقاف الاعتداء عليهم - ! .
ولا فعلها رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق ( ولا اللواء عمر سليمان . الذي عينه مبارك نائباً له . قبيل تنحيه عن الحكم ) علماً بأن الفريق شفيق . حدثت العديد من الجرائم البشعة ضد المسيحيين إبان الفترة القصيرة لوجوده في السلطة ..
ولا رئيس الوزراء دكتور عصام شرف .. - نفس الشيء - ...!
ولا الفريق السيسي - الحاكم الحقيقي لمصر . بعد الاطاحة بثاني رئيس مخلوع - , ولا حتي الرئيس المؤقت رجل القضاء والعدالة والمحكمة الدستورية : المستشار عدلي منصور
!!
ولا نائبه الحاصل علي جائزة نوبل : " د . البرادعي " لا بصقته كمسؤول مصري ولا بصفته كشخصية دولية - ! ..
ولا رئيس الوزراء " د. الببلاوي " ..!
لم يصدر أحد منهم بياناً حول مأساة المسيحيين المصريين - مع أن البيان لا يمكن أن يكفي . وانما زيارات شخصية لمواقع حدوث الجرائم البشعة . وتفقد أحوال المصابين والمطرودين من قراهم . والمفجوعين بقتل أبنائهم وحرق ممتلكاتهم
ولكن لا شيء من هذا قد حدث !!
منذ سنوات - ربما من عشرين سنة مضت . أو أكثر .. كانت الممثلة الفرنسية العالمية " بريجيت باردو " . تقود حملة دولية دفاعاً عن حيوان بحري صغير ضعيف " الفقمة " المُعرض لخطرالانقراض . بسبب الصيد الجائر.. وكانت تظهر كثيراً بصحف العالم وهي تحنو علي حيوان الفقمة " المسكين " .
ولكن المسيحيين المصريين - وهم من جنس البشر - لم يجدوا من يدافع عنهم مثلما دافعت " بريجيت باردو " عن حيوان يحري .
واتحاد الأطباء العرب - مقره القاهرة - وبعض الأحزاب التي تأسلمت من بعد علمنة , كحزب مصر الفتاة " الأستاذ مجدي أحمد حسين " .. طالما جهز مواد التموين والعلاج . وهرع بها لتقديمها لأهالي غزة .. دون أن يقدم ولو القليل من تلك المعونات لمواطنين مصريين مشردين . هم المسيحيون الذين تحرق بيوتهم بالعشرات ويطردون مشردين خارج قراهم . بعدما يُقتل منهم من يُقتل ويُصاب منهم من يُصاب ..!
.
ومنذ سنوات أيضا . ربما تعود لربع قرن مضي . كانت الممثلة العالمية " فينيسا ردغريف "- وهي انجليزية -. تعبر عن تعاطفها مع الفلسطينيين . وتزورهم في الخيام . تضامنا معهم . ضد التهجير والتشريد الواقع عليهم من قبل اسرائيل .
ولكن المسيحيين المصريين يتعرضون . ربما لما هوأسوأ مما يتعرض له الفلسطينيون .. و لا يلقون مثل ذاك التعاطف وتلك الزيارت من فنانة عالمية - أو محلية ! - ولا حتي الفنانة " صفية العمري " سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة , ولا الفنان " عادل امام " السفير مثلها أيضا , لا أظنهم زاروا المشردين المسيحيين المصريين . الذين طردوا من بيوتهم , خارج قراهم .. ! .
ولم تتأثر بعد . ضمائر وأحاسيس أحد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - والا لكنا قد رأيناه قد ذهب لاحدي القري أو المدن المسيحية المنكوبة . وزار الضحايا وقدم لهم الاعانات الانسانية اللازمة والواجبة. وأبدي أسفه واستنكاره لما حدث ..! .
ولم يفعل ذلك كل شيوخ الأزهر الذين تعاقبوا علي المشيحة واحداً تلو آخر , طوال أكثر من ربع قرن من الابادة للمسيحيين ..!
!!
ولا فعلها أحد ممن تولوا منصب المرشد العام لجماعة الاخوان - ولو من باب " الدعاية الاعلامية " ليقولوا للعالم ولو بالكذب ( المعتاد ) أن الاسلام دين سماحة وأن نبيه نبي الرحمة بحق , وليس بالكلام ..
لم يحدث ...!! .
فهل اتفق العالم كله . مصرياً ومحلياً وعالمياً أيضاً . علي ابادة المسيحيين المصريين - وعلي نفس الشيء لمسيحيي الشرق الأوسط عامة - !! ؟؟
أنا رجل لا ديني . لا علاقة لي بالأديان ..
ولكننا أمام مأساة انسانية تمس الضمير الانساني في الصميم . وأيا كان موقف الانسان من الأديان - ملحد , أم مؤمن - . ما يتعرض له المسيحيون المصريين في مصر خاصة - وفي الشرق الأوسط وشمال افريقيا عامة - . وكذلك باقي الأقليات المصرية - كالبهائيين " والشيعة - مؤخراً - :
ترتعد منه قلوب ومشاعر . حتي الوحوش الساكنة بالصحاري والغابات .
نقلا عن الحوار المتمدين
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع