الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر
أخر تحديث ٠٢:٠٧ | الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٢٠ | العدد ٣٢٦٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

حديث آخر الشهر

بقلم: مينا ملاك عازر

سريعاً تمر الأيام، وتقفز بنا من نهاية شهر لنهاية شهر آخر وسط هذا التقافز بين نهايات الشهور، أجد نفسي مطالباً أن أكتب حديث آخر الشهر لأبقى على عهدي معك صديقي القارئ، وهو كتابة مقال شهري يبتعد عن السياسة ويقترب من القلب حيث نأخذ أجازة من الأحاديث ذات الشجون.

واليوم ولكوننا بنهاية الشهر، أحدثك عن دقات القلب التي إن زادت دقة فهي علامة إما مرض أو حب، ولو كانت علامة مرض -لا قدر الهق- فلا بد للذهاب للطبيب، وإن كانت بناءاً على حب فلابد للذهاب للمأذون أو لأبونا ليعقد قرانك، ففيه الشفاء وبه الدواء من ذلك الداء.

وحضرتك قد لا يكون سبق لك الحب العاطفي، ولكنك من المؤكد أنه داهمك حب الوطن هذا لو لم تكن إخوانياً – معذرة لهذا الخطأ التقني فلقد عدت للسياسة لكننا سنسرع في إصلاح العطل- أما يا صديقي القارئ، لو أنك تعرف الحب العاطفي فأنت أمام أحدى الحالتين وهما إما أنت نادم أنك أحببت، وذلك بعد فوات الأوان إذ تزوجت من أحببت أو نادم لأنك لم تتزوج من أحببت أما الحالة الثالثة التي ليس بها ندم وهي أن تكون سعيد لأنك تزوجت من أحببت، وأنت سعيد معه أو سعيد لأنك لم تتزوج من أحببت إذ عرفت حقيقته، فهي حالة نادرة لأن العقلاء فقط هم من يدركونها.

واسمح لي صديقي القارئ، أن أختم مقالي هذا ببعض اللمسات الرومانسية بس رومانسية من نوع آخر وهي الرومانسية الوطنية، تلك التي يعيشها معظم المصريين حينما تشدو شادية برائعتها يا حبيبتي يا مصر، وأذكرك أن المصريين تزداد نسبة رغبتهم في البكاء أول ما تشنف آذانهم أصوات المطربين والمطربات حاملة كلمات الأغاني الوطنية، تهز وجدانهم وتعصف بقلوبهم، فتجدهم يدمعون ويرقصون على نغمة أي أغنية مهما كانت ركيكة ما دامت تحمل ملمح وطني، فحب الوطن عندهم نسبته عالية بدمائهم، ولذا لا يضنوا بدمائهم فيرون بها أرض وطنهم وهم في غاية السعادة، ولذا فأنا أدعوك إلى أن تسمع أغنية تسلم الأيادي وتبالغ في سماعها ثم تنتقل فجأة إلى رائعة شادية يا حبيبتي يا مصر أو رائعة النسر المصري شق السما، بغض النظر عن أي عهد من الرؤساء تغنوا بها، واسمع روائع حليم الوطنية، ومصر تتحدث عن نفسها للرائعة أم كلثوم، وأوبريت وطني حبيبي، لتدرك أن الفن ابن عصره والحب أيضاً ابن عصره، وتعددت الأغاني وحب المصري لمصر واحداً.

المختصر المفيد "أنا إن قدر الإله مماتي، فلا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي"
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter