الأقباط متحدون - رايحين في إيدينا سلاح.. راجعين ومعانا النصر
أخر تحديث ١١:٥١ | السبت ٥ اكتوبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٢٥ | العدد ٣٢٧٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

رايحين في إيدينا سلاح.. راجعين ومعانا النصر

بقلم: نبيل المقدس
منذ 40 سنة كنت أعمل مهندسا في المصانع الحربية .. وفي أثناء حرب الإستنزاف التي حدثت بعد النكسة ... إنشغل الناس في تتبع الأخبــــار , وكما يبدو أن الشعب المصري الأصيل يصر علي طرد العدو الإسرائيلي من سيناء .. لكن ومن أجل امور سياسية محسوبة من قبل رجال الجيش ورجال السياسة طالت مدة الإنتظار حتي وصل الشعب إلي حالة اللاسلم ولا حرب .. فبدأ الشعب ييأس من هذه الفترة الطويلة التي اتخذها السادات في محاولة استرجاع ارض سيناء . ففكرت الحكومة بإذاعة الأناشيد والأخبار اول بأول في المصانع بقدر الإمكان لإعطاء بعض الأمل اننا سيأتي اليوم ونسترد ارضنا المغتصبة ... ففكروا في عمل إذاعات داخلية داخل المصانع لكي  يتواصل العمال مع الأحداث وتزداد همتهم ونشاطهم . 
 
وقبل 6 أكتوبر بأسبوعين وأنا لسه يادوب بأشرب فنجان يُقال عليها قهوة إذ يأتيني أمر مباشر أن أذهب مباشرة لرئيس مجلس الإدارة .. تركت القهوة ولبست جاكيت العمل وهرولت عند السكرتيرة , وإذ تقول لي ادخل مباشرة مجلس الإدارة مجتمع من أجلك خصيصا . طبعا تمتمت الصلاة الربانية في نفسي , ودخلت حجرة الإجتماعات وإذ بطريقة فيها نوع من الأمر والتنفيذ فورا بأن اقوم بإنشاء اذاعة داخلية في المصنع بحيث تغطي كل ركن من اركان المصانع .. حتي المكاتب . قلت له سوف تكلف مصاريف كثيرة .. بالإختصار إتصل بإدارة المبيعات ان يسهلوا لي عملية شراء الأجهزة ولوازمها . 
 
وبدأت العمل بجدية وبدأت التجربة وظبط الأجهزة والتوزيع الصحيح علي مستوي المصنع ... وقبل الساعة 2 بعد الظهر كانت هناك مشكلة في احدي الأجهزة , واضطريت أن افك الجهاز وابدأ التصليح فيه .. ثم رجعناه مكانه .. وشغلت محطة الإذاعة وكانت بالصدفة السماعة التي كانت موجودة في غرفة الإذاعة مفصولة عمدا لكي نستمع إلي اي صوت شاذ يصدر من الأجهزة ... وإذ اسمع هيصة وهتاف علي مستوي المصنع وكلمات التكبير " الله اكبر " ... خرجت من غرفة الإذاعة ومعي بعض العاملين وإذ اجد العاملين الموجودين حول البوفيه الذي كانت غرفة الإذاعة بجانبها يخرجون علي ويحضنونى .. وفهمت بعد برهة أن قواتنا المسلحة قد بدأت الحرب ... وكانت فعلا غرفة الإذاعة مصدر حماس لجميع العاملين بعد ذلك. 
 
وفي نفس اليوم كنت اسير في شارع الدقي حوالي الساعة الثامنة قبل إطفاء الأنوار بالليل , وإذ اسمع لأول مرة نشيد شدني جدا جدا فوقفت استمع إليه .. وفوجئت بكلماته وبلحنه من أجمل الأعمال في هذا الزمن الجميل بالرغم من الحرب والإنهيار الإقتصادي وخلافه  .... كان النشيد يقول : 
 
رايحين .. رايحين .. شايلين في ايدينا السلاح . راجعين .. راجعين .. رافعين رايات النصر . وقد قرأت ثاني يوم في صحيفة الأخبار أن هذا النشيد كتبت كلماته " نبيلة قنديل " في تمام الساعة الثانية والنصف  اي بعد القصف بنصف ساعة وتم تلحينه بواسطة الموزع العظيم " علي اسماعيل "  في ثلث ساعة فقط ... وتم التدريب عليه في ساعة واحدة واخذ التسجيل ساعة وتم اذاعته في تمام الساعة السادسة مساء.
 
أحسست بقدر كبير من الكبرياء المصري ورجع فكري إلي الجيوش المصرية في عهود الفراعنة , وتذكرت أن جيوش أحمس طردت جماعة الهكسوس عبر سيناء وها سيناء أتت لينا , ومهما تحاول الحركات الإرهابية بجميع انواعها أن تستغلها , لكن جيش مصر الواعي والمدرك والعميق في تاريخه يقوم بتطهيرها اول بأول حتي ينزاح آخر عضو هكسوسي ارهابي من أرضها . 
 
سالمين .. سالمين حالفين بعهد الله . نادرين .. نادرين . واهبين .. واهبين حياتنا لمصر . 
باسمك يا بلدي حًلفنا يا بلدى
جيشك و شعبك يرد التحدى
ارضك و زرعك شمسك و قمرك
شعرك و نغمك نيلك و هرمك
 
ثم توالت الأناشيد من جميع المغنيين والملحنين .. وكانت فعلا لها تأثير عظيم في تحفيز الشعب بأكمله من عمال وفلاحين وأطباء ومهندسين وفنيين وفنانين الذين هرول البعض منهم إلي الجبهة لكي تساهم في تطييب الجروح للجيش مساهمة ومشاركة تكلمت عنها جميع المؤسسات الدولية , وقامت القوافل التي كانت تجمع الفنانين من جميع فروع الفن كالغناء والشعر والتمثيل وغيرها لزيارة المصابين في المستشفيات العسكرية .  ولم نسمع عن  بلطجية إستغلت هذا الموقف في السلب والنهب , بل جميع الشعب وضعوا اياديهم مع ايادي الجيش لتحرير  سيناء من العدو والذي مايزال يحاول بكل الطرق ان يهدم اكبر جيش في المنطقة , حتي نجح في ان يتحالف مع ما يسمون أنفسهم الإسلام السياسي والذين يعتبرون أنفسهم الذ اعداء الصهيونية .. لكن إتضح غير ذلك , فهم مستعدون لأي عمل غير شريف لتحقيق احلام الخلافة والسيطرة والهيمنة علي جميع الدول الإسلامية , وربما أيضا غير الأسلامية .   
 
أما أجمل نتائج  معركة أكتوبر هي الوحدة الطائفية التي ظهرت علي أصولها ... لكنها لم تكتمل طويلا بعد استلام الأرض وخروجهم من ارضنا .. فبدأت تظهر الجماعات الإسلامية بأنواعها وبدأتها بقتل بطل العبور ... وبالتدريج وحتي منتصف حكم الرئيس السابق حسني مبارك وصل الأمر إلي حد الإرهاب والتعصب ضد اقباط مصر ... إلي أن جاءت ثورة يناير وحصل ما حصل بعد ذلك يتحمل حكم مبارك الجزء الأكبر من مسئوليته ... فأصبح الآن أمامنا عبور آخر يجب ان نجتازه بحكمة الساسة وبدعم الجيش والأمن الذين تحملوا الكثير من أجل مصر .
 
لذلك نحن كشعب مصري نطالب في ذكري النصر أن يكمل الجيش جميله , وإن كنا سنخرج لكي نقدم الشكر والتقدير للجيش الباسل , فسوف  نطالب الفريق السيسي بترشيح نفسه كرئيس للدولة . سوف يصبح يومي 6 اكنوبر , و30 يونيو هما من أصعب و أجمل ايام مرت فيها مصر للتحرير من الإحتلال الخارجي وأيضا من سلب الهوية المصرية والتى تحاول قوي الشر ان تنتزعها من أعماق قلوب الشعب المصري . 
 
ارجع وأكمل : بدمي أفادي , وأصد الأعادي ... وأفدي بروحي عيونك يامصر . في صبري وسهرك  ..في صحوى هانادى . وفي استشهادى هأسجل نشيدى في تاريخك يامصر ..!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter