الأقباط متحدون - الشباب القبطى بين سندان أصحاب المال وأصحاب النيافة
أخر تحديث ٠٠:٤٦ | السبت ٥ اكتوبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٢٥ | العدد ٣٢٧٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الشباب القبطى بين سندان أصحاب المال وأصحاب النيافة

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه
الكاتب / مايكل ماهر عزيز 
 
من الامور التى تستفز شباب هذا الجيل من الاقباط ، هو عدم إعطاء المرء فيهم الفرصة الكاملة للتعبير عن طموحاتهم وآرائهم  السياسية دون قيود  أو خطوطً حمراء ، فبرغم أن العديد  من شبابنا القبطي قد دفع ثمن محاولات التحرر السياسي تلك والخروج من عباءة الكنيسة إلى الشارع ، لكن تلك

المحاولات باءت بالفشل ،  فبعد قيام إنتفاضة  25 يناير التي كسرت كل القيود ، فما زالت توجد قيود  وعراقيل تعرقل تحركات الشباب ، وأبرز هؤلاء شباب ماسبيرو والنشطاء الاقباط حديثي الخبرة ، فما زال  هؤلاء الشباب يبحثون عن دعم حقيقي من القوي القبطية ، التي مللنا من أشكالهم وأفعالهم ، تلك القوي التى رأت في هؤلاء الشباب  الحر أداة جيدة لإستغلالهم وذلك لتلميع صورتهم المشوهة بنظر الاقباط ، للاسف وقع الشباب القبطي بين سنداني أصحاب المال وأصحاب النيافة ، وهذه  إحدي أهم أسباب فشل الشباب الذين يريدون التقدم بقضيتهم القبطية لخطوة إلي الامام .
 
لقد رسم لنا أصحاب المال وأصحاب النيافة خطوط حمراء نسير عليها لا يجب الاقتراب منها ، خطوط السير هذه تتضمن عدم الاقتراب من المصالح المشتركة لإي من الطرفين ، فقد إتحدا أصحاب المال وأصحاب النيافة ، وهذا الاتحاد جاء  نتيجة تراكمات لسنين عديدة خلت فيها البلاد من ديمقراطيات حقيقية ، وشكل الطرفين فريقاً تقاسما فيه مقدرات شعب يبلغ تعداده أكثر من خمسة عشر مليون مواطن ، فمن أنجح الصفقات السياسية هو التزاوج بين المال والسلطة وما بين المال والدين .
 
تلك الصفقة السياسية أدخلتنا نحن الاقباط فى نفقاً مظلم ، أهٌدرت من خلاله حقوق الاقباط في السنين الاخيرة ، فاللعبة السياسية بدت الان بيد :
 
1- أصحاب المال : الذين باتو يلعبون دور السمسار بين الدولة والكنيسة والاقباط .
2- أصحاب النيافة : الذين باتو يلعبون دور المسيطر علي الشعب من خلال نفوذهم الروحي عليهم
 
3- الدولة : التى تريد إبقاء الوضع علي ما هو عليه والتعامل مع اصحاب المال واصحاب النيافة للسيطرة علي الاقباط .
 
** أصحاب المال :
 
أرتضي أصحاب المال المشكلين من طبقتي رجال الاعمال والتجار الاقباط المسميين محلياً بأعيان الاقباط ، أرتضي هؤلاء أن يلعبوا دور الرجل السمسار الذي يقوم بدور الوسيط لحل مشاكل الاقباط بين الكنيسة والدولة ، وذلك من خلال إستغلال معرفتهم لرجال الامن والسلطة ، وسيستفاد  هؤلاء السماسرة نتيجة تعاملهم مع السلطة الامنية والتنفيذية ، تلك الاستفادة ستأتي عليهم بمنافع أقتصادية ومناصب سياسية ، فهدف هؤلاء السماسرة إقناع الاقباط والكنيسة بالتنازل عن  بعض حقوقهم المادية والقانونية في كل حادثة طائفية تحدث لهم ، وبذلك سوف ينال هؤلاء السماسرة من أعيان الاقباط ثقة الممسكين بالسلطة ، وسينالون أجرهم الحقيقي من خلال تسهيلات حكومية تمنحها لهم السلطة كمكأفئةً لهم علي خدماتهم للدولة نظير خضوع الاقباط وعدم الانصياع لمطالبهم المشروعة .
 
** أصحاب النيافة :
 
ليس كل أصحاب النيافة من يتنازلون عن حقوق شعبهم ، أغلبية أساقفة مجمعنا المقدس مشهود لهم بالتقوي والقداسة  فهؤلاء الاباء مخلصون لكنيستهم ولشعبهم ، ولكننى أتحدث هنا عن بعض أصحاب النيافة الذين قد نعلم البعض منهم ، والذين يتعرضون لضغوط تواجههم في حل الفتن الطائفية التي تحدث بإيبراشيتهم ، والحل الامثل لتلك المشكلات لجؤء أصحاب النيافة هؤلاء  إلي الفريق الاول وهم أصحاب المال من السماسرة الاقباط المتاجرين بهموم شعبهم ، وذلك للتوسط مع الدولة لحل المشكلة بطريقة ودية .
 
يستفاد أصحاب النيافة هؤلاء بصداقاتهم مع رجال الاعمال ، فأزعم وربما أكون مخطئاً أنه يوجد لكل أسقف من هؤلاء رجل أعمال يمثل له السند في الاوقات الحرجة . وهذا ليس عيباً ففي كل طائفة من الطوائف الاخري تحدث مثل تلك الامور  ، ولكن الطامة الكبري والخطيرة هو إعطاء أصحاب المال دوراً أكبر من جحمهم داخل أروقة الكنيسة ، يتمثل ذلك الدور في تدخلهم بشئون الكنيسة الداخلية ، فقد يرشم أصحاب النيافة معاونيهم من أصحاب المال أراخنة ودياكونيين وهذه كلها رتب كنيسة ، من الممكن أن يعتبر هذا ذكاء من أصحاب النيافة للسيطرة روحياً علي أصحاب المال القبطي ، وضمان ولائهم للكنيسة دوماً ، يعني بالبلدي : يضرب عصفورين بحجر واحد .
 
** الدولة :
 
لا تريد الدولة وجود قيادة قبطية شابة ، يقودها سياسيين أقباط شرفاء يسعون لإخذ حقوق شعبهم الغائبة ، والتي  للاسف يتلاعب بتلك الحقوق أصحاب المال وأصحاب النيافة ، فقد ظهر بالماضي شباب قبطي ثائر ، شباب شريف ، قام هؤلاء الشباب بتأسيس حركة قبطية نشطة وفعالة ، هذه الحركة هي جماعة الامة القبطية ، التي أسسها المحامي الشاب إبراهيم فهمي هلال عام 1952 ، تلك الجماعة التي  لقت قبول شعبي وقتها ، كان هدف تلك الحركة إصلاح المؤسسة الكنيسة والمطالبة بحقوق الاقباط ومنها كما نذكر : 
• إصلاح شئون الكنيسة القبطيه
• تقديم المساعدة للمحتاجين
• نشر تعاليم الكتاب المقدس والتمسك بجميع أحكامه
• تعليم اللغه القبطية والتاريخ القبطى
• التمسك بعادات وتقاليد الأقباط
• توجية الشباب القبطى فى حياته والإهتمام بالنواحى الروحيه والعلميه والرياضيه
• إصدار جرانيل يوميه وإسبوعيه وشهريه تكون المنبر القوى للدفاع عن الأمه القبطية
• الإهتمام برعاية الأقباط فى مصر و الخارج
• إنشاء دار كبيره تتسمّى المركز الرئيسى للجماعه وسط القاهره
• العمل على إحترام الكرسى الباباوى وتكريمه .
 
 
قامت الدولة بالتعامل الامني مع تلك الحركة الشبابية فقامت بإعتقال مؤسسها الشاب / ابراهيم فهمي وايداعه السجن ، وتم مصادرة وحرق مقر الحركة ، وقامت الدولة بالافراج عن المحامي الشاب بعد صفقة بينه وبين الجهات الامنية تنص علي عدم قيامه بمزاولة أي نشاط سياسي يخص الشأن القبطي وحظر العمل بالحركة عام 1954 . ومن هنا نجد ان الدولة تفضل الاستعانة باصحاب المال واصحاب النيافة للسيطرة علي طموح الاقباط السياسي .
 
الخلاصة
 
لم يؤمن بني إسرائيل بعمل الرب معهم في برية سيناء ، وعندما أرسل بني اسرائيل جواسيس لمشاهدة الارض التي وعدهم بها الرب ، الارض التي تفيض لبناً وعسلاً ، أتي اليهم الجواسيس الشباب ومعهم يشوع بن نون قائلين لهم : " أن شعوب تلك الاراضي بها عمالقة أقوياء ودمويين ، لكنهم  متأكدين أن الرب سيحارب معهم وسينتصرون "  ، لم يؤمن بني إسرائيل الكبار بوعد الرب لهم ، ولم يثقو بقدراتهم بالانتصار علي عماليق ، واشتهو من جديد أكل الفول والجرجير الذين كانوا يأكلونه بأرض مصر ، وعندما رأي الرب ضعف إيمانهم وفقدان بصيرتهم الروحية ، فقد أذلهم الرب وجعلهم تائهين ومشردين في برية سيناء طيلة 40 عاماً كي يموت هؤلاء الاباء ويرثهم أبنائهم الشباب المؤمنين بقضيتهم ورسالتهم السامية  هؤلاء الشباب هم ما أرادهم الرب ليحارب معهم مع عماليق والامم الوثنية .
 
الشباب هم الامل الاخير لشعبنا القبطي ، فكما قال أبينا المتنيح قداسة البابا شنودة  الثالث : " كنيسة بلا شباب تعني كنيسة بلا مستقبل " . فمن بيننا كشباب من هو صحفي ومن هو مذيع ومن هو كاتب ومن هو مفكر ومن هو شاعر وعالم وطبيب ومهندس ومن منا يتمتع بموهبة لا توجد عند الاخرين .
 
فيا أصحاب المال ويا أصحاب النيافة هل تنصتوا يوماً إلى صوت الشباب مرة واحدة ؟؟
 
من له إذنان للسمع فليسمع
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter